السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

في العدد 66| في الساحة الزرقاء ستقام الانتخابات المحلية

2016-07-19 12:10:23 AM
في العدد 66|  في الساحة الزرقاء ستقام الانتخابات المحلية
الانتخابات المحلية- ارشيف

 

الحدث- محمد غفري

 

يزداد توغل وسائل الإعلام الاجتماعي في حياتنا يوماً بعد يوم، إلى الحد الذي جعلها عنصراً أساسياً لا غنى عنه لدى الغالبية العظمى، وملاذاً سهلاً للناشطين في التفاعل مع أكبر شريحة ممكنة، لنشر الأفكار، وإيصال الرسائل، وجمع المعلومات، والاطلاع على الأخبار والصور والفيديو، بشكل أسرع من أي وسيلة إعلامية أخرى.

 

ولعل فشل الانقلاب العسكري في تركيا يوم الجمعة الماضي، بعد مكالمة سكايب قصيرة من الرئيس رجب الطيب أردوغان، إلى المواطنين الأتراك يدعوهم فيها للنزول إلى الشوارع لحماية خياراتهم الديمقراطية، يعزز من سطوة هذه الوسيلة وقدرتها على التغيير، وتجارب تونس ومصر والربيع العربي هي خير دليل.

 

وسائل التواصل لها دور حاسم في الانتخابات المحلية

خلال انتخابات الرئاسة الفلسطينية، والمجالس المحلية، والمجلس التشريعي الفلسطيني في الأعوام 2005-2006، لم تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي إلا بشكل محدود جداً، حيث كانت غالبية المواقع حديثة النشأة، أو لم تولد بعد، ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم لم تجرِ في فلسطين سوى انتخابات الجامعات الفلسطينية، وانتخابات خجولة للمجاس البلدية في العام 2012.

 

 

ولكن بعد قرار الحكومة الفلسطينية إجراء انتخابات محلية، وما تبعها من إعلان للجنة الانتخابات المركزية في فلسطين من مباشرة التحضيرات، وتحديد الجدول الزمني لهذه الانتخابات، تابعت "الحدث" نقاشات متفرقة بين النشطاء حول أهمية الانتخابات المحلية في فلسطين، وجدوى مشاركة الأحزاب فيها، وبعض الاستطلاعات المصغرة هنا وهناك.

 

وانعكاساً لذلك، يبدو أن وسائل التواصل الاجتماعي من "فيس بوك" و"تويتر" و" سكايب" و"يوتيوب" وغيرها، سيكون لها الدور الأكبر مع مضي الأيام واقتراب موعد الاقتراع في قيادة الحملات الانتخابية للمرشحين في انتخابات البلديات، والمقررة بداية شهر تشرين الأول هذا العام.

 

 

ويجمع خبراء مواقع التواصل الاجتماعي على أهمية استخدام هذه المواقع في الانتخابات المحلية، كما هو الحال مع محاضر الإعلام في جامعة بيرزيت محمد أبو الرب، الذي أكد أن الجمهور الفلسطيني يفضل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من أي وسيلة إعلامية آخرى، لذلك ستكون وسائل التواصل أدوات فعالة في الانتخابات المحلية القادمة، وبالإمكان توظيفها بشكل فعال لكسب أصوات الناخبين والتعبئة لصالح فئة على حساب أخرى، وبشكل خاص فيما يتعلق بانتخابات البلديات الكبرى.

 

الشباب أمام فرصة تاريخية لكسر هيمنة الأحزاب

وقال أبو الرب في حوار خاص مع "الحدث"، أن أكثر من 1.7 مليون مستخدم لموقع "فيس بوك" في فلسطين غالبيتهم العظمى من فئة الشباب، لذلك يمتلك الشباب فرصة تاريخية لكسر هيمنة الأحزاب في الانتخابات المحلية القادمة، في حال قاموا بتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مثالي؛ لدعم قوائم المرشحين الشباب، الذين باتوا قادة رأي عام مؤثر على شبكات التواصل.

 

ويرى أبو الرب، أن أي حملة انتخابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والمرجح استخدامها من قبل فئة الشباب لمخاطبة الشباب، يجب أن تجيب على سؤال: "لماذا عليك أن تنتخب هذا المرشح؟"، بحيث تلامس مشاكل الشباب واحتياجاتهم، وأن لا تكون تقليدية على نحو انتخبوا المرشح "س" لحياة أفضل، وهذه الشعارات ليست علمية.

