الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترجمة الحدث | الشيء المشترك بين إسرائيل وحماس

2016-08-14 06:49:00 AM
ترجمة الحدث | الشيء المشترك بين إسرائيل وحماس
حماس خلال احدى تجماعتها في غزة (تصوير: رويترز)

 

ترجمة الحدث- أحمد بعلوشة

 

نشرت صحيفة هآرتس مقالاً لكاتبتها عميرة هآس تتحدث فيه عن الشيء المشترك الذي تجتمع عليه اسرائيل وحماس، ألا وهو كره المنظمات الدولية والمنطمات غير الحكومية.

 

وإلى نص المقال: 

 

الكراهية والشك في منظمات الإغاثة الدولية والمنظمات غير الحكومية الفلسطينية هي شيء مشترك بين إسرائيل وحماس. ولكن اذا سمحت اسرائيل للفلسطينيين بالعيش والازدهار، لن يكون هناك حاجة إلى الجمعيات الخيرية.

 

هناك بعض التقاطعات حيث تتقاطع مصالح ومشاعر إسرائيل وحماس. الكراهية والشك من منظمات الإغاثة الدولية والمنظمات غير الحكومية الفلسطينية هي واحدة من هذه التقاطعات. وعلى الرغم من العداء بين - إسرائيل وحماس - فإنهما يحتاجان إلى وجود هذه المنظمات وأنشطتها.

 

حماس تشكك بالمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية الفلسطينية في أنها لم تؤسس نفسها، وأنها تعمل على تغيير طريقة التفكير لدى الجمهور، والحد من أعداد الأسر التي تعتمد على الحركة - وأيضا لأن الكثيرين منهم يحاولون تقييد اتصالاتهم مع حماس (بعد أوامر اللجنة الرباعية).

 

تلعب حماس أيضا على العداوة الفلسطينية عامة تجاه هذه المنظمات: رواتب عالية جدا من الأجانب، الفجوة في الأجور بين المديرين والعاملين بأجر في الجمعيات المحلية، غضب غير مفهوم من المصطلحات الخاصة بهذه المنظمات. وحقيقة أنها هي الطريق الصحيح لنوع من الحراك الاجتماعي العام.

 

تسيطر حماس على قطاع غزة، وتعتقد أنه من حقها فرض قواعد جديدة على المنظمات الدولية أيضاً. حماس تجبي ضرائب إضافية من سكان قطاع وتجارها، لذلك فمن الواضح أن الحركة ستحاول أيضا الاستفادة من مختلف المنظمات، وربما من بعض موظفيها.

 

ولكن هل تمكنت حماس من قطاع غزة أثناء وبعد الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية - والتي هي أيضا نتيجة لسياسات حركة حماس، وليس إسرائيل فقط - دون المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار الهائلة من هذه المنظمات؟ بالتأكيد لا.

 

ما تهتم به اسرائيل هو ضبط عملية اعادة الاعمار والمساعدات بحيث لا يصبح الوضع خارج نطاق السيطرة. ولكن الفرق بين اسرائيل وحماس لا يزال كبيراً: إسرائيل مسؤولة عن تحويل الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى منطقة تفيض مع الآليات الدولية المعقدة من أجل التنمية، ونقطة جذب للمبادرات المساعدة والإحسان والصدقات. وهي مسؤولة أيضاً عن السبب الأساسي (قبل أن نصل إلى القتلى، والجرحى وتدمير كبير جراء الاعتداءات والحروب): الانتداب البريطاني، كقوة محتلة، سمح للمجتمع اليهودي أن يتطور اقتصادياً. وإذا سمحت إسرائيل للفلسطينيين بإدارة حياتهم دون حظر السفر والحظر على الصادرات والبيع ، وإذا لم تكن سارقة للموارد الفلسطينية (مساحات أراضيها والمياه والمعادن، والحجر، والمواقع السياحية) - لن تكون هناك حاجة لهذه المنظمات ولهذه المساعدات.

 

جمعيات الإغاثة وتبرعاتها هي شبكة الأمان التي التفت على المجتمع الدولي من قبل اتفاقات أوسلو، وتعمل الآن تحت أقدام إسرائيل. كقوة محتلة (مباشرة أو غير مباشرة)، وإسرائيل هي المسؤولة عن السكان الذين يعيشون تحت احتلال. وهي من تتهرب باستمرار من هذه المسؤولية - قبل عام 1994. لكن إسرائيل تحظى بالرعاية من قبل أوروبا والولايات المتحدة، والتي تقدم دعماً ماليًا كبيراً، فمن الأسهل بالنسبة لهم إضاعة المال على الضرائب وعلى الطرود الغذائية وأنظمة الصرف الصحي والإسكان وأنظمة تنقية المياه لإجبار إسرائيل على الوفاء بالتزاماتها وإزالة الأصفاد التي تربط بها الاقتصاد الفلسطيني.

 

الآن، هناك لوائح اتهام ضد موظفين يعملون في منظمتين دوليتين، وقد تم إدانتهم في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وهذه فرصة لإسرائيل لإعلان أن هذه المنظمات هي فريسة سقطت على يد حماس. يذكر أن اسرائيل لم توقف هذه المنظمات عن العمل، ولكنها طريقة لإسكات الرأي العام والانتقادات التي ازدادت لاسرائيل في الآونة الأخيرة.