الحدث- محمد غفري
تتعدد أوجه العطاء والأعمال الخيرية في شهر رمضان المبارك، من توزيع للطرود الغذائية على العائلات المحتاجة، وإقامة الافطارات الخيرية للصائمين، وحتى توزيع التمور والمياه على السائقين والمارة عند ساعة الآذان، وما إلى ذلك من هذه المبادرات الخيرية التي تنتشر خلال الشهر الفضيل بين الصائمين سعيا لمزيد من الأجر والثواب من الله الكريم.
وبالحديث عن المبادرات الخيرية واسعة الانتشار في مجتمعنا الفلسطيني، ابتكرت حملة "سوا" مبادرة تقوم على توفير الخبز مجاناً لمن لا يستطيع دفع الثمن، في مخبز جوهرة القدس في مدينة رام الله.
صاحب مخبز "جوهرة القدس" زياد نافع، قال إن أي مواطن لا يستطيع دفع ثمن الخبز، بإمكانه زيارة المخبز وأخذ الخبز مجانا دون أي مقابل.
وأفاد نافع لـ"الحدث"، أن المخبز هو مجرد وسيط بين أهل الخير والمواطن المحتاج، ويكرس بهذه الحملة نوعا من أنواع التكافل الاجتماعي بين المواطنين.
ساهم معنا حتى يكون هذا الخبز مجانيا
عند الدخول إلى مخبز "جوهرة القدس" تجد لوحة كتب عليها "ساهم معنا حتى يكون هذا الخبز مجاني، لمن لا يستطيع دفع الثمن"، وعلق فوق هذه العبارة أوراقا صفراء عليها أرصدة خيرية تتراوح قيمتها بين 2-10 شواقل.
وفي تفاصيل هذه الحملة الخيرية، أوضح نافع أن الزبون العادي عندما يأتي لشراء الخبز، بإمكانه أن يدفع طوعاً مبلغا إضافيا للتبرع به لمواطن أخر يحتاج الخبز ولا يمتلك قيمته.
وأضاف نافع، أن المتبرع يكتب قيمة ما تبرع به على ورقة، ثم يعلقها على اللوحة، ومن ثم يأتي مواطن آخر لا يمتلك ثمن الخبز، يأخذ أي ورقة عن اللوحة بحسب حاجته ويعطيها للبائع، الذي يستبدلها له بالخبز بنفس القيمة المكتوبة عليها.
وأردف مالك المخبز، الذي يستخدم طحيناً فلسطينية في صناعة الخبز، أن حملة "سوا" انطلقت قبل نحو عام، وسبقها حملة "فكر بغيرك"، إلا أنه أبدى استتعداده على تقديم الخبز مجاناً في أي وقت سواء في رمضان أو أي شهر آخر، ومن دون وجود حملات خيرية منظمة كما هو متبع لديه الآن.
يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف
خليل نافع وهو أحد البائعين في المخبز، قال إن المواطن الفلسطيني بطبعه يمتاز بعزة النفس ولا يطلب العون والمساعدة من أحد.
وبحسب نافع، فان هذه الحملة تمتاز بالسرية الكاملة حفاظاً على خصوصية المواطن المحتاج، حيث يأتي ويأخذ الورقة عن اللوحة ويعطيها له، وهو بدوره يعطيه الخبز دون أن يتحسس فعلته أو يلحظ ذلك أحد.
وأضاف البائع لـ"الحدث"، أن خبرته في هذا المخبز جعلته يمتاز ببديهة عالية يميز بها من لا يمتلك ثمن الخبز، وهو ما يساعده على تقديم الخبز بهذه السرية.
واستذكر، أن بعض النساء المحتاجات تأتين وتقفن بباب المخبز، ويقوم هو تلقائياً بإعطائهن الخبز دون أن يطلبن ذلك، لأنه فهم مرادهن دون أن تسألنه ذلك.
الإقبال على الحملة ضعيف في رمضان
وأوضح البائع خليل، أن كل ورقة يضعها المتبرع على اللوحة تحمل رقماً تسلسليا وصل حتى اليوم إلى 481 متبرع على اختلاف القيمة، مشيراً إلى أن الإقبال على التبرع للحملة من قبل المواطنين أو طلب الخبز مجاناً قل في شهر رمضان.
ويرى خليل، أن أهل الخير في رمضان يقدمون تبرعاتهم بشكل مضاعف، ويقومون بالتوجه بشكل مباشر إلى منزل المواطن المحتاج.
إلا أن مالك المخبز زياد نافع، فسر لنا عكس ذلك، مؤكداً أن تناول الخبز في رمضان يقل بشكل عام لدى الجميع إلى ما يقارب الثلث، سواء عند المواطنين الفقراء أو الأغنياء.