الحدث - عرب48
تعمّد وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، تحريف بيت في قصيدة 'بطاقة هوية' للشاعر الفلسطيني الكبير الراحل محمود درويش، وتشويه معانيها الإنسانية، ليشبهها بعد ذلك بكتاب 'كفاحي' للزعيم النازي أدولف هتلر. وجاء ذلك في بيان أصدره مكتب ليبرمان في أعقاب لقائه مع مدير إذاعة الجيش الإسرائيلي، الإعلامي يارون ديكل، اليوم الخميس، للاحتجاج على بث برنامج في الإذاعة حول درويش.
واعتبر ليبرمان أن درويش دعا في قصائده إلى رحيل اليهود من فلسطين وأنه كتب 'آكل لحم مغتصبي' من دون اقتباس البيت كله في القصيدة والذي يحمل معاني مقاومة الظلم والظالمين، وقال فيه 'أنا لا أكره الناس/ ولا أسطو على أحد/ ولكني إذا ما جعت/ آكل لحم مغتصبي'.
وقال ليبرمان في بيانه إن درويش 'لا يمكنه أن يكون جزءا من الرواية التاريخية المؤسسة للكينونة الإسرائيلية مثلما تم استعراضها في البرنامج الذي جرى بثه'، زاعما أنه 'وفقا لهذا المنطق بالإمكان ضم تراث المفتي (الحاج أمين) الحسيني، أو امتداح الجودة الأدبية ل’كفاحي’ إلى الرواية الإسرائيلية'.
وزعم ليبرمان أيضا في بيانه، أنه 'لا يوجد أي تدخل من جانب المستوى السياسي في المضامين التي تبثها إذاعة الجيش الإسرائيلي'، مضيفا أن 'غاية هذه المحطة الإذاعية العسكرية في مجتمع ديمقراطي ومركب مثل المجتمع الإسرائيلي هو تعزيز التضامن في المجتمع وعدم تعميق التصدعات وعدم المس بمشاعر الجمهور طبعا'.
وادعى ليبرمان أنه 'يوجد فرق كبير بين حرية التعبير وحرية التحريض ومن واجب ضباط الإذاعة أن يوضحوا هذا الأمر لمقدمي البرامج والمراسلين والمحررين فيها'.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، أفيحاي مندلبليت، هاتف ليبرمان أمس وأوضح له أنه ليس من صلاحياته التدخل في مضامين برامج إذاعة الجيش الإسرائيلي.
وكانت وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية، ميري ريغف، قد اثارت هذا الموضوع بعد أن طالبت ليبرمان بالتدخل في مضامين الإذاعة بصفته وزيرا للأمن، وذلك في أعقاب برنامج فيها قدمه الإعلامي كوبي ميدان حول قصيدة 'بطاقة هوية' واستضاف فيه الزميل المترجم والصحافي الطيب غنايم.