سأطالب مجلس الوزراء بأرض معارض لفلسطين
الحدث: أحمد زكارنة - رام الله
قال الدكتور أنور أبو عيشه وزير الثقافة الفلسطينية، إننا لا نريد أن تسمعوا منا خطابات رنانة، وإنما أن تروا بأعينكم ما يحدث لنا من هذا الاحتلال، مشيرا إلى تنديس جنود الاحتلال لباحات المسجد الأقصى، والاعتداء على المصلين يوم أمس.
وأشار أبو عيشه الذي استقبل في مكتبه بوزارة الثقافة ظهر أمس وفدا من الكتاب والمثقفين العرب على هامش فعاليات معرض فلسطين الدولي التاسع للكتاب، إلى بعض ما شهدته وتشهده المدن الفلسطينية من اجراءات احتلالية عنصرية يتم "قوننة" بعضها لاحقا بشكل سافر يخترق كافة المواثيق والمعاهدات القانونية الدولية.
واستعرض وزير الثقافة الفلسطيني أنور أبو عيشه مع الوفد العربي الذي اجتمع معه اجتماعا أخويا بحسب تعبيره، التحديات والصعوبات التي واجهت الوزارة حتى تتمكن من إقامة معرض دولي للكتاب، وكان ابرزها اعاقة الاحتلال دخول العديد من الكتب وبعض الكُتاب والمثقفين العرب، فضلا عن الاشكاليات اللوجستية التي حالت دون أختيار موقع جغرافي أكثر مؤامة ومناسبة لإقامة معرض للكتاب، مؤكدا أنه ومنذ يوم 21-4 الجاري سيعمل مع كافة المؤسسات والهيئات والأطر الثقافية على مطالبة مجلس الوزراء الفلسطيني والقيادة الفلسطينية، توفير أرض للمعارض لفلسطين.
وفي خطوة جديدة من نوعها أعلن أبو عيشه في سياق لقائه أن معرض الكتاب العاشر سيقام في تاريخ 9-4-2015 سواء كان هو الوزير أو لم يكن، موضحاً أن اختيار تاريخ محدد لإقامة معرض الكتاب القادم، من شأنه أن يساعد على ترتيب ما يلزم لإنجاحه على أكمل وجه ممكن، مستفيدا من الأخطاء التي وقعت أثناء هذا المعرض، والذي طالب الجميع بمن فيهم الوفود العربية بوضعها على طاولته لدراستها وأخذ العبر منها، معترفاً بأن الوزارة ولأسباب متعددة ومتداخلة مع واقعنا الفلسطيني وقعت في عدد من الأخطاء التي لا يمكن إنكارها. مطالبا الوفد العربي تقديم اقتراحاته من منطلق أخوي للإستفادة منها.
من جانبه اقترح الروائي المصري إبراهيم جاد الله، أن تقام النشاطات والفعاليات المقامة على هامش المعارض القادمه، في المدن والمحافظات الفلسطينية الأخرى بعيدا عن المركزية، فيما تسأل المدون العماني مروان الحجري لما لا توجد ندوات خاصة تعالج الكتاب الإلكتروني؟.
من جهته اقترح الشاعر التونسي آدم فتحي أن تناقش فكرة الفصل ما بين مفهوم معرض الكتاب، بوصفه معرضا يتناول الإصدارات العربية، وبين صالون الكُتاب، لتتساوى قيمة حضور الكتاب إلى جانب الكاتب، مشيرا إلى أن هذه الفكرة باتت مطروحة في الأوساط الثقافية الغربية.
ورد كل من السيد الوزير والسيد عبد السلام العطاري مدير فعاليات المعرض، والقائم بأعمال مدير عام دائرة الأداب في الوزارة، على عديد الاستفسارات والاسئلة التي طرحت من الوفد المشارك في الاجتماع، والذي ضم كل من مصر والأمارات والأردن وعمان وتونس.
فجاء رد العطاري على تسأل الشاعر الإماراتي كريم معتوق عن سبب عدم لجوء وزارة الثقافة الفلسطينية لنظرائها العرب لدعم معرض فلسطين الدولي؟ أن العرب يمكنهم دعم فلسطين ثقافيا وسياسيا من خلال دعمهم فتح مراكز ثقافية مشتركة، كأن يكون هناك مركزا ثقافيا إمارتيا فلسطينيا مشتركا، أو عمانياً فلسطينيا مشتركا، وهكذا الأمر مع كافة الدول العربية المستعدة لرفد المقولة الثقافة الفلسطينية واعطائها عمقا عربيا يمكن أن يتكأ عليه السياسي في مجابهة رواية المحتل الغاصب.
وفي نهاية اللقاء الذي جاء بعد زيارة الوفد العربي لضريح الشهيد القائد الرمز ياسر عرفات، والشاعر الكوني الراحل محمود درويش، كرّم الدكتور أنور أبو عيشه وزير الثقافة الفلسطيني، باسم فلسطين كافة أعضاء الوفد المشارك في الاجتماع، تقديراً وشكراً من فلسطين لحضورهم ومشاركتهم الفاعلة في هذا العرس الفلسطيني الثقافي.
وكانت وزارة الثقافة الفلسطينية قد أقامة حفل استقبال لكافة ضيوف معرض الكتاب وعلى رأسهم دولة المغرب الشقيق ضيف شرف المعرض، إلى جانب عدد من الوفود الرسمية المشاركة، ودور النشر والمؤسسات المتعاونة والراعية لمعرض فلسطين الدولي التاسع للكتاب، حيث تم تكريم الجميع باسم معرض فلسطين الدولي التاسع للكتاب دورة " دولة فلسطين.. القرار والإصرار".