ترجمة الحدث- أحمد أبو ليلى
نشرت صحيفة هآرتس تقريرا اليوم الثلاثاء 9 آب 2016 كتبه عاموس هارئيل عن الأسباب التي تعيق استمرار إسرائيل في استكمال بناء الجدار تحت الأرض على الحدود مع غزة لوقف تهديد الأنفقا لأمنها المزعوم.
وإلى نص التقرير:
قبل ستة أشهر بالضبط، في 9 فبراير، قدم رئيس أركان الجيش غادي آيزنكوت خطابا في هرتسليا. في الأسابيع التي سبقت الخطاب، ذكرت صحيفة هآرتس في عدد من المرات أن حماس تعمل على إعادة بناء شبكة من الأنفاق عسكرية قرب حدود اسرائيل مع قطاع غزة.
الإسرائيليون من المجتمعات المحلية في المنطقة الحدودية، وبعضهم بعد عدة كيلومترات من السياج، وأالذين جريت مقابلات تلفزيونية معهم قالوا قائلا إنهم سمعوا أصواتا غير عادية ليلا وأنهم يخشون أن حماس تحفر تحت منازلهم. سعى آيزنكوت لطمأنتهم. وقال الجيش يبذل جهدا كبيرا في تحديد مكان وجود ما يسمى الأنفاق الهجومية. وقال آيزنكوت تم نشر حوالي 100 سيارة ومعدات الثقيلة على طول السياج الحدودي للبحث عن الأنفاق ومعالجة التهديد، والذي يعد واحدا من الأولويات العليا للجيش.
منذ ذلك الخطاب، أعلن الجيش الإسرائيلي عن اكتشاف نفقين هجوميين تم حفرها تحت الحدود وداخل الأراضي الإسرائيلية. وذلك رغم استمرار استخدام المعدات الثقيلة للبحث عن الأنفاق ووضع الفلسطينيين في حالة تأهب، وامتناع حركة حماس عن أي اشتباك مباشر مع إسرائيل. وفي منتصف أبريل، بعد أن تم اكتشاف أحد الأنفاق، أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أن اسرائيل "حققت اختراقا عالميا في القدرة على تحديد مواقع الأنفاق"، قائلا "الحكومة تستثمر مبالغ طائلة في التصدي لتهديد الأنفاق." و وأضاف: "هذا جهد مستمر لن ينتهي بين عشية وضحاها. إننا نستثمر في هذا المجال وسوف نواصل القيام بذلك ".
على الرغم من مرور ما يقرب من أربعة أشهر منذ ذلك الحين، وعلى الرغم من أن إسرائيل في كثير من الأحيان تصف الأنفاق بأنها الهم الأكبر على الحدود مع قطاع غزة، إلا أن أمرين اثنين لم يحدثا: الأول: لم يتم تخصيص الأموال لترتيبات دفاعية على طول الحدود، والثاني أن المشروع لم يعمل بعد بكامل طاقته. وقد أثار التأخير جدلا داخل المؤسسة العسكرية. بعض الأفراد المشاركين في المشروع يقولون إن الانتهاء من بناء الحاجز يجب أن ينتهي فيما يزيد قليلا عن العام.
ولم يتم الإعلان عن التفاصيل الكاملة بشأن هذا النظام الجديد، وتبذل المؤسسة العسكرية قصارى جهدها للحفاظ على التفاصيل طي الكتمان. وبشكل أساسي سيتم إقامة جدار على طول الحدود التي تمتد في أعماق الأرض لمنع حفر الأنفاق. وسيتم تركيب أجهزة الاستشعار وسيتم إعادة بناء جزء من السياج الحدودي. (والذي تم تجديده مؤخرا في 2005-06، بعد انسحاب إسرائيل من قطاع غزة). وسيتم أيضا تعزيز أنظمة المراقبة والرصد.
وفي يناير كانون الثاني قال كبار مسؤولي الدفاع لصحيفة هآرتس أن تكلفة المشروع تقدر بـ 2.7 مليار شيقل أي ما يعادل 970 مليون دولار أمريكي. وفي محادثات في نوفمبر/ تشرين الثاني بين المدير العام لوزارة المالية باباد شاي ونظيره في وزارة الدفاع في ذلك الوقت، دان هرئيل، بشأن ميزانية الدفاع خلال السنوات خمس سنوات، تم الاتفاق على أن معظم الأموال لإنشاء نظام الحاجز ستأتي من مصادر خارجية، لا ميزانية الدفاع.
وما تزال قضايا التمويل التي لم تحل بعد قائمة. نحو 600 مليون شيكل، والتي تم تقسيمها تقريبا مناصفة بين الجيش ووزارة الدفاع قد خصصت لهذا المشروع. ومن المتوقع الموافقة على مشروع الموازنة الوطنية للعامين القادمين قبل إرساله إلى الكنيست الأسبوع المقبل لمجلس الوزراء. ورغم جميع تصريحات آيزنكوت، ونتنياهو وغيرهم من كبار المسؤولين عن الأهمية الحاسمة للحاجز، ما يزال من غير المعروف ما إذا كانت وزارة المالية ووزارة الدفاع هي في توافق على المشروع.
الجيش الاسرائيلي لا يتوقع مواجهة عسكرية في قطاع غزة قبل نهاية الصيف. والافتراض هو أن حماس تريد تجنب بدء حرب أخرى، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن القطاع للم يتعافى بعد من الحرب في عام 2014.
السيناريو الذي تخشاه إسرائيل أكثر من غيره هو عبور المسلحين إلى إسرائيل عبر نفق ومحاولة قتل أو اختطاف مدنيين أو عسكريين بالقرب من المواقع الحدودية مع غزة. وما دام الأمر كذلك، يجب أن يكون الانتهاء من المشروع الدفاعي على رأس الأولويات. وتقول تقديرات مختلفة أنه إذا تم العمل بسرعة قصوى، فإنه يمكن أن يتم الانتهاء من المشروع في عام إلى عام ونصف العام. ويقول الخبراء أنه يمكن أن يقدم هذا النظام أول دفاع فعال حقا ضد الأنفاق.
ان استكمال الجدار جعل من الصعب على حماس الاستفادة من سبيل هجومي متميز، وهو قابل للمقارنة في طريقة نجاح القبة الحديدية في الحد من الأضرار الناجمة عن الصواريخ الفلسطينية. أما الآن، فإن الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الدفاعية مشغولون في الغالب يبحثون عن إبرة في كومة قش - في محاولة لتحديد مكان وتدمير الأنفاق مع الأسلوب الذي لا يضمن أن الأنفاق سيتم الانتهاء منها تماما.
وقد ثبت قدرة إسرائيل على إقامة الحواجز والأسوار، وبناء برامج السياج الحدودي مع مصر. من حيث المبدأ، فإن العزم على تخصيص الميزانية اللازمة للمشروع هناك. ما هو مفقود في هذه اللحظة هو تزامن هذه الخطة، الهدف، والجدول الزمني والموارد - وبعبارة أخرى، فإن القرار السياسي الذي سيتم بعد ذلك يجب أن يكون مدعوما بإجراءات حازمة من وزارة الدفاع لاستكمال المشروع. حتى ذلك الحين، في ظل عدم وجود قرار واضح للمضي قدما في هذا المشروع على نطاق كامل، وفإن اختراق ما تحت الأرض في الدفاعات حول غزة سيستمر في تشجيع واجتذاب الجناح العسكري لحركة حماس.