ترجمة الحدث- ناديا القطب
علقت صحيفة هآرتس في افتتاحيتها لهذا اليوم على الدعوات المتصاعدة لإخراج النائبة حنين الزعبي من الكنيست، وخلص المقال إنه في حال لم تحترم إسرائيل آراء الزعبي، وأطاحت بها من الكنيست فإن إسرائيل ليست دولة ديموقراطية.
وإلى نص الافتتاحية:
دعا أعضاء في الكنيست الإسرائيلي، إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى إزاحة حنين زعبي من البرلمان بعد ان قالت غن الجنود الإسرائيليين قتلة. لكن إن لم تقبل إسرائيل بزعبي فإن إسرائيل ليست بديموقراطية.
وقالت حنين الزعبي عن الجنود في جيش الاحتلال الإسرائيلي الذين قتلوا 9 مواطنين أتراك كانوا على متن السفينة مرمرة إنهم قتلة، وإنه يجب على إسرائيل الاعتذار ورفع الحصار عن غزة.
من حق الزعبي التعبير عن نفسها بهذه الطريقة، ومن حق معظم الإسرائيليين والمسؤولين المنتخبين أن يغضبوا أكثر من ذلك، لكن لا أحد لديه الحق في إطلاق حملة إعلامية وحملة رأي عام للإطاحة بها خارج الكنيست كما يجري منذ أدلت بتصريحها. ويتبارى وزراء وأعضاء كنيست من احزاب اليسار الوسطي، واليسار فيمن سيسب ويشتم الزعبي بطريقة أسوأ. وقليلٌ منهم كاد أن يعتدي جسديا عليها في الكنيست. ودعوا ليست فقط إلى إزاحتها من الكنيست بل من البلاد.
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تجاوزهم جميعاً، فهو من يقع على عاتقه حماية الشخصيات في الحكومة، لكنه بدلا من ذلك طلب من المدعي العام أفيشاي مندلبليت، فحص كيفية التحرك للاطاحة بزعبي ، وقال "ليس لديها مكان في الكنيست."
رئيس الوزراء ليس لديه أية سلطة بشأن البت فيمن يحق له البقاء من عدمه في الكنيست. لكنه مع تصريحه ذلك فإنه يكون قد انضم إلى أولئك الذين هاجموا بضراوة الزعبي. وقد فعل ذلك على نحو ساخر، جزئيا لتفادي الانتقادات على اتفاق المصالحة مع تركيا، الذي لم يلق ترحيباً في إسرائيل، ولأمور مشتعلة في أماكن أخرى.
لكن مغزى الهجوم على حنين الزعوبي هو أكثر خطورة من ذلك بكثير. فهو يظهر النية الحقيقية لنتنياهو واليمين، وأيضا ليسار الوسط بعد انضمامه لهم. مسألة الزعبي هي مجرد علامة فارقة على الطريق إلى الهدف الكبير، والذي يهدف إلى تجاوز التمثيل الحقيقي لعرب إسرائيل وإزالتهم من الكنيست. الزعبي ليست سوى الضحية الأولى في هذا الطريق.
من الواجب تذكير رئيس الوزراء والمتحدثين الرسميين أن هذا هو اختبار الديمقراطية: القدرة على التصرف بتسامح تجاه آراء الأقلية، على الرغم قسوة وتطرف الآراء. الزعبي تمثل المزاج العام، حتى وإن كان هذا المزاج هو لأقلية صغيرة، ولديها مكان في الخطاب العام.
يجب على اسرائيل ان تقبل الزعبي لأنه إذا لم يحدث ذلك، فإن إسرائيل ليست دولة ديموقراطية.