السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الفرصة الحذرة/ بقلم: نبيل عمرو

2016-07-11 10:53:27 AM
الفرصة الحذرة/ بقلم: نبيل عمرو
نبيل عمرو

 

رغم كل المعوقات القوية التي تحول دون تحقيق اختراق في الجمود السياسي، إلا أن بث حرارة في الاسلاك المصرية الاسرائيلية، لابد وأن يوفر فرصة إن لم تكن مضمونة النجاح فهي حذرة وجدية .

 

نقطة البداية كانت تصريحات الرئيس السيسي، التي ربط فيها دفء العلاقة بين مصر واسرائيل بالتوصل الى تسوية للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي، وبعد تلك البداية شبه المفاجئة جرى صمت اعلامي سياسي افسح في المجال للتركيز على الجهود الفرنسية التي حصلت على دعم اوروبي واضح نحو عقد مؤتمر دولي للسلام.

 

 وفي فترة الانتظار أو الاعداد لهذا المؤتمر، تحرك المصريون على نحو علني مباشر من خلال زيارة وزير الخارجية السيد سامح شكري لاسرائيل ولقائه الدافئ مع نتنياهو الذي فيما يبدو يمهد للقاء بين نتنياهو والسيسي في القاهرة .

 

مصر تملك اوراقا اهم بكثير مما تملك فرنسا فالتاريخ والجغرافيا وقدرات التأثير على الارض كلها تشكل اوراقا مصرية يفتقر لها الفرنسيون، اما اسرائيل حين تخير في امر التعامل مع السلام مع مصر او غيرها فهي تختار مصر صاحبة اول اتفاقية سلام مع اسرائيل ، وان لم يكن سلاما دافئا فهو سلام راسخ ومستقر.

 

ومصر التي شمرت عن ساعديها للدخول في معركة الحل ليست وحدها في هذه المعركة ، فكل معسكر الاعتدال العربي الذي يشكل الاغلبية النوعية في الجغرافيا والسياسة ، يقف معها في هذه المعركة الدقيقة والمفصلية ومعها كذلك الطرف الامريكي الذي فشل في جهد حثيث نفذه الوزير كيري، وهذا من شأنه اضعاف التأثير السلبي لواشنطن، اذ ليس منطقيا ان لا تدعم جهدا ليس معاديا لها مثل الجهد المصري.

 

اما الفلسطينيون الذين حين تولت امريكا مقاولة حل قضيتهم ، اضيع من الايتام على مأدبة اللئام، خصوصا بعد بيان الرباعية الاخير، فليس أمامهم من خيارات افضل من المبادرة المصرية المنبثقة عن المبادرة السعودية التي صار اسمها المبادرة العربية الاسلامية.

 

غير ان الامور لن تمضي بسلاسة مع الاسرائيليين بالذات فهم يعطون من طرف اللسان حلاوة ويعملون عكس ما يقولون ، فمع هبوط طائرة شكري في مسعاه السلمي الهام ، اعلنت الحكومة الاسرائيلية دعم الاستيطان في كريات اربع وما يسمونه بالحي اليهودي في قلب الخليل، واعلن نائب وزير الدفاع الاسرائيلي "ان حل القضية الفلسطينية يكون بتطبيق القوانين الاسرائيلية على سكان يهودا والسامرة، فهي ارض الشعب الاسرائيلي ويجب ان يكون صاحب القرار فيها"! ، غير ان الاختبار الحقيقي لمدى نجاح المبادرة المصرية يتركز على نتنياهو بالذات الذي لو اراد الدخول في عملية جدية مع الفلسطينيين والعرب ، فبوسعه استقطاب شبكة امان فعالة في الكنيست تهمش المعترضين وتخرجهم من اللعبة ... والسؤال.. هل نتنياهو جاهز لتسديد فاتورة السلام من خلال مصر والعرب ، ام انه سيلوذ الى المناورة بأن يعطي من طرف اللسان حلاوة كما قلت وعلى الارض ينفذ شيئا آخر .؟؟؟؟