للمرة الأولى منذ عام 1993؛ أطلق مركز الفن الشعبي فعاليات مهرجان فلسطين الدولي 2016 من قطاع غزة، بحضور جماهيري منقطع النظير.
وأحيت "فرقة دواوين"، يوم الأربعاء 27 تموز/يوليو، الأمسية الأولى ضمن فعاليات المهرجان على مسرح رشاد الشوا في مدينة غزة، بأداء مجموعة من الأغاني الوطنية والثورية، لتصبح هذه أول مرة يشارك فيها القطاع في عروض المهرجان.
وفي الأمسية الثانية، تقاسمت ذات المسرح فرقتا "العنقاء للفنون" و"شمس الكرامة للثقافة والفنون"، حيث قدمتها مجموعة من الدبكات الشعبية والتراثية على ألحان المواويل والأغنيات الفلسطينية.
وبرز حجم تفاعل الجمهور العالي مع الفعاليات على وقع الأغاني التراثية والوطنية، حيث تشكلت حلقات دبكة تلقائية أمام المسرح وعلا التصفيق وترديد الأغاني، في موشر على عطش المواطنين في غزة للحرية والفرح والأمل, وتوقهم للخلاص من حصار الاحتلال الإسرائيلي.
وأعرب مركز الفن الشعبي عن اعتزازه بالمؤسسات الشريكة في قطاع غزة، وفي مقدمتها مركز "سعيد المسحال" الثقافي و"فرقة دواوين"، وثمن عاليا جهودهم في إنجاح فعاليات مهرجان فلسطين الدولي.
وقالت إيمان حموري، مديرة مركز الفن الشعبي، نقدر جهود شركائنا في غزة، فلولاهم ما لاقى المهرجان هذا الإقبال منقطع النظير.
وأوضحت أن مركز الفن الشعبي يعكف من خلال الشراكات على مد جسور للتواصل مع مؤسسات محلية في مختلف المحافظات في الضفة الغربية وقطاع غزة، لما لذك من تأثير أقوى على أرض الواقع، كون تلك المؤسسات على تماس دائم مع المواطنين في الأماكن التي تنشط فيها وأقدر على التنظيم والحشد، كما أن العمل معها يكون من منظور المشاركة والتعاون بهدف نقل تجربة تنظيم الفعاليات التي اكتسبها أعضاء مركز الفن على مدار السنوات الماضية.
وأضافت، "وصول مهرجان فلسطين لأول مرة إلى قطاع غزة شكل إضافة نوعية وتطوراً مهماً، فضلا عن أنه يثمل تحدياً لعنوان المهرجان الذي تناول حرية الحركة والتنقل"
وقال منسق مهرجان فلسطين شرف دار زيد، إن تنظيم أمسيات هذا العام في مواقع متعددة وفي مقدمتها غزة؛ جاء تأكيداً على رسالة المهرجان بتعزيز الحياة الفنية والثقافية في مختلف المحافظات تحت شعار "الفن للجميع".
وأشار إلى أن العروض في غزة هذا العام تأتي بهدف العمل على تحدي الحصار المفروض على القطاع، ولتثبيت مكانه كجزء لا يتجزأ من فلسطين.
من جانبه، أوضح مسؤول لجنة المواقع في مهرجان فلسطين الدولي رامي مسعد أن "مركز الفن تمكن من عقد شراكات مع مؤسسات محلية في غزة لتقديم عرضين على مسرح رشاد الشوا الثقافي، أول وثاني أيام المهرجان، وكذلك تم التنسيق لاستضافة فرقة "دواوين" من غزة لتقدم عرض في مدينة القدس، وهذه حالة فريدة، نرجو أن تساهم في كسر العزلة وخلق حالة من التفاعل الثقافي بين أبناء الشعب الفلسطيني في كل المناطق، وتحديدا تلك التي تقع تحت التهميش والحصار والعقاب الجماعي بإجراءات عسكرية أو سياسية".
وأشار إلى أن الأمسيتين اللتين شهدتهما غزة، مثلتا أبرز حدث ثقافي فني يشهده القطاع منذ أن حاصرته سلطات الاحتلال الإسرائيلي قبل أكثر من 10 سنوات، حيث تجاوز عدد الحضور ٣٥٠٠ شخص.
وأثنى مسعد على دور كافة الجهات التي ساهمت في إخراج المهرجان بصورة احترافية، من حيث إعداد المسرح والتجهيزات التقنية وتنظيم الحضور والاستقبال، وأضاف أن "المهرجان شكل نموذجا وحدويا للشعب الفلسطيني من منظور ثقافي فني".