النصفُ الفارغُ من زجاجة النبيذ
هو الامتلاءُ الوحيدُ
ما تبقَّى...
نشوةٌ للفناءِ
يرتشفها ببطْءٍ على طاولةِ الزمن
الأشياءُ تبدأ هنا دوما
الأشياءُ ذاتها تفقد ملامحها في الطريق إلى فرن لافوازيه
البيولوجيا أيضا
يسقط منها كثير من الطفل الذي كانتْه في أوقاتٍ سابقة
كلما جلستْ في معمل النحَّاتِ الكونيِّ
سجنٌ هذا الكوكب أم مقبرة حيةٌ؟؟
إلهٌ يتجدد ويمتطي درّاجة الخلود أمْ لقيطٌ دارْوينيٍّ؟
إقامةٌ في المباهج أم عبور إلى الصمت؟
آنيةٌ للمعنى؟
أم ضريحه في العراء الموحش؟؟
على كعبة المواقيت تدورُ الأرضُ العطشى
تحتسي عصيرَ الأجسادِ
أو تفكّكُ مرايا الهندسةِ
حتى تنهرد البنية الممسوسةُ بعفاريتِ الوعيِ وفشل الرقاةِ أمام عينيّ ميكانيكيّ الترهُّل يجهزُ بلطفٍ على أنساقها القديمة بمعول اللا جدوى...
بفؤوس خفيّةٍ ينتهكُ غابة الأجناس .
من رأى صخرةً تصقلها ريحُ العابثِ في غفلة السدنة المباركين؟؟!!
من سمع الماء يجعل بطنَ التراب ممكلةَ نمْلٍ؟!!
من شاهدَ جمع التكسير يعدّد مفردات بيت العالم
يعبثُ بأسلاكِ النظام المسكون بنشاز قاهر في لغة النغمة؟؟!!
مـــــــــن.......؟؟
صرخاتُ الحكاية أفظعُ من أنْ تُروى على مسامع الجينات المترحّلة في حافلةِ الصدفةِ المقصودة..
هل كانَ دارون أحدَ القردة العليا؟؟
أم فاضح أسرار الحكومة المؤقتة للأبدية تُلبسُ الانتهاكاتِ الخابطة عباءاتِ المعجزاتِ؟؟
يا معابدَ الفيزياءِ
امتلاءٌ جسدُ الكون أم مثولٌ في لا مرئيِّ الفراغ؟؟
لا أحدَ عانق الفارقَ التافهَ بين صلابة الأثر
وما يشتعل في جرحه من فضاءات غير مستعمَرةٍ
لأنَّ لا أحدَ ركبَ بغلا يركض بسرعة شياطين الضوء المتفلِّت
ولا امتلأ بجنونِ آنشطاين المغري..
وحده الحلزونُ عبرَ مسالك الدِّرايةِ وهو يصالح بين قوقعته الجمادِ
وليونة أنساغِ الحيِّ فيه..
هل كنتَ
-أيها الوجودُ-
منتشيا بماريخوانا سِفْر الخروج إلى الضجيج حين رسموا لك إشاراتِ النزوح صوب بابل المصائر المشنوقةِ؟؟؟
لا تغمض عينيكَ أمامَ هوسكَ باصطيادِ الأنفاسِ
وهي تتقافز..
غزالةً
بعدَ أخرى
تنزف..
لتخفف قليلا من شحوب الأمكنةِ
من نتوءات خيبته بإزميل التشتّت يمنحها فداحة الانسرابِ من قفص الثابت..
كم خطوة سلكتْ بناءَكَ ذهابا إلى حانة اللا عودة..
كل السكارى يرقدون طويلا طويلا
ولا شمس تتعرَّى في السماء النائمة..
نمْ أنتَ مثلهمْ جميعا
أو توقّف عن لعبِ الأدوار التي تزيّفُ السيناريو
أنْ تقلِّم العمرَ
معناه أنكَ مجرّد جلاّدٍ عند عزرائيل
وما تبقى منكَ:
ديكورُ المسرحية فقط..
من تنتظر البشرية الجريحة؟
لا أحدَ
قادمٌ
من جنوبِ السكينةِ
مشرية
23/05/2016