الحدث - ارم نيوز
تتحدث تقارير إعلامية عن تحقيق شركات إسرائيلية حكومية وخاصة عاملة في مجال الصناعات العسكرية أرباحا طائلة، من مساهمتها في صناعة مقاتلة الجيل الخامس من طراز F-35، التي تنتجها شركة “لوكيهد مارتن” الأمريكية، والتي تسلم سلاح الجو الإسرائيلي أول طائرتين من الفئة “أ” من هذا الطراز، أي تلك المخصصة للهبوط والإقلاع الاعتيادي عبر مدرج طيران، في حزيران/ يونيو الماضي.
وتسلم سلاح الجو الإسرائيلي رسميا مقاتلتين من طراز F-35 في حفل أقيم بإحدى المنشآت التابعة لشركة لوكهيد مارتن، في قاعدة الحرس الوطني الأمريكي في فورت وورث، بولاية تكساس، بمشاركة وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، ليصبح الأول في منطقة الشرق الأوسط الذي يتزود بتكنولوجيا المستقبل الأمريكية الأكثر تطورا، على أن تصل المقاتلتان إلى قاعدة “نفاتيم” الإسرائيلية قبل نهاية العام الجاري.
لكن تسلم المقاتلتين لم يكن الفائدة الوحيدة التي تختص بها الولايات المتحدة الأمريكية حليفتها الرئيسية بالشرق الاوسط، حيث تحدث الإعلام الإسرائيلي عن أرباح مالية كبيرة حققتها الشركات الإسرائيلية جراء مساهمتها في تصنيع أجزاء أو تكنولوجيا خاصة بمقاتلة المستقبل، متوقعة أن ترتفع نسبة الإستثمارات الإسرائيلية في هذا المشروع.
ويؤكد رئيس قسم المشتريات بوزارة الدفاع الإسرائيلية، العميد احتياط شموئيل تسوكر، أن لوكهيد مارتن حققت رقم مشتريات كبير من شركات الصناعات العسكرية الإسرائيلية العاملة بالمشروع، وأن الأرباح بلغت 3.8 مليار شيكل سنويا، أي ما يعادل 993 مليون دولارا سنويا.
وتشير تقارير عبرية إلى أن قسم المشتريات بوزارة الدفاع كان قد وقع عقدا في 2010 مع الشركة الأمريكية المنتجة وشركات أخرى تعمل في المشروع، بشأن مشتريات متبادلة تبلغ قيمتها 3.8 مليار شيكل سنويا، وأن النصف الأول من 2016، شهد التوقيع على صفقات جديدة تبلغ قيمتها 835 مليون شيكل، بزيادة قدرها 28%.
ونجحت شركات الصناعات العسكرية الإسرائيلية، ولا سيما تلك العاملة في المشروع الأمريكي الخاص بالمقاتلة F-35، نجحت منذ مطلع العام الجاري في زيادة قيمة العقود الموقعة مع لوكهيد ماترن، ومن ذلك مجموعة “إلبيت معراخوت” التي تعمل في إطار شراكة مع شركة “روكويل كولينز” الأمريكية لإنتاج خوذات الطيارين، حيث ارتفعت قيمة العقد بقرابة 190 مليون دولارا.
ورفعت شركة إسرائيل لصناعة الطيران الفضاء قيمة عقدها مع لوكهيد مارتن بشأن صناعة أجنحة المقاتلة بقيمة 26 مليون دولارا، فيما رفعت شركات أخرى إسرائيلية من قيمة عقودها، ومن ذلك شركة “سيميغون” التي تعمل في مجال تطوير نظم المحاكاة الخاصة بالطائرات، وشركة “تادران” التابعة لشركة “إلبيت معراخوت”، وتعمل في تصنيع المضخمات الإلكترونية، وشركة “ساكيلون” والتي تنتج أجزاء من جسد المقاتلة، وغيرها من الشركات الإسرائيلية.
واعتبر العميد احتياط تسوكر أن الدور الإسرائيلي في تصنيع مقاتلة المستقبل الأمريكية يدعو للفخر، متوقعا أن تتدفق مئات الملايين من الدولارات بسبب تزايد دور الشركات الإسرائيلية، ولاسيما مع بدء إنتاج المزيد من المقاتلات المخصصة لدول عديدة حول العالم.
وتنتج شركة “لوكهيد مارتن” الأمريكية ثلاث فئات من المقاتلة F-35، وتسمى الفئة الأولى (F-35A) وهي مخصصة للإقلاع والهبوط الاعتيادي، وهذا الطراز مخصص لسلاح الجو الإسرائيلي، والفئة الثانية (F-35B) أو (B STOVL) ذات الإقلاع والهبوط العمودي القصير، بينما تخصص الفئة الثالثة (F-35C) لسلاح الجو الأمريكي، وهي مخصصة للعمل على متن حاملات الطائرات.
وتستعد وزارة الدفاع الإسرائيلية لهبوط المقاتلتين اللتين تسلمتهما قبل أقل من شهرين، وذلك في كانون الأول/ ديسمبر المقبل بحسب التوقعات، بعد أن قام طيارون أمريكيون وإسرائيليون بإجراء طلعات تجريبية عديدة، أثبتت مدى قدرة هذه المقاتلة، التي يمكنها التخفي عن الرادارات وأداء مستوى مرتفع من المناورة.
ومن المفترض أن تتسلم إسرائيل 33 مقاتلة من هذا الطراز بحول عام 2021، حيث تعول عليها لتنفيذ عمليات هجومية داخل ما تصفه بـ”عمق العدو” دون أن تستطيع رادارته رصدها.
وتؤكد وسائل إعلام أن غالبية التكنولوجيا المستخدمة في تلك المقاتلة معروفة نسبيا، لكن هناك جانب يحاط بسرية تامة، ويعتبر من الأسرار العليا.
وتتمتع المقاتلة بأنظمة حرب إلكترونية غاية في التقدم، وتقوم نظم خاصة بعمليات مسح مستمرة لكل جزء خارجي بالمقاتلة، وتقوم بإصدار موجات إشعاعية تخدع الرادارات، بما يجعل اكتشافها أمرا صعبا للغاية وتستطيع تنفيذ مهام بعيدة المدى على مسافات تصل إلى 1150 كيلومترا، يمكن زيادتها بنسبة 30% عبر إضافة المزيد من خزانات الوقود، لتنفيذ مهام على مسافة 1500 كيلومترا.