«سقوط حرّ» يكشف خبايا المصحّات النفسية

الحدث- مصدر الخبر

شكّل مسلسل «سقوط حرّ» رهانًا خامسًا يجمع الممثلة نيللي كريم والكاتبة مريم نعوم في عملٍ حجز مساحة خاصة على الخريطة الرمضانية لموسم 2016. يضع العمل من إخراح شوقي الماجري وانتاج شركة «العدل غروب» مجهره على ما يجري داخل المصحّات النفسية الخاصّة أو التابعة للدولة من خلال قصة «مَلَك» (نيللي كريم).

تكتشف البطلة خيانة زوجها مع أختها فتقتل الاثنين، وتصاب بصدمة عصبيّة توضع على إثرها في القسم الشرعي لـ «مستشفى العباسية للأمراض النفسية» عوضًا عن وضعها في السجن. وبعد تعافيها تُنقَل إلى مصحّة خاصة إلى أن تتحسّن وتتذكر ما حدث لها.

يندرج «سقوط حرّ» في إطار الدراما النفسية لا البوليسيّة كما بدا في حلقاته الأولى. تؤكد الكاتبة مريم نعّوم لـ «السفير» أن أهمية العمل تكمن في حكايا الناس في المصحّات النفسية. «جريمة القتل هي مفجّر للأحداث وليست الحدث الرئيس في المسلسل، ما سنشاهده في المستشفيات هو جوهر العمل».

اعتمدت مريم نعوّم على ورشة من خمسة كتّاب لإنجاز العمل، وهي ليست المرّة الأولى التي تعتمد فيها على الكتابة الجماعيّة. توضح للـ «السفير» أن التحضير لكتابة السيناريو تطلّب زيارة أماكن كثيرة في وقت واحد وذلك يتطلّب مزيداً من الوقت، وكان من الضروري إنجاز السيناريو من دون المساس بجودة العمل.

عملت نادين بدراوي وخيري الفخراني على تطوير الشخصيات وهذا التخصص يكاد يكون الأول في مصر بحسب نعوّم، في حين كتبت الحوار سارة ومحمد هشام عبيد. أما فكرة العمل وتأليفه لمريم نعوم، وقد شارك معها وائل حمدي في المعالجة الدرامية والسيناريو.

«تعدُّد الأقلام المشاركة في العمل أتى لصالح المشروع»، تؤكد مريم لافتة إلى أن تنوّع العقول يعطي أبعادا مختلفة لوجهات النظر ما يغني العمل، كما أن تقسيم المهام الكتابية أعطى كل مرحلة حقها في ظل الضغط الواقع على العمل المحكوم بالانتهاء قبيل شهر رمضان.

شيّد المخرج التونسي شوقي الماجري لغته البصرية الخاصة، عبر أعمال تلفزيونية مميزة استحقت جوائز عدة كان أهمها Emmy Award في العام 2008، عن مسلسل «الاجتياح» كأفضل عمل أجنبي. وفي «سقوط حر» يستمرّ الماجري في خطّ نهجه المميز عبر معالجة بصرية ثريّة.

تشير مريم نعّوم إلى أن مشاركتها مع الماجري تجربةٌ غنيةٌ تأمل أن تتكرر سواء في السينما أو التلفزيون. «شوقي الماجري مخرج متفرد تعلّمت منه أشياء كثيرة، كما تعلمت من المخرجين الذين عملتُ معهم سابقاً». لا تحضر الكاتبة إلى مواقع التصوير إلا بناء على طلب المخرج، معللة أن «اللوكيشن» هي مملكة المخرج ووجودها قد يسبّب إرباكًا خصوصًا أن مهمتها قد انتهت فور اكتمال الورق.

تؤدي نيللي كريم شخصية مصابة نتيجة الصدمة بحالة «فصام جامودي» (Catatonic schizophrenia) وهو حالة من الجمود الحركي والاضطراب السلوكي، تظهر من خلال الخرس والذهول وعدم الاستجابة للمؤثرات الخارجية وتتميّز بنمط حركيّ معيّن.

أحكمت الممثلة المصريّة الإمساك بخيوط الشخصية وبرعت في أدائها، وبدا ذلك منذ المشاهد الأولى، فملامحها المنغمسة في الدور إلى جانب تمثيلها المتمكن يأخذ المشاهد إلى عوالم المرض النفسي مفجراً الكثير من الأسئلة.

يشارك نيللي كريم في بطولة العمل الممثلة القديرة صفاء الطوخي التي أجادت تقديم شخصية جديدة ومختلفة «أم ملك»، متكئةً على قوة حضورها ومرونة أسلوبها. كما تمكّن الفنان أحمد وفيق من لفت عين المتلقي عبر دور «سليم» زوج القتيلة الذي لم تنجلِ معالمه بعد، لكن من الواضح أنه يحمل حكايةً ستتكشف في الحلقات المقبلة.

يزيد التشويق والجذب في «سقوط حرّ» مع تقدّم العمل. ولا يزال في جعبة الكاتبة الكثير لترويه عن خبايا المصحّات النفسية في مصر، لعلّ المشاهد يتأمل قليلاً في المرض النفسي الذي يضعه غالبيّة أفراد المجتمع تحت مقصلة الإنكار والتجاهل.

 «سقوط حر» يعرض 8:00 مساء على قناة «CBC دراما» و 10:00 مساء على قناة «دبي دراما»