 

الدعاية الانتخابية التقليدية والدعاية عبر مواقع التواصل الاجتماعي

وفي السياق ذاته، حذر الخبير في الإعلام الجديد، من الاكتفاء بالدعاية الانتخابية التقليدية من بوسترات ويافطات كبرى، دون الانتباه لأهمية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مع التأكيد على أهمية الدعاية التقليدية، وبخاصة مخاطبة الناس بشكل مباشر.

 

وأوضح أبو الرب، إن مخاطبة الناس ومحاولة استقطابهم بشكل مباشر يجب أن يتم في المناطق المحافظة والريفية، التي تسود فيها القيم العائلية والعشائرية، لأن كثيراً من الناس إذا لم تتحدث إليهم مباشرة سيعتقدون أنك لا تبلاي بهم بشكل شخصي.

 

أما في المدن الكبرى، فلا يعرف غالبية السكان بعضهم البعض، وهنا يبقى الإعلام الاجتماعي هو السائد والهام، بحسب ما قال المحاضر في جامعة بيرزيت.   

 

وفي المحصلة أشار أبو الرب لـ"الحدث"، إلى أن أي نجاح لحملة انتخابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يعتمد على طبيعة المكان، وطبيعة السكان، والموقع الجغرافي، وما هي وسائل التواصل الأكثر استخداما لديهم.

 

أوباما صار رئيسا بعد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي

ومن أجل التأكيد على أهمية وسائل التواصل الاجتماعي ودورها الكبير في نجاح المرشحين، قال أبو الرب إن أكبر حملة انتخابات شهدها العالم في السنوات الأخيرة، كانت حملة الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما، الذي وظف بفاعلية وسائل التواصل الاجتماعي، وكانت هي السبب الأساسي في نجاح أوباما، بعد مخاطبته للشباب عبر هذه المواقع، والحديث عن هموم القطاع الأكبر في المجتمع، وهو قطاع الشباب.

 

 

تجربة "الملتقى السنجلاوي"

الناشط عبر مواقع التواصل الاجتماعي حسين عراق (31 عاما)، قام بإنشاء مجموعة مغلقة في إحدى القرى الفلسطينية هدفها طرح كافة القضايا المتعلقة بشؤون البلدة بمعزل عن باقي البلاد الآخرى.

 

عراق شرع منذ فترة على طرح قضايا متعدد على مجموعته "الملتقى السنجلاوي"، تتعلق هذه القضايا بالانتخابات المحلية في بلدة سنجل شمال محافظة رام الله.

 

يقول عراق في حواره مع مراسل "الحدث"، أنه أعلن عبر "الملتقى السنجلاوي" موعد إجراء الانتخابات المحلية وضرورة الاستعداد لها، ومن ثم قام بإنشاء استطلاع للرأي، يقيس من خلاله على أي أساس يفضّل الناس أن تتم الانتخابات المحلية (فصائلية، عشائرية، توافق، كفاءات، أفراد أم قوائم).

 

وأضاف عراق، الذي يعمل موظفاً في إحدى الشركات الفلسطينية العريقة، "ومن ثم تم العمل على توعية الناس بضرورة المشاركة في الانتخابات، وأن يكونوا هم أصحاب القرار، وهم من يحددون مصير الانتخابات".

 

وأكد عراق أن طرح هذه القضايا عبر مجموعة "الفيس بوك"، قد لقي صداً واسعاً في البلدة، وتجاوب كثير من النشطاء الشباب مع هذا الأمر، فشاركوا في النقاش بشكل بناء، وهو ما انعكس عملياً على قيام مجموعة من الشباب بتحضير قائمة شابة تضم عدداً من الكفاءات، من أجل خوضها لانتخابات المجلس البلدي في قرية سنجل.

 

يشار إلى أن غالبية مواقع التواصل الاجتماعي تتخذ من الأزرق اللون الأساسي في واجهتها الرئيسية كما نشاهد في الموقع الأشهر "فيس بوك"؛ لذلك حمل العنوان مصطلح  "الساحة الزرقاء".