في ركنٍ من أركان ذاتي
احترفتُ حريتي
كمن يحترف عزفَ لحن الحياة
على كمان الوجود
قُلت: إلى أين؟
فيرد صدى الكون:
"إلى ثورتك على صفحةٍ بيضاء،
تعيشُ تَرَفَ فَراغِها حتى يملئها الحبرُ
بهمومٍ عن الحرية،
لأنه كما يجتمعُ حبرٌ على ورق
هكذا تُسكَبُ عناوينهم باذِخَة المفردات
على رحلتهم الكاذبة مع عَطب الدهر
ونوبات من الفناء.
وفي هذا التَقمص اللغوي تُشَيَّعُ
بازدراءٍ آمالٌ تنطقُ بخيبتها لحامليها،
ولكن، ألا يصلح الزمنُ ما
أفسدته المفردات؟
ابتعد عن تَلامس الرويتن الحزين
بخيانتهم العمياء
عن الحريةِ الزائفة وهستيريا الأرق،
وامضِ حيثُ تكون الحريةُ لغةً للحب
حيث يعانقُ ولد رحم والدته بشَغَفٍ
كما يعانقُ الفجرُ أثير الكبرياء."
هكذا هي
تجربتي في الصمتِ والإصغاء
حتى أتى الموتُ بردائه المَلكي
يسألُ بسخريةِ الخالدين
عن الباقين
فثُرتُ على الموتِ لأنه لم
يجرب الحياةَ أبداً،
وعدت إلى تجربتي في الصمتِ
واحتراف حريتي.