الحدث- آيات يغمور
يتربص الموت بأرواح الفلسطينيين أينما كانوا، في الحرب تجدهم أول الراحلين، وفي أوقات الرخاء تجدهم في البحر غارقين، وفي بيوتهم آمنين تنهال فوق رؤوسهم جدران، وعن القتل فحدث ولا حرج! بات يطال مسنةً هنا وطفلاً هناك.. وكأن الموت لا يعرف طريقاً غيرنا.
في عملية سطو، رافق الموتُ السارقين، ليأخذ روح مسنة ثمانينية تقطن في رفح جنوب مدينة غزة، حيث قُتلت محاسن أبو شلوف اليوم الثلاثاء خنقاً في ساحة منزلها في المدينة.
ومن بيت المسنة إلى بيت شاب عشريني في الظاهرية جنوب الخليل، عرّج الموت على شاب يبلغ من العمر 25 عاماً، ليتركه جثة هامدة، تم نقلها إلى مستشفى دوما في البلدة، وتحويلها للطب الشرعي، لمعرفة سبب الوفاة.
وهناك على على شاطئ يافا المحتلة، سرق الموت روحاً عابثة كانت تلهو في البحر الذي حُرم من أمواجه طويلاً، الشاب أحمد سليمان غريب (34 عاما)، من سكان طوباس، عُثر على جثته صباح اليوم، بعد فقدانه بالأمس في البحر.
وفي واقعة مشابهة، سلب الموت روح الشاب رائد محمود أبو المنى (38 عاما)، الذي لقي مصرعه غرقاً هو الآخر، أمس الإثنين، وهو من مدينة جنين.
وها هي رؤى بكرون التي لم تتجاوز13عاماً، بعد أن كان الموت قد تركها في حال سبيلها أيام الحرب على غزة وقصف الاحتلال للشجاعية، ها هو يتوفاها في ساعة متأخرة من مساء أمس الإثنين إثر سقوط حائط عليها في منزلها بحي الشجاعية، شرق مدينة غزة.
وقالت المصادر الطبية أن الطفلة رؤى بكرون، توفيت بعد إصابة في رأسها إثر سقوط الحائط عليها.
حادث سير هناك، وشجار عائلي مسلح، رصاصة احتلال غادرٍ، أم مجرد قدر بائس، الموت في كل مكان. وفلسطين اليوم تنعى أرواحها السبعة!