الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

المخرج لخطيئة هدية الرئيس إلى الملك سلمان - رولا سرحان

2016-06-23 12:44:10 PM
المخرج لخطيئة هدية الرئيس إلى الملك سلمان - رولا سرحان
رولا سرحان

 

لا نستطيع تصنيف الفعلة التي قام بها معاونو سيادة الرئيس ومن حوله من مستشارين، ومن مسؤولي البروتوكول في ديوان الرئاسة، إلاَّ بالخطيئة. فكيف يمكن أن تقدم هدية من دولة فلسطين إلى المملكة العربية السعودية، فلا تكون سوى نسخة عن صحيفة "باليستاين بوست" لتقدم في إطار مذهب إلى الملك سلمان على أساس أنها نسخة من صحيفة فلسطينية كانت تصدرُ في ثلاثينيات القرن الماضي، بينما لم تكن الصحيفة سوى عدد قديم عن صحيفة إسرائيلية هي الصحيفة الأم لصحيفة جيروسالم بوست الحالية، والتي تم تأسيسيها من قبل غيرشون آغرون، عام 1932 إلى أن تم عام 1950 تغيير اسمها إلى صحيفة "جيروسالم بوست"، إلى أن أصبحت لاحقاً شقيقة معاريف بعد أن قام المستثمر الإسرائيلي إلي آزور في عام 2014 بشراء الأخيرة.

 

حاولنا في "الحدث"، أن نجد مخرجاً لهذه الخطيئة، لعلنا نجد ما يمكن أن يكون تبريراً لهذه الفعلة، فنبيض وجوهنا من شماتة أعدائنا فينا، ولنسلم من تهكمات "أوفير جندلمان"، رئيس قسم الإعلام العربي في رئاسة وزراء دولة الاحتلال على تويتر وعلى صفحته على الفيسبوك، فنكف تندره علينا، فبحثنا في كتب الإعلام، وبحثنا في كتب تاريخ فلسطين فترة الانتداب البريطاني، وللأسف، كانت المعلومة الصحيحةُ أن “Palestine Post”، هي صحيفة إسرائيلية.

 

يسرد لنا التاريخ الاجتماعي لفلسطين أن فلسطين كانت تتميز بوفرة الصحف الفلسطينية على مختلف أنواعها وتخصصاتها، وأن تاريخ فلسطين الصحفي يعود إلى أواخر القرن الثامن عشر،  فكانت "القدس الشريف" أول صحيفة تصدر في فلسطين باللغتين التركية والعربية من 4 صفحات فقط، وكانت لسان حال السلطنة العثمانية في فلسطين.  في حين كانت "النفائس العصرية" الصادرة في عام 1908، لصاحبها خليل بيدس أول مجلة أدبية في فلسطين. أما أول صحيفة سياسية فكانت صحيفة "الحرية" الأسبوعية، التي تأسست في عام 1910. وكانت معظم المنشورات الصحفية تصدر في القدس حتى عام 1929، حين انتقل النشاط الصحفي منها إلى يافا وحيفا، فصدرت أول صحيفة سياسية يومية هي صحيفة فلسطين، التي احتلت مكانة مرموقة في الدول العربية المجاورة، وباتت تحصل على أخبار ومعلومات تزود بها من دول الجوار.

 

أما خلال الفترة من 1919-1948، فكان عدد الصحف والمجلات التي صدرت في فلسطين قد وصل إلى 1241 صحيفة ومجلة سواء تلك التي صدرت أو توقفت عن الصدور أو استمرت لفترة زمنية قصيرة. 

 

أما من بين أهم الصحف الفلسطينية الناطقة باللغة الإنجليزية، والتي كانت تصدر في ثلاثينات القرن الماضي كانت Times of Palestine  الصادرة في عام 1933، وصحيفة The Palestine Daily Mail، الصادرة في عام 1938 والاثنتان كان صاحب الامتياز فيهما منير حداد وتصدران بشكل يومي في حيفا.

 

وهذا السرد السريع إن كان يعني شيئاً فإنما جاء للتدليل على أن فلسطين كانت زاخرة بالصحف التي كان بالإمكان الحصول على نسخ أرشيفية منها لتقديمها هدية للعاهل السعودي، فلم فشل الطاقم الرئاسي في معرفة التاريخ الفلسطيني.

 

لكن السؤال الأهم يظل: إن كانت تلك الصحيفة المقدمة إلى الملك سلمان نسخة ورقية أصلية، بالتالي، من المفترض أنه تم الحصول عليها من جهة ما ولعلها تكون إسرائيلية، وتم تسليمها من ثم إلى سيادة الرئيس، فمن قام بهذه الخطيئة في مكتبك سيدي الرئيس كان يعلم الحقيقة.

 

أما المخرج الوحيد، هو أن يكون هنالك هدف واضح من وراء هذا الإهداء يبرر استخدام نسخة الصحيفة الإسرائيلية تلك وتقديمها للملك سلمان، لربما من قبيل إشارتها للدفاع السعودي عن المسجد الأقصى المبارك في تلك الفترة التي كانت تنشأ فيها دولة الاحتلال الإسرائيلي.

 

 

الرئيس والملك سلمان هدية باليستاين بوست