الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

في العدد 68| الملكة:فلسطين تملك كل مقومات الحياة واللقب نستحقه لأننا نستحق الحياة

ملكة المسؤولية الاجتماعية روان الأسعد لـ الحدث:

2016-08-16 09:20:58 AM
في العدد 68|  الملكة:فلسطين تملك كل مقومات الحياة واللقب نستحقه لأننا نستحق الحياة
روان الاسعد

 

الحدث- روان سمارة

 

"كنفساتي"، مبادرة شبابية تنافس من خلالها روان الأسعد على لقب ملكة المسؤولية الاجتماعية، ضمن برنامج تلفزيوني يبث على عدد من المحطات والفضائيات العربية.

 

المشاركة التي جاءت بمحض الصدفة، جعلت من روان ومبادرتها تتأهلان ضمن أربعين مشاركة من أصل  ثلاثين ألفا، تقول الأسعد لـ"الحدث": "شاهدت إعلانا تلفزيونيا يطلب من الشابات اللواتي يمتلكن مبادرات شبابية إرسال سيرهن الذاتية، وكنت أظن في البداية أن الأمر ليس سوى تقديم دعم مادي من خلال القروض الشخصية لدعم هذه المبادرات والمشاريع، وصدمت عندما علمت أن الأمر متعلق بالمشاركة في برنامج تلفزيوني".

 

أرسلت الأسعد سيرتها الذاتية، ثم قامت بتصوير فيلم قصير تشرح فيه مبادرتها، وتدافع عنها، وكانت مقنعة للجنة التحكيم التي اختارت "كنفساتي" لينافس على اللقب، وعن كنفساتي تقول الأسعد: "كنفساتي تعني لوحاتي، وهي مبادرة تسعى لتشغيل الفنانين التشكيليين وضمان وظيفة لهم، واعتمادها كوظيفة مهنية، قادرة على تأمين عيش كريم في ظل التحديات التي يواجهها الفنانون في فلسطين والوطن العربي لأسباب اجتماعية وسياسية".

 

وعن بداية مبادرتها تتحدث الأسعد: "بدأت أتنبه للأعداد الكبيرة للفنانين الشباب الذين لا يجدون عملا، ولا يجدون من يحتضن موهبتهم، ليبدأوا في العمل في مهن بعيدة عن الفن، فقدمت استقالتي من وظيفتي الكاملة، وقررت البدء بمبادرة تجمع هؤلاء الشباب ومواهبهم، فكانت انطلاقتي في أول يوم من العام 2016 لأتوجه بعدها لكليات الفنون الجميلة في عدد من الجامعات الفلسطينية، التي ساعدتني في التواصل مع عدد من خريجيها، ليبدأ المشروع بعدد قليل ويصل اليوم لأربعين شابا وشابة تتراوح أعمارهم بين الثامنة عشر والثلاثين عاما".

 

تباع لوحات "كنفساتي" بأسعار زهيدة مقارنة بلوحات فنانين آخرين، وعن السبب أجابت الأسعد: "أحد أهم أهدافنا هو إيصال الفن التشكيلي لكل بيت فلسطيني، وهذا لا يمكن أن يحصل في ظل الارتفاع الكبير الذي نشاهده لأسعار اللوحات، وبحساب بسيط لمعدل الدخل الفلسطيني العام سنلاحظ أن اقتناء اللوحات سيقتصر على الفئة المخملية في المجتمع، وهو ما نحاول من خلال "كنفساتي" التغلب عليه، من خلال أسعار مناسبة، تؤمن عيشا كريما للفنان، وتتيح المجال أمام الراغبين باقتناء أعمال فنية في بيوتهم ومكاتبهم، وهذا في حد ذاته شكل من أشكال تفعيل المجتمع مع الفنان وفنه".

 

المبادرة لها أهداف متعددة، لكن رسالتها واحدة تقول الأسعد لـ"الحدث":"رسالتنا إنسانية تتعلق باستخدام الفن البسيط لإيصال الفكرة للإنسان، وتقديم هذا الفن بلغة وألوان يفهمها الجميع، فنقوم باستخدام الرسم في شرح الأمراض الجسدية المعقدة مثل السرطان ومتلازم الداون من خلال الرسم الاسكتشي البسيط، إضافة إلى أن الرسم هو من أفضل الوسائل التي يمكن استثمارها لعلاج الحالات النفسية المعنفة وتعبر في مجملها عن مكنون الإنسان وعن ما يجول في عقله الباطن".

ترى الأسعد ان تجربتها في برنامج الملكة قد حظيت بمتابعة واهتمام رسمي وشعبي،  فعلى الصعيد الرسمي لاقت تجربتها اهتماما من وزارة الثقافة، وحركة فتح، وهيئة الإذاعة والتلفزيون، ووزارة الإعلام، إضافة لعدد من الفنانين ومن بينهم سليمان صالح صاحب لوحة "جبل المحامل" والفنان رأفت أسعد وإسلام يوسف، وهي سعيدة بمشروع تعاون قادم بينها وبين وزارة الثقافة يقوم على إقامة معرض للوحات "كنفساتي" في الشارع وهذا المشروع سينفذ بعد عودتها باللقب كما تتمنى.

 

تأهلت روان الأسعد لبرنامج الملكة ضمن أربعين مشاركة من مختلف بلدان الوطن العربي، وكان لعرض الفيلم الخاص بها في الحلقة الأولى من البرنامج تأثير كبير عليها، تقول لـ"الحدث": "إعطائي الأولوية عزز ثقتي بنفسي وبمشروعي، فالمشاريع المتقدمة الأخرى هي تهدف لحل مشاكل نسوية أو مشاكل أطفال، وهذه المشاكل تعمل عليها مؤسسات المجتمع المدني، وهذا ما يجعل من مشروعي مشروعا خاصا ومختلفا، وينمي ثقتي به وبنفسي".

 

وستعرض حلقة روان الأسعد يوم الجمعة القادم، وستطل فيه روان بالثوب الفلسطيني، وتقول عن كواليس الحلقة: "الأمر متعب جدا، والآن فقط أدركت سبب تعب وإرهاق العاملين في التلفزيون، لكن المتعة في الأمر كبيرة بالمقابل، تبدأ المرحلة الأولى بالوقوف أما د.رحاب عز الدين وهي أحد مؤسسي برنامج الملكة، وكان التحدي الأول بالدفاع عن مشروعك من خلال الإجابة على مجموعة من الأسئلة، دون أن يتعدى وقت الإجابة 5 دقائق، فأجبت بما لا يتجاوز دقيقتين وخمسين ثانية، وهو ما دفع د. رحاب للقول إنني جاهزة لأكون ملكة، كما أن لجنة التحكيم كانت أيضا لجنة رائعة تشكلت من ثلاثة حكام هم الدكتورة رحاب، ونقيب الموسيقيين العرب إيمان البحر درويش، والفنان السوري جهاد سعد، ووقفت أمامهم في التحدي الثاني للدفاع عن مبادرتي في دقيقتين، وقمت بذلك حتى أنهم لم يجدوا ما يسألونني عنه بعد ذلك".

 

انتقلت روان لنصف النهائي، وهي لا تخشى من المنافسة، فهي ترى أنها تمتلك الآداة التي تعبر فيها باقي المشاركات عن مبادرتهن، تقول لـ"الحدث": "الرسم والكتابة والتصوير، هي أدوات تعبر عن القضايا الاجتماعية، وأنا أمتلك أحد هذه الأدوات وتقوم مبادرتي عليها، في حين أن المبادرات المشاركة الأخرى تناقش قضايا اجتماعية، لذا فأنا أرى أن كل