لعل النظام السياسي الفلسطيني بحاجة لأن تديره امرأة.
لربما رئيسة أو رئيسة وزراء أو ملكة.
هل جربنا أن نولي شؤوننا لامرأة؟
نحن نعلم بما لا شك فيه أن من يتحمل مسؤولية الأوضاع المأساوية المزرية التي آلت إليها الأمور في فلسطين هم الرجال، فالمتسبب المباشر والواضح والمسؤول عن كل إخفاقاتنا السياسية والمالية والإدارية حتى الآن هم من الرجال، بينما ليس للمرأة من إخفاقات تذكر حتى وإن كانت في منصب الوزيرة لأن المسؤولية التضامنية للوزارة تُحال إلى الحكومة ككل برئيس وزرائها الذي هو ذكر.
وأكاد أجزم أن المتهم في كل قضايا الفساد هم من الرجال، فلم يتناهى إلى مسامعي حتى الآن إحالة ملف امرأة واحدة إلى هيئة مكافحة الفساد.
والنماذج الناجحة للقيادة النسائية كثيرة؛ فاليوم تتربع على قمة النظام السياسي البريطاني إمرأتان الأولى استمرت تحافظ على الموروث الملكي البريطاني موجودا رغم تواتر عمليات اندثار الأنظمة الملكية وهي الملكة إليزابيث، أما الثانية فهي رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة ماري تيريزا لوي.
والأفق تلوح قادمة بهيلاري كلينتون رئيسة للولايات المتحدة الأمريكية، بينما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تتربع على عرش ألمانيا كأقوى نساء أوروبا، فيما كريستين لاغارد تدير صندوق النقد الدولي.
ولأني أعلم أن كلامي لن يكون سوى موضع تمني، لكني عشته إلى آخره، أما سببه فهو دخول ملكة فلسطينية علي في غرفتي في "الحدث" بينما لها ابتسامة جميلة عفوية وطاقة إيجابية تنتشر سريعاً في المكان.
روان الأسعد، التي هي الملكة الفلسطينية، والتي تخوض غمار تجربة ملكة المسؤولية الاجتماعية، هي الآن ضمن قائمة متنافسات من مختلف الدول العربية، وصلت إلى المرحلة ما بعد نصف النهائيات في مسابقة شكلت لها تحدٍ وفرصةً لتضع مشروعاً ريادياً متميز الفكرة أمام لجنة تحكيم تناقشها في فكرة مشروعها عله يخرج إلى حيز النور فيشغل الكثيرين ممن اتخذوا من الرسم نهج حياة فحال دون أن يكون مصدر دخلٍ لهم.
بثقتها العالية، وبسعادتها بما حققته حتى الآن، تؤكد روان أن الرسم لن يكون حكراً على تلك الطبقة المخملية التي تستطيع شراء اللوحات بمبالغ باهظة، اللوحات الجميلة ستكون معروضة لكل من يحبها ويحب أن يقتنيها، روان حلقة من الجمال والوصل بين أكثر من 30 رساماً ورسامة ممن تقل أعمارهم عن الثلاثين عاماً، تبيع لوحاتهم للراغبين بسعر يتراوح ما بين 300- 1000 شيقل.
تحتاجنا روان لدعمها، ليس لأنها امرأة، لكن لأنها فلسطينية تفكر بنفسها وبمن حولها.
جملتها الجميلة: "لا شيء يمكن أن يتحقق دون أن يبدأ برسمة ما" ما زالت في أذني إلى الآن.
النساء وحدهن يمسكن بالمساء ليصعدن به نحو النهار فيكون لهن ولمن حولهن وروان واحدة من تلكم النساء.
هي الفلسطينية النموذج قبل وبعد أن كانت أو صارت ملكة.