السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الحكومة الإسرائيلية: شعبية اسم “محمد” في إسرائيل مدعاة للخوف

2014-09-27 04:50:23 PM
الحكومة الإسرائيلية: شعبية اسم “محمد” في إسرائيل مدعاة للخوف
صورة ارشيفية
 
الحدث- ذا انترسيبت
 
هل الأطفال الرضع الفلسطينيون هم أطفال رضع في الواقع؟
 
هذا، وبشكل مستغرب، كان سؤالاً شائكاً بالنسبة للحكومة الإسرائيلية هذا الأسبوع. حيث، وبعد أن أعلنت سلطة السكان والهجرة والحدود في البداية عن الاسم العبري “يوسف” عن أنه الاسم الأكثر شعبية للأطفال خلال العام الماضي، أُجبرت الحكومة بعدها على الاعتراف بأن أكثر اسم شعبيةً للمواليد الذكور في البلاد هو في الواقع “محمد”، وذلك إذا ما تم شمل الرضع العرب بالإحصاء.
 
وبحكم الطبيعة، الأطفال الرضع لا يهتمون بالسياسة عموماً. ولكن، وفي البيئة السياسية المشحونة لإسرائيل، فإن حتى الرضع لهم أهمية سياسية واسعة النطاق، ويتعامل الساسة الإسرائيليون مع الأطفال الفلسطينيين بوصفهم “تهديدات ديمغرافية”، وحتى “قنابل موقوتة”.
 
والأساس المنطقي لطريقة التعامل هذه مع الرضع الفلسطينيين، هو الاعتقاد السائد بين كثير من السياسيين الإسرائيليين بأن نسبة اليهود الإسرائيليين يجب أن تشكل الأغلبية الواضحة من السكان، وأن أي زيادة كبيرة في عدد السكان العرب الفلسطينيين الأصليين، ونسبتهم 21 في المئة، أو أفارقة جنوب الصحراء، أو الأقليات الأخرى، يحتمل أن تشكل خطراً على “شخصية” الدولة.
 
ومن هذا المنطلق، فإن ولادة الكثير من الأولاد الذين يحملون اسم “محمد” أو “أحمد” داخل إسرائيل هي ليست مدعاة للاحتفال، بقدر ما هي مدعاة للقلق الوجودي بين الإسرائيليين اليهود.
 
وبناءً على هذه الخلفية السياسية، أفرجت الحكومة الإسرائيلية هذا الأسبوع عن قائمة بالأسماء الأكثر شعبية للأطفال في البلاد، وشملت القائمة على الأسماء العبرية فقط. وبعد أن تعرضت هذه القائمة لانتقادات صحيفة هآرتس، والتي طالبت المسؤولين الحكوميين بالإفصاح عن السبب في عدم وجود أي أسماء عربية على القائمة، اتضح أن هذه الأسماء تعرضت للاستبعاد عمداً، وتم إعطاء قائمة جديدة لهآرتس.
 
وبالتأكيد، كان يجب على سلطة السكان والهجرة والحدود أن تتوقع بأن قائمتها سوف تكون مثيرة للجدل. في بريطانيا، كان اسم “محمد” هو الاسم الأكثر شعبية للمواليد الجدد لعدة سنوات، وقد تم استخدام هذه الحقيقة هناك كصيحة استنفار من قبل الحركات العرقية والقومية التي تدعي بأنها تقاتل من أجل الحفاظ على الهوية البريطانية.
 
وكما تفعل عدة شخصيات سياسية إسرائيلية، غالباً ما تركز هذه الحركات العرقية والقومية في أوروبا اهتمامها على معدلات الولادة لدى نساء الأقليات في بلادهم.