الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

وردة العاشق تطفئ جبل النار /لـ الشاعر: محمد الأمين سعيدي - الجزائر

ضوء في الدغل

2016-07-19 11:58:42 AM
وردة العاشق تطفئ جبل النار /لـ الشاعر: محمد الأمين سعيدي - الجزائر
محمد الأمين سعيدي

 

«لكِ المعنى يحلِّق طائرا في أبعد الرؤيا..

لكِ الأدنى من القلب الذي يفنى

ليولدَ في خيالك كوكبا من بهجة خضراءَ

توقظ في أقاصي الجرح صبحا وافرَ الإحساس

توقد في دمي دغْل التولُّه بالغد المفتون في عينيكِ ترتجل الأماني المفرحات ترحّل الحزنَ البدائيَّ العريَّ إلى متاهِ مسرَّتي بالأبيض النبويِّ في بسماتكِ الشّجر السَّماويِّ الذي يمتدّ ظلا يحرس النبضاتِ من عبثٍ أضاء جراحَ أيام تقيم على هشاشة عالمٍ متهدمٍ مهرودْ…

لكِ الطفل الذي يبكي وحيدا في صقيع اليتم يرمق وجهكِ القدسيَّ مثل مسيح مريم أمُّه معشوقة الله الخفيِّ أبوه كونٌ مِنْ جراح الكونْ..

لكِ الشّيخ الذي في الطفل يتلو حكمة الإرهاقِ

يحمل سبحة العبث المشتَّتِ في جيوب العمرِ

في عينيه طيفٌ من تجاعيد الحياة المستفيق عويلُها

في قلبه البركانْ

لكِ الإيمانُ في قلبي المبخّر بالهواجس والوساوس والكلام الغاضب المتوثِّب الملعونْ

لكِ الفرحُ المزاجيّ الذي في نبضيَ المجنونْ

لكِ الآلامُ في روحي تصير مباهجَ الأحلام تنشد أغنياتِ الشوق حتى أبصرَ الدّنيا فراديسَ السُّرور أرى جراحاتي تغنِّي ترقص الحيْدُوسَ كالدّرويش أترعه الهيام فداخ مغشيًّا على أشواقهِ واستيقظتْ فيه معاني الحبِّ فانفجرتْ دماه توقِّع الأذكارَ عشقا فوق أوراق الوجودْ

صارتْ تضيق بأرض رؤياه الحدودْ..

وصرتُ درويشَ المحبة فيكِ أجلس قرب عرش الله أتلو ما تبقى في دمي من خمرة القرآنِ

أسقي الهائمين بجمرها فيسبحونْ

باسم الجمال الـمُدْنَفِ النشوانِ يلقون السّلام على الأماكن والمدائن والمجوس العاشقين بهاء غيداء اللهيب..

على دروب المتعبينَ..

على نزيف المعدمينَ..

على بكاء رصاصة في صدر عاشقة سباها الموتُ في سفَر البداية صوب صدق العاشق المنفيِّ في موتٍ يريد له التمزقَ مرةً بالنبض يركض مثل ذئب البرقِ.. ينزف مرة في حادثٍ عدميْ

ويدخل مرة جبَّ الرَّدى إذْ خانه النَّبضُ اللعين وهاله دمعُ الطبيبة تفقد المعنى بجسم غائبٍ تبكي كثيرا ثم تضحك إذ يعود مشاكسا من حفلِ رايٍ في انتشاء الغيب بالألحان ترثي شقوة الإنسانْ

يا دينَ عمري كم أحب يدي تقيم بفندق الدفء العميق هناك في وطن الرؤى

في قلبكِ الرَّحمنْ..

يا ربَّكِ احتضني شرارةَ نسليَ المشنوق في رحِمٍ تمزقه عقاقير السّلامة من شبيهٍ لي شقيٍّ لو أتى لاختلَّ ناموسُ العوالم لو أتى يوما لأحرق مثلما أحرقْتُ دوما غابةَ التقوى لأهْرقَ زمزم الإذعانِ فتَّق في الحدائق وردَ زندقة يحاربُ عطرُه قبحَ الذكورة ريثما يأتي نسيمُكِ فاتحا كل الجهاتِ مخلصا أزهارَها من معقل الهمجِ الذكورِ الأشقياءِ الأغبياءِ كما أكون إذا ركبْتُ عمى الشعور فقلتُ ما جرح الرهافةَ في مدى جفنيكِ ما ذبح اللطافةَ في يديكْ

أبكيكِ جمرا كلما أشقاكِ عمري الكلبُ أو أبكى بلابلَ عمركِ المعنى ولم يسجدْ أمامكِ خاشعا يدعو الغرامَ ولم يقبِّلْ باحتراق وجنتيكْ..

وأتعبَ دونما عمد أماسي حبكِ المتمحِّن المسكون بي رملا جنوبيا وموسيقى دم سكرانْ..

قسما ببصْمات السماء على أصابعكِ النبيَّة أنني روحٌ بلا روحٍ سواكِ وغلطةُ الجينات دونكِ كذبةُ الجسد الذي يبدو الحياةَ وفيه تنتحر العواطفُ كل يوم يغتدي بيتَ التوجُّع بابَ أغنية بلا صوتٍ وأمنيةَ الرحيل المستديم إلى فناءٍ جاحظِ العنينِ

يصبح مشتهى الأنياب تنهشه بلا ملحٍ

يصير الجيفةَ الـ.. تمشي بلا قدمينِ

في زمن بلا فرحٍ يضيءُ

ولا غدٍ ولهانْ..

أحبكِ تصبحين الأرضَ في يدكِ السَّماء تنام طفلةَ غبطةٍ بيضاءَ في يدها مفاتيحُ القوانين الخفيّةِ عن عيون العالمينَ.. عن العفاريت الحكيمةِ.. عن معارف أولياء اللهِ.. فيكِ يصير حلاجُ الكراماتِ السنيَّة طالبا ما فرَّ من يده من الأسرار غاربة شموسُ رؤاه مذ حلَّتْ شموسُكِ في وجودٍ كان قبلكِ حانةَ الجهل الذي أودى بعقل وجودهِ وأتى على الإنسان حينا من شتاتٍ في الخرافاتِ التي غنّتْ طويلا في المدى

ويميتُ غزلان المعاني

وأحبُّني ولدا غريرا

كلما طاشتْ مداركُه وكسَّر بنيةَ الأشياء وانتفضتْ فرائسُ غيرة في عمقهِ فأقام حربا ثم عاد إليكِ يبكي بعد نصر كاذبٍ يبكي ويدفن رأسَه المشتاقَ بذرةَ توبة في صدركِ المطر الكريم يريد قبلتكِ الشهيَّة والنقيَّة حين يُسكتُ ريقُها خوفَ الصّغير من الحماقاتِ الكبيرِ جموحُها يأتيكِ مثل الإبن أشعل ثورةً عبثيةً حمقاءَ خاسرةً ولكنَّ الأمومةَ تنتصرْ

وتُعيد رغم قساوة مكذوبة شغفَ الطفولة بالبداية من جديدٍ في صباحٍ طيبِ الخطواتِ فرحانٍ بلمستكِ العطوفة تطرد الوجعَ الأمرَّ تُطلُّ أندلسَ السّعادة بالملذَّاتِ التي نشبتْ مشارقَ في مفارقِ شعرِكِ الوحي الأنيق يعلّم الأمواجَ كيف تكون لمستُها لجسم الشاطئ المعشوقِ شِعْرَ البحر موزونا ونثريا ودون لغةْ..

وتظلَّ تصرخ بالحبيب الغرِّ لا تتريبَ فامسحْ دمعةَ النَّدم الأليمةِ

واسترحْ في روحيَ الفرودسَ

وارقدْ هانئَ الأنفاس في فجر التَّداني..

أقمْ كما شاءتْ خطاكَ هناك في كبدي الفرولة في وريدي السكرة الـ.. تسقي عروقكَ بالمغامرة العصيَّة والكؤوس العارفاتِ البالغةْ..

واسكنْ دمي نورا ونارا وارتحالا في الصَّبابات التحافا بالغوايات انصهارا يسجن القلبين في جَسَدٍ وروحْ…»