الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"إسرائيل" تعمل سرا ضد الحركات المنادية بمقاطعتها

2016-08-07 07:19:44 PM
مقاطعة اسرائيل

 

الحدث - عرب48

 

بيّنت جلسة برلمانيّة عقدت ظهر اليوم الأحد، أنّ مقاطعة إسرائيل اقتصاديًّا وثقافيًّا، وعلى رأسها حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات BDS، لا تزال موضوعًا مقلقًا في أروقة الحكومة الإسرائيليّة، التي تتعامل مع القضيّة ببالغ الحذر والأهميّة، مولية إيّاه المزيد من الضّوء والاهتمام الإعلاميّ، والمزيد من الميزانيّات التي تضخّ إلى وزارة الشّؤون الإستراتيجيّة، التي يترأّسها الوزير غلعاد إردان، وهي الوزارة المسؤولة، وفق تكليف المجلس الوزاريّ المصغّر للشؤون الأمنيّة، عن مجمل نشاطات ما تسمّيه بـ'مكافحة نزع الشّرعيّة عن إسرائيل'.

 

وفي سياق حديثها عن عمل وزارة الشّؤون الإستراتيجيّة، أشارت المديرة العامّة لوزارة الشّؤون الإستراتيجيّة، سيما فاكنين غيل، إلى أنّ الوزارة تركّز عمل أكثر من 200 هيئة حكوميّة وغير حكوميّة تعمل فيما أسمته بـ'مكافحة نزع الشّرعيّة عن إسرائيل'، إذ صرّحت 'يدور الحديث عن معركة إستراتيجيّة بكامل المعنى. نحن لا نبحث عن إنجازات عينيّة صغيرة، يمكنك أن تنتصر في معركة إلّا أنّه يتوجّب الانتصار في الحرب، ونحن نسعى للانتصار في الحرب'.

 

وعمّا تنتهجه الوزارة في عملها ضدّ حملات المقاطعة، أشارت فاكنين إلى أنّ العمل الذي تقوم بها وزارة إردان ينقسم إلى مرئيّ وخفيّ، موضحة أنّ الوزارة أرسلت بتحذيرات إلى الهيئات التي تنادي بمقاطعة إسرائيل 'هذه حقيقة استخباراتيّة، جزء من هذه التّنظيمات تراجع إلى حالة دفاع، لأنّنا قد أخبرناهم بوسائل مختلفة، سريّة ومكشوفة، أنّنا ندير معركة، غالبيّتها لن يكون مكشوفًا، وإنّما من تحت الرّادار'.

 

وأعربت فاكنين غيل، عن قلقها ممّا وصفته بخسارة الإسرائيليّين للدعم الأميركيّ الذي يقدّمه كلّ من اليهود الأثرياء وكذلك المسيحيّون الإنجليكيّون، بقولها 'لقد خسرنا جيل المئويّة لليهود وها نجن نخسر الجيل الثّاني من المسيحيّين الإنجليكيّين'، وجاءت هذه الأقوال في سياق نقاش تناول تهديد نزع الشّرعيّة عن إسرائيل.

 

وأقرّت الحكومة الحاليّة ميزانيّة لوزارة الشّؤون الإستراتيجيّة، لعام 2016، مبلغ 44 مليون شيكل، أضيف إليها مبلغ 128 مليون شيكل لنشاط ما تسمّيه 'مكافحة نزع الشّرعيّة'. وقد منح المجلس الوزاريّ المصغّر للشؤون الأمنيّة (الكابينيت)، في آب/أغسطس لعام 2015، وزارة الشّؤون الإستراتيجيّة تعريفًا إضافيًّا لها، وسّع من صلاحيّاتها، بإدخال وظيفة 'مكافحة نزع الشّرعيّة' ضمن نطاق عملها، ما يجعلها المسؤولة الرّسميّة عن مجمل النشّاطات في البلاد وخارجها، ضمن حربها على حرب المقاطعة.

 

واعترضت فاكنين على استخدام مصطلح BDS، إذ قالت إنّها تفضّل استخدام المصطلح الأوسع، بقولها 'هذه منافسة إستراتيجيّة بيننا وبين الخصم، بأفراده الذين يريدون المساس بإسرائيل ولا يتقبلّون وجود إسرائيل، إلّا أنّ أناسًا بسطاء يريدون عمل الخير، يُختطفون من قبل الـ BDS'.

 

وأضافت فاكنين أنّه يتوجّب 'تغيير الرّواية في العالم تجاه إسرائيل. يجب ألّا تكون إسرائيل مساوية للفصل العنصريّ. إسرائيل، اليوم، هي دولة موبوءة، هدفنا هو ألّا يطرح أيّ أحد في العالم سؤال شرعيّة وجود إسرائيل'.

 

وفي إشارة إلى أزمة تعتري السّياسات الإسرائيليّة التي تنتهجها وزارة الخارجيّة في سياق المقاطعة، فصرّح رئيس مهد 'مِتفيم' (مسارات)، د. نمرود غورين، إلى أنّ 'مناقشة نشاط وزارة الشّؤون الإستراتيجيّة مرتبط، أوّلًا وقبل أيّ شيء، بالتّوّجه المقلق بشأن تقسيم الصّلاحيّات في سلك الخارجيّة الإسرائيليّة'.

 

وأضاف غورين 'وزارة الخارجيّة هي التي يتوجّب أن تكون الهيئة والمقرّ المسؤولة عن مجمل القضايا السّياسيّة، بما في ذلك، تلك الصّلاحيّات التي نُقلت إلى وزارة الشّؤون الإستراتيجيّة. طلب الشّفافيّة يجب أن أن يحتوي كافّة جهاز الحارجيّة، التي تعاني اليوم من نقص في الشّفافيّة الكافية بشأن الأهداف، الغايات، برامج العمل، الميزانيّات والنّشاطات'.