منذ أن قرأنا، لخوسية مارتي، شاعر الكفاح والنضال والثورة، عاشق الحرية، ريشة الثوار، والمناضل الحقيقي الذي كتب قصيدته تحت النار وبالنار، وبعرق الفقراء، كما وصفوه وعرفوه وذكروه، روح الثورة اللاتنية، والجنوب الكونيّ الذي خلَق وأوجد الفكرة والقصيدة والروية التي ما زالت الأجدر بالقراءة والإهتمام، وتتشابه الحالات لكل جنوب، وإذ كانت تلك طبيعته الكونية: شمال مُستَغلْ، وجنوب مُسْتَغَلْ، لذلك كانت الروح الرافضة والناهضة والمندادة لكل واقع غير سويٍّ؛ لشمال غير نقيٍّ، قام على الطمع والجشع والأعراق التي تباهت باكتمال نموذجها على حساب الفقراء والناس الطيبين، لذلك كانت القلوب جنوب الصْدرِ إذا كانت نظرات (حنظلة) بحرًا، يشتمّ رائحة الموج، ويتنشق رذاذ الماء وقطرات غيوم حُبلى تسير ببطء حتى تتهطل على منتصفِ الأرض وتترك ملوحة الماء مجبولة بشمسِ الرّملِ رطبة لزجة، على سواحل انتظارها، تمامًا هي تلك الروح التي تتكون في صحنِها ماء السماء وتضعها في كفِّ جبالٍ فاغرةٍ فمها وتقطف من فم الجنوب لقمته وتطفئ ظمأها وتركت ريقه يتشقق عطشًا.
ليس غريبا، أن تصرخ (كريستينا فرنانديز دي كيرشنر) لاتينية من بلادِ (ارنستو تشي جيفارا) بصوت (خوسية مارتي) على منصة الأمم وتقول كلمتها الحقّ في وجه أزلام الأمم وكيانهم الهشّ، وتفضح عمرَهم الطويل من الخداع.
امرأة تعادل أمّة،..، أمّة صرخت بملء حناجرنا، وبصوت خوسيه مارتي أنشدت، وتنهدت بقسوة ما في قلوبنا، ونفثت كلَّ قهرٍ كان، والسلام عليك يا كريستينا من كل مكان.