الحدث- مصدر الخبر
في مقال عنوانه “?Why Does Google Say Jerusalem Is the Capital of Israel” (لماذا تقول جوجل أن “القدس” عاصمة لإسرائيل؟) كتبه الباحث الجغرافي “مارك جراهام” (أخصائي جغرافيا الإنترنت Internet geographer، أستاذ مشارك بمعهد أكسفورد للإنترنت) مع نهاية العام 2015، تحدّث فيه عن النتائج التي تظهر لمستخدم محرك البحث Google أثناء بحثه بكلمة “Jerusalem” أو “القدس” لتخبره أنها عاصمة لإسرائيل! فيما يأتي ذلك خلافاً لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي حيث تعتبر الأرض الفلسطينية التي احتُلت عام 1967 أراضي محتلة، بما فيها القدس الشرقية.
من المعروف أن إسرائيل تسعى لتهويد القدس وجعلها عاصمة لها بدلاً من مدينة “تل أبيب” القابعة على سواحل البحر المتوسط، في محاولة منهم لطمس معالم الدولة الفلسطينية (عاصمتها القدس) عن طريق فرض عاصمة لهم في عُمق الأرض الفلسطينية، هم يحاولون أن يروجوا لهذا الزعم إعلامياً وسياسياً، و”تقنيـاً” أيضاً، كما سنرون.
الأمور في الحقل التكنولوجي تسير دون التقيُّد بقوانين أو قرارات دولية أحياناً كثيرة. سيتضح لكم بنهاية الموضوع كيف يحدث ذلك. الآن نستعرض إجابة “مارك جراهام” على السؤال: (لماذا تقول جوجل أن “القدس” عاصمة لإسرائيل؟)، ثم نلقاكم في النصف الثاني من الموضوع للتعليق على مقالته، وعرض جانب آخر لم يكشف عنه “مارك” في إجابته. لنترككم مع أجزاء مُترجمة من مقاله أولا.
مع استمرار العنف في القدس، يجدر بنا أن نتذكر أن ما يتقاتل عليه الناس من الجانبين ليس فقط الأرض أو حق الوصول إليها، ولكن أيضا رمزية المكان. هذه المدينة القديمة تحمل الكثير من المعاني المرتبطة بها، والمُتنازَع عليها في الوقت نفسه؛ فالإسرائيليون يُطلقون عليها “أورشاليم” في العبرية، بينما يسميها الفلسطينيون “القدس”. كما يرى الجانبان أيضا أنها عاصمة لولاياتهم.
إلى حد كبير لايراها أي شخص آخر أنها عاصمة لأي دولة. فالمدينة لا تستضيف أي سفارة خارجية واحدة. لكن إذا قمت بكتابة “القدس” أو “Jerusalem” في محرك بحث جوجل، من المحتمل أن ترى صندوق معلوماتي (يقصد الـ Knowledge Graph من جوجل) يعلن لك بأن المدينة هي عاصمة إسرائيل “Capital of Israel”.
سيشرع جراهام في شرح الأسباب لهذا الأمر من وجهة نظره…
من المعروف أن جوجل تفتقر إلى الشفافية في توضيح “كيف ولماذا” اختارت أن تعرض، وتعزز، أو تحذف أنواع معينة من المعلومات، والتي تُظهرها عبر هذا الصندوق الجانبي. لكن هناك تفسيران اثنان محتملان لموقف جوجل الأحادي الجانب هذا.
ففي الأيام الأولى للويب (الشبكة الدولية للمعلومات)، كان المحتوى مُخزناً ضمن صفحات تُعتبر بمثابة حاويات له. بُنيَت تلك الصفحات في وقت مُبكِّر بلغة الـ HTML، ما كان يضمن طبيعة المحتوى الخاص بها ويضمن طريقة العرض الذي يبدو به كما تمت برمجته. لكن الأمور بدأت تتغير بعد أن انطلق مخترع الويب “تيم بيرنرز لي”، جنبا إلى جنب مع زملائه “جيمس هندلر” و”أورا اسيللا” في العام 2001 برؤية جديدة لإنشاء الويب الدلالي Semantic Web؛ وهذا من شأنه أن يجعل “شبكة البيانات Web of data” تحل محل “شبكة الوثائق Web of documents” التي كانت نتيجة لتصميم الويب الأصلي، فاعتمد “الويب الدلالي” على مجموعة من المعايير والأشكال واللغات والبروتوكولات (مثل XML، OWL، وRDF) جعلته أكثر وضوحا وفهماً بمجرد فصل الشكل عن المضمون، حيث يمكن الآن فصل المحتوى عن الصفحات “الحاوية” لها، والسماح لتبادل البيانات بشكل أسهل بكثير، وأصبحت الشبكة مقروءة آليا machine-readable بدلا من مجرد استطاعة الإنسان فقط لقرائتها والتعامل معها.
مع الاحتمال الثاني الذي يميل إليه “جراهام”، فهو بذلك يُرجِّح أن الأمر يتم بشكل تلقائي -دون تدخل من جانب جوجل- اعتماداً على المحتوى الذي يصل إليها عبر شبكة المعلومات الدلالية. لكن، من أين تأتي جوجل بهذا الصنف من المحتوى الذي لا يمكن التعديل عليه أبداً؟. سيشرح هذا الآن.
بدأ “الويب الدلالي” ليكون موضع تنفيذ من خلال عدد قليل من المنابر الإلكترونية الهامة. على سبيل المثال، قامت مؤسسة “ويكي ميديا Wikimedia” ببناء مشروع يسمى “ويكي داتا Wikidata” تهدف من خلاله لتحويل الكثير من المعلومات من موسوعة “ويكيبيديا Wikipedia” إلى بيانات منظمة ومترابطة؛ فمثلاً، عندما تَصدُر إحصاءات جديدة عن السكان في “نيروبي” -أو أي مدينة أخرى-، يتم تعديل هذه المعلومات داخل Wikidata (بحيث تكون هي مصدر جمع البيانات) ومن ثَم تنتشر إلى العديد من مئات النسخ داخل شبكة Wikipedia بدلا من انتظار المدخلات البشرية البطيئة، وعدم الحاجة لتكرار تحريرها يدوياً في كل إصدارات ومشاريع الموسوعة.
تحاول جوجل أن تأخذ خطوة أبعد من ذلك، ببناء ما يسمونه “التمثيل البياني للمعرفة Knowledge Graph” وهي قاعدة معرفية يُمكنها جمع المعلومات من Wikidata، Wikipedia، و Freebase (موسوعة معرفية تعتمد على مستخدمين متخصصين في مجالات علمية متنوعة)، ومجموعة مصادر أخرى. بعد إطلاق نظام التمثيل البياني للمعرفة Knowledge Graph في عام 2012، وصَفته جوجل بأنه “خطوة أولى هامة نحو بناء الجيل القادم من البحث، حيث تجتمع المصادر كلها بالذكاء الجمعي للويب في مكان واحد، ما يُمكن من خلاله فهم العالم بشكل أكثر قليلا مما يفعل الناس.”
في الممارسة العملية، هذا يعني أن محرك البحث يمكنه محاولة فهم قصدك عند البحث عن (“جورجيا Georgia” البلد، أم “جورجيا Georgia” الولاية الأمريكية؟)، وتلخيص المحتوى في عروض مختصرة infoboxes مثل عرض خريطة للمنطقة مع معلومات عن سكان المدينة. نتيجة لذلك، يحصل المستخدمون بسرعة على إجابات لأسئلة مباشرة لديهم دون الحاجة للتنقل بعيدا والدخول إلى مواقع أخرى. فيما سبق، كانت جوجل تعرض لك قائمة مُرتَّبة من الروابط دون محاولة الخوض في مناقشات فوضوية عن الحقائق التي تشير إليها. الآن، التمثيل البياني للمعرفة من جوجل يعرض المعلومات كما لو كانت واقعية، وهنا تبدأ المشاكل بالظهور.
سيستعرض “جراهام” أسباب أن المشكلة تبدأ عند تقنية “الويب الدلالي”، وكيف يؤثر ذلك في صحة المعلومات التي يعرضها محرك بحث جوجل عبر خاصية الـ Knowledge Graph. لنستكمل قراءة رأيه.
وضعتُ دراسة مع زميلي “هيذر فورد”، (وهو باحث في جامعة ليدز) عن التحرك باتجاه الويب الدلالي semantic web، وماذا يعني ذلك في سياسات الحَضَر urban politics، ولقد خلصنا إلى أن هناك ثلاثة أمور رئيسية: أولا، بسبب سهولة فصل المحتوى من حاوياتها (المصادر الأصلية لها)، غالبا ما يحُجَب مصدر البيانات، ويتم تجريدها من سياقها عند عرضها في الصندوق الأسود لجوجل، والذي لا يخبرنا عن مصدر المعلومات التي تتعلق بالمدن تحديداً. ثانيا، بسبب تجريد البيانات عن السياق، فإنه من الممكن إغفال الفوارق البسيطة والمهمة. في حالة “القدس”، القضية هي أقل من أن تُظهِر وجهات نظر معينة -صحيحة أو خاطئة- حول وضع المدينة كعاصمة، بل يمكن أن يكون هناك حقائق متعددة، وكلها من الصعب إدخال “أضعافها” ضمن قاعدة بيانات واحدة. وأخيرا، فإنه من الصعب بالنسبة للمستخدمين الطعن أو الإقرار بأن البيانات التي يرونها غير عادلة. سواء المُقدمة عن طريق Wikidata أو Freebase المبنية على المحتوى المُقدَّم من المستخدمين، ولكن هؤلاء المستخدمين يميلون لأن يكونوا مجموعات على درجة عالية من التخصص، فليس من السهل للمستخدمين العاديين المشاركة في تلك البرامج، وهي ليست في كثير من الأحيان مكاناً ما -كشركة مثلاً- بحيث يُفضِّلون عرض البيانات التي تخصهم وحسب، ولا يصعب كذلك على بعض المستخدمين الوصول إليهم. علاوة على ذلك، لأن قاعدة المعارف لجوجل مبهمة جدا حول مصادر المعلومات التي تبثها، ما يجعل من غير الواضح معرفة إذا ما كانت تلك المواقع هي الأصل الأول للبيانات أم ماذا. يُنهي جراهام موضوعه بأن مثال البحث عن “القدس” أو “أورشليم” عبر جوجل ليس الوحيد، ويختتم بذلك إجابته عن السؤال الذي طرحه “لماذا تقول جوجل بأن القدس عاصمة لإسرائيل؟.
“القدس” هو مجرد مثال واحد من بين العديد من الأمثلة التي تشطّ فيها قواعد المعرفة بشكل متزايد، وفي بعض الحالات يمتنع عن النقاش حولها لمعرفة الأماكن المتنازع عليها. عمليات البحث التي أُجريت في لندن تظهر مجموعة من الأماكن التي انحازت قواعد بيانات جوجل فيها لاختيار أحد الجانبين في الأوضاع السياسية المتنازع عليها.
أمثلة على ذلك: حيث يتم تصحيح البحث عن “Londonderry” (الاسم المستخدم من النقابيون في أيرلندا الشمالية) إلى “Derry” (الاسم المُستخدَم من قِبَل القوميين الأيرلنديين). البحث عن جزيرة أبو موسى “Abu Musa” يخبر أنها جزيرة إيرانية في الخليج الفارسي.، وهذا يقف في تناقض صارخ مع وجهة نظر العربي الذي تنتمي فيه تلك الجزيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وأنها تنضم بدلاً من ذلك إلى منطقة الخليج العربي. أما عند البحث عن “Taipei” تخبرك جوجل أن المدينة هي عاصمة تايوان (البلد الوحيدة المعترف بها رسميا من قبل 21 دولة عضو في الأمم المتحدة) في حين أنها جزء من الصين جغرافياً وتاريخياً. وبالمثل، يسرد محرك البحث شمال قبرص Northern Cyprus كدولة، على الرغم من أن دولة واحدة فقط هي التي تعترف بها على هذا النحو. في حين تظهر كوسوفو Kosovo كإقليم territory، على الرغم من أنها معترف بها رسميا من قِبَل 112 دولة أخرى.
وجهة نظري أنه ليست أي من هذه المواقف صحيحة أو خاطئة، لكن الانتقال إلى البيانات المترابطة والويب الدلالي يعني أن العديد من القرارات حول كيفية تمثيل الأماكن يُبذَل من جانب الناس بشكل متزايد، وهذه العمليات تتم بعيداً وبشكل غير مرئي عن الناس الذين يعيشون تحت الظلال الرقمية. لا شيء من هذا يقول بأن الويب الدلالي يقدم كمية من البيانات غير المُصدَّقة. الويب الدلالي أمكن الربط بين البيانات ودمجها بسهولة، ثم إعادة تأهيلها وجمعها وتصنيفها وفهرستها ونشرها. مع ذلك، جعل الإنترنت أكثر قابلية للقراءة من خلال الآلة وهذا يجعلها تأتي مقابل دفع ثمن معين. الطعون على تلك المعلومات مركزية -أي من إتجاه واحد-، وتحويلها إلى نقطة بيانات واحدة تجعل من الصعب على المواطنين المحليين ليكون لهم صوت كبير في المشاركة في بناء مدنهم.
إلى هنا انتهت إجابة الباحث الجغرافي “مارك جراهام” والتى تبدو حيادية إلى حد ما، أو أنها ترمي الكرة إلى ملعب “الويب الدلالي”، لجانب غموض جوجل في نفس الوقت، أما عندما تحدّث عن صانعي المحتوى فأشار إلى أنهم مجموعة من المتخصصين، ومن الصعب أن يتلاعبوا أو يقدموا محتوى غير واقعي!
على أي حال وبعيداً عن نظرية المؤامرة، النقاط التي قالها “جراهام” مهمة، ينبغي أن نبني عليها، وأن نُسلِّط الضوء كذلك على شواهد أخرى لم يُشر إليها أثناء تناوله للأمر، حتى تكتمل الصورة لدينا. هي كالتالي:
تحدّث جراهام عن المصادر التي تستقي منها جوجل المعلومات، والتي منها قاعدة معلومات freebase (التي تعتمد على متخصصين في كافة المجالات). فمن يقود freebase إذن؟ وكيف يُحرر المحتوى بداخلها؟
فريبييز Freebase.com هي موسوعة مفتوحة المصدر، صممتها شركة Metaweb Technologies التي تأسست في 2005، اشترت “جوجل” الشركة عام 2010، وصارت الموسوعة بذلك مملوكة لجوجل، ثم رُبط محتواها بموسوعة Wikidata في أواخر 2014. فريبيز تحتوى على ملايين الموضوعات في آلاف التخصصات، وبعشرات الآلاف من الخصائص، تقوم بربطهم ببعض بطريقة الويب الدلالي semantic بحيث تخرج بنتائج أو معلومات جديدة من هذا الترابط والعلاقات الجديدة بين البيانات وبعضها، وتُظهِر تلك المعلومات بشكل مُنظَّم قابل للقراءة بواسطة الآلة أو الحاسوب، كما يمكنها عرض المحتوى في شكل تمثيل بياني charts (كما في جوجل نوليدج جراف).
الموسوعة تحصل على محتواها من عدد من الموسوعات الأخرى (مثل: ويكيبيديا، قاعدة معلومات الغرفة التجارية الأمريكية، وموسوعة المكتبة المفتوحة openlibrary.org)، بالإضافة إلى مجموعة من المحررين وفِرَق من النشطاء أو الخبراء في مختلف المجالات لمراجعة المحتوى والتأكد من صحته، كما أن هناك محتوى يتم جمعه أتوماتيكياً من شبكة المعلومات الدولية “الويب” بشكل عام.
من المفترض (حسب الوصف المكتوب للموسوعة) أن محتوى “فريبييز Freebase” يمكن تعديله بواسطة أي أحد، إلا أننا وجدنا رسالة تقول أن “التسجيل للتحرير غير متاح في الوقت الحالي، وأنها متاحة للقراءة فقط”! فهل معنى ذلك أن من يمتلكها يستطيع أن يُغيّر محتواها ويزيِّف الوقائع لصالح من يحب؟ سؤال لا نملك إجابة صريحة عليه حتى اللحظة.
توصّلنا إلى أن الهيكل الأساس لموسوعة Freebase (المملوكة لجوجل) هو برنامج مفتوح المصدر لإدارة المحتوى على الإنترنت يُدعى “BaseKB”، تعتمد عليه كل من Freebase و Wikipedia (بما فيها ويكي داتا)، وموسوعات أخرى لإدارة محتوياتهم واستخراج أنواع معينة من البيانات (الناس، الأماكن، التواريخ، والكيانات القانونية…) من داخل الموضوعات للربط بينهم والخروج بمعلومات جديدة -تصنعها الآلة- لم يتم صياغتها وتحريرها في الموسوعات بواسطة أحد.
البرنامج BaseKB يحتفظ في قاعدة بياناته بنصف حجم البيانات التي تنتجها موسوعة Freebase، هذه البيانات يعتبرها بمثابة حقائق ثابتة لا تتغير، منعاً لتكرار إدخال بيانات صعب معالجتها (بحسب المكتوب على موقع البرنامج basekb.com). موقع البرنامج على الشبكة أثبت لنا محرك البحث جوجل يعتمد على Freebase وموسوعات أخرى كمصدر للمعلومات التي يعرضها صندوق الـ Knowledge Graph في جوجل.
كما أن مؤسس ومطور برنامج BaseKB “باول هول Paul Houle” يقول أن أحد مهام هذا البرنامج هي إزالة البيانات المهمَلة أو المتكررة، ومنها “البيانات أو الحقائق التي تُحرِّض على العنف أو تمثل خطورةviolent predicates remove to fight skew”.
نعتقد الآن أن هذا الأمر يزيل الكثير من الغموض بخصوص إمكانية التدخُّل بالتعديل أو الحذف على محتوى موسوعة freebase التي يعتمدها محرك البحث جوجل كمصدر للمعرفة. بل إذا كان أمر تثبيت بعض المعلومات كحقائق وحذف أخرى يتم آليا وبشرياً بهذه السهولة؛ فلماذا لاتتغير تلك المدخلات بشأن الأراضي المُتنازع عليها ويتم عرضها على الأقل بشكل محايد من خلال تلك الموسوعات ومحركات البحث؟
إن افترضنا أنه ليس هناك نوايا سيئة بشأن تقرير “جوجل” ومصادرها المعرفية لوصف مدينة القدس بأنها عاصمة لإسرائيل، وأنّ هناك أراضي أخرى لديها نفس المشكلة -كما ذكر جراهام-؛ فماذا عن منتجات “خرائط جوجل Google Maps / Earth” التي تحذف إسم فلسطين من على الخرائط وتُظهر اسم Israel في الواجهة؟ لماذا تقول الأراضي الفلسطينية territories of palestine ولا تقول الأراضي الإسرائيلية territories of Israel في المقابل؟
مالم يخبرنا به “جراهام” جغرافي الإنترنت، أن “خرائط جوجل”(*) تُظهر أن الأراضي التي احتلها الإسرائيليون من الأرض الفلسطينية عام 48 مكتوب عليها الآن Israelدون أن ذكر أي ملمح لـ “فلسطين”.
برنامجي الخرائط Maps و Earth التابعين لجوجل يعتمدان في عملهما على أكثر من قاعدة معلومات جغرافية لبث الخرائط الديناميكية التي نشاهدها من خلالهما. GISrael (المعروفة بـ Mapa) هي الشركة الرائدة داخل اسرائيل في صناعة النظم الجغرافية الإلكترونية مع بدايات التسعينات. لديها قاعدة بيانات جغرافية ضخمة تضم خرائط مدنية وصور أقمار صناعية للأراضي المُحتَلّة. قاعدة البيانات الجغرافية تلك هي التي تعتمد عليها “جوجل” لتغطية هذا الحيز الجغرافي (فلسطين – إسرائيل) عبر برامجها Google Maps و Google Earth. قاعدة الخرائط الجغرافية لـ Mapa هي التي تُظهِر اسم Israel دون ذكر لإسم Palestine، كما تذكر Jerusalem أو أورشليم دون “القُدس”، في حين أن “خرائط جوجل” أو “جوجل الأرض” يعتمدا على برمجيات جغرافية أخرى لتغطية مناطق مجاورة من المنطقة، فمثلاً تعتمد على قاعدة بيانات جغرافية لشركة Orion Middle East لبث خرائط أغلب البلدان العربية في الخليج وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى إيران.
تقول سياسات جوجل فيما يخص خرائط المناطق المتنازع عليها حول العالم، أنه يتم وضع علامة بطريقة خاصة على حدود تلك المناطق، وأنهم يستخدمون القوانين المحلية للدولة في ترسيم حدودها. فأين العلامات الخاصة في حالة “القدس” أو “فلسطين”؟ وأي قوانين محلية لأي بلد في مثل تلك الحالات؟