الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

المسيحيون الشركاء /بقلم زياد البرغوثي

2016-07-30 11:16:04 AM
المسيحيون الشركاء /بقلم زياد البرغوثي
زياد البرغوثي
 
للمسيحيين في وطني نكهة خاصة وحضور خاص ليس فقط من باب ان يسوع المسيح فلسطيني الروح والجسد وأن روحه الفلسطينية قد حملت النور والبشارة من عالم القهر والكراهية والظلام الى فضاءٍ من المحبة والتسامح والسلام.
 
النكهة المسيحية الفلسطينية هي تلك التي تجسدت على الأرض المقدسة عبر التاريخ المشترك فالرواية الفلسطينية كتبت بأيدي مؤرخين مسيحيين والثقافة الفلسطينية وقيادة الحركة الوطنية والقومية والنهضة الفكرية كلها تحمل بصمات المسيحية الفلسطينية.
 
هذه بصمات التاريخ المسيحي قبل النكبة وبعدها ، قبل النكسة وبعدها ، قبل السلطة وبعدها هذا هو المسيحي الحليف والشريك.
 
فكيف يُفسَّر اصرار البعض من المسيحيين على تغيير هذه الصورة ليختزل النسيج والتاريخ بحمولة هنا وعائلة هناك بلاجىء هنا وطائفة هناك وهل مرسوم هنا وكوتة هناك تعطي البعض حماية اكثر مما يعطيه القانون والمساواة والتاريخ المشترك وهل فقدنا الثقة بالوطن والمواطنة لنبحث عن وطن صغير بحجم عائلة او طائفة.
 
تعمدت في هذه المقدمة ان أشير الى عمق ودور وصورة المسيحيّ في التاريخ الفلسطيني كعنصر وشريك مقدس واساس في الحركة الوطنية والذي يحاول بعض الإخوة المسيحيين ان يتجاهلوا هذه الحقيقة خاصة في المحطات العامة مثل الانتخابات البلدية والتي بدأت مراجلها تغلي على نار خفيفة.
 
كمواطن عاش الطفولة والشباب والذكريات في رام الله هذه المدينة التي اعشقها واعشق اَهلها أقول بأن رام الله لم تعد تلك البلدة الهادئة التي تعودنا عليها هي العاصمة المؤقتة هي دولة في مدينة هي معسكرات واجهزة أمنية هي جامعة في حضانة هي محطة للترانزيت ومراكز وتجمعات مكتظة تشكل بؤر للفساد الاجتماعي والأخلاقي والعالم السفلي هي مدينة التناقضات فقدت الهوية وفقدت الانتماء.
 
رام الله بحاجة الى القفز عن العادات والمألوف والخاص الى العام رام الله اكبر من تجمع عائلات وحمايل وطوائف رام الله بحاجة الى فكر جديد في القيادة والتخطيط هي بحاجة الى مجلس تخطيط استراتيجي تنصهر فيه كل التناقضات والهواجس يقود ويخطط وتكون الرؤية فيه اكبر من مجلس بلدي خدماتي.
 
رام الله لم تعد تلك القرية الصغيرة كما وصفها المؤرخ والمربي الفلسطيني خليل السكاكيني .
 
كبرت رام الله ولم تكبر الفكرة.