الحدث- روتيرز
وسط المشكلات الكثيرة التي يواجهها قطاع غزة من الصراع إلى التشرد وانقطاع الكهرباء والافتقار للمياه النقية قرر الطبيب سعيد العر أن يكرس جهده لمهمة غير معتادة هي رعاية الكلاب الضالة.
وجاب العر شوارع غزة على مدى الشهور الماضية بحثا عن الكلاب الضالة محاولا كسب ثقتها وإطعامها وعلاجها.
وقال العر "نحنا بنطلع وبنوزع لهم أكل للكلاب الضالة.. وبدهم يومين ثلاث أربع أو أسبوع عبين (حتى) يتعودوا علينا وخلال ذلك بنقدر نمسكهن. وبنحضرهم للجمعية" في إشارة إلى المنظمة التي ساعد في تأسيسها وهي جمعية سلالة لرعاية وتأهيل وتدريب الحيوانات الضالة.
وهذا العمل مكلف ويتطلب الكثير من الوقت. ويقول العر وهو موظف حكومي إنه أنفق ما يصل إلى 20 ألف دولار على رعاية 50 كلبا حتى الآن وشمل ذلك جلب أطباء بيطريين واستئجار أرض تبلغ مساحتها ألفي متر مربع وتسييجها لتقيم فيها الكلاب.
وفي المزرعة الواقعة في حي الزهراء في جنوب مدينة غزة على الساحل يطعم متطوعون شبان الكلاب فيسلقون أجنحة الدجاج في قدر كبير فوق موقد خشبي. وعندما تأتي الكلاب يتم تقييدها لكن بعد أن تستأنس تكون أكثر حرية في التجول في المزرعة.
ويعتبر بعض المسلمين الكلاب نجسة ويبقونها خارج منازلهم لكنها ليست محظورة في الإسلام. فرعاية الحيوانات من بين شعب الإيمان ومن الشائع وجود كلاب الحراسة في المنازل أو كلاب تساعد في الصيد.
يقول العر إنه في الواقع دهش من عدد سكان غزة الراغبين في زيارة المزرعة ورعاية الكلاب. وتشهد صفحة الجمعية على فيسبوك إقبالا كبيرا. ويساعد المتطوعون في تدريب الكلاب وتمشيتها في شوارع الزهراء.
وقال ناصر أبو طاقية البالغ من العمر 48 عاما وهو أب لستة أبناء ومن سكان مخيم النصيرات وسط قطاع غزة "أنا بحب الكلاب كثير."
وأضاف "يعني صديق وفي للإنسان وعشان الأولاد يلعبوا معه."
وفي حين تشير تقديرات إلى أن هناك بضعة ألوف من الكلاب الضالة في قطاع غزة الذي يمتد 40 كيلومترا طولا وعشرة كيلومترات عرضا ويقطنه 1.9 مليون نسمة يدرك العر أن عمله سيتوقف بعد فترة معينة لضآلة الإمكانيات.
لكنه يأمل أن يقرر المزيد من الناس استضافة كلب طالما سيلتزمون بالقواعد التي حددتها الجمعية.