الثلاثاء  19 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

تحديد نسل البدو: ماذا يذكر إسرائيل؟

2014-09-30 12:22:21 PM
 تحديد نسل البدو: ماذا يذكر إسرائيل؟
صورة ارشيفية
الحدث- خاص

طالما، قضت روايات قيام أطباء ألمان في العهد النازي بإجراء تجارب طبية ضد نساء يهوديات والحد من نسلهن، مضاجع اليهود، فاعتبروها جريمة في سلسلة جرائم ارتكبها النظام النازي ضدهم.
لكن وزير الزراعة الإسرائيلي يائير شامير يدعو اليوم إلى النظر بمسألة تعدد الزوجات لدى البدو من "أجل تحديد النسل ورفع مستوى الحياة"، على حد تعبيره، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة عند الفلسطينيين.
وأثارت دعوة شامير جدلا كبيرا في أوساط العرب القاطنين في أراضي عام 1948، واستعدت ردا من قبل عضو في منظمة التحرير الفلسطينية.
ومسألة تحديد النسل عند المسلمين خاضعة لشروط دينية، ويمكن لدعوة مثل تلك أن توصف من قبل مؤسسات دولية، كتدخل سافر في شؤون الأقلية العربية التي تعيش في صحراء جنوب فلسطين التاريخية.
ويقول الوزير الإسرائيلي "علينا أن نخرج كالبدو قليلاً من الصحراء وأن نقوم بتقريبهم إلى المدينة الطبيعية من ناحية التشريع، نمط الحياة، العمل والتعليم. وربما حتى معالجة مسألة تعدد الزوجات لتحديد النسل بهدف رفع مستوى الحياة".
ويضيف كما نقلت عنه وسائل إعلام عبرية "لهذا نحن الآن نركز على وضع حلول اقتصادية ضمن عملية التسوية".
وقال شامير "في عام 2035 سيبلغ تعداد السكان البدو نصف مليون شخص. "فقط دولة تود الانتحار لا يمكنها أن تلاحظ مشكلة البدو، وأزمة التعامي مريعة. ننتهج الآن طريقة مختلفة عن تلك التي تم انتهاجها من قبل بلجنة برافر، أنا أتجه نحو طريقة أقل قضائية وأكثر اقتصادية".
من ناحيته، قال المدير العام للمجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب فادي مسامرة، "من ناحية مناصرة المرأة أنا مع وقف مسألة تعدد الزوجات ولكن مسألة تحديد النسل هو أمر فيه هذيان. ما من شخص يقول أمرا كهذا دون أن تكون لديه خلفية أيديولوجية وهو لا يختلف عن الأجندة التي تنتهجها الحكومة - حكومة يمينية ترى بالبدو تهديدا ديموغرافيا".
وأضاف مسامرة لصحيفة هارتس اليسارية "يعتقد شامير أن المشكلة في عدد المواليد.
واعتبر مسؤولون فلسطينيون أن هذه الدعوة تنم عن عنصرية.
وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، إن تصريحات وزير الزراعة الإسرائيلي، رئيس اللجنة الوزارية لإعادة توطين البدو في النقب يائير شامير، تعدّ تعبيراً صارخاً عن العقلية العنصرية المتأصلة في السياسة الإسرائيلية،  وتدخلاً سافراً بالشؤون الداخلية والخاصة بالبدو ويمس بقانون الحرية الشخصية.
وكانت عشراوي تعقب على تصريحات ودعوة شامير إلى 'العمل على تحديد النسل لدى البدو في النقب، خشية زيادة النمو الديمغرافي، وإخراجهم من الصحراء ودمجهم بدولة إسرائيل'.
وقالت "إن إسرائيل تمعن في تنظيم الهندسة البشرية والديموغرافية، وتقوم عملياً بتحديد النسل لدى العرب في النقب من خلال انتهاكاتها الممنهجة المتمثلة بالاستيلاء على أراضيهم واقتلاعهم منه وتدمير وهدم قراهم، إضافة إلى قرارات الحكومة العنصرية القاضية بتخفيض مخصصات أبناء البدو وحرمانهم منها نهائياً، ما يشير إلى قمة العنصرية التي تجلت في ممارسات لا يرضى عنها القانون الإنساني أو المبادئ القيمية والأخلاقية للإنسانية جمعاء".
وحملت عشراوي المستوى الرسمي الإسرائيلي مسؤولية استفحال ثقافة العنصرية والكراهية القائمة على رفض وإقصاء الآخر،
بسبب خطابه التحريضي اللا مسؤول وانتهاكاته المبرمجة التي ألقت بآثارها السلبية الجلية على العملية السياسية برمتها وعلى المجتمع الإسرائيلي نفسه.
وأضافت "تصر الحكومة الإسرائيلية على إفشال الجهود السياسية والدبلوماسية الفلسطينية، وتمعن في فرض سياسة الاستيطان والتطهير العرقي خاصة في مدينة القدس ومحيطها، والاستيلاء على الأراضي المسماة (ج) وسرقة الأرض والموارد، وسن القوانين العنصرية، ما من شأنه القضاء على فرص السلام نهائياً".
يذكر أن القانون الإسرائيلي يمنع تعدد الزوجات إنما ذلك الأمر مسموح لمن هم من غير اليهود في حالتين: إذا غاب الزوج من زواج سابق لمدة تزيد عن ست سنوات وهناك قلق من أن يكون قد فارق الحياة، أو أن الزوج من الزواج السابق لا يمكنه قطع علاقة الزواج بسبب مرض نفسي.
ويتيح القانون الشرعي تعدد الزواج طالما أن الزوج قادر على توفير احتياجات الزوجة أو في شروط معيّنة.
وتشير معطيات سلطة السكان والهجرة في إسرائيل، إلى أنه حتى عام 2013 هناك 361 رجلا مسلما مسجلين كمتعددي زوجات، لكن أيضا تؤكد أن التقديرات تشير إلى أن الحديث هو عن ظاهرة أوسع وأن غالبية الزيجات من زوجة ثانية وأكثر لا يتم تسجيلها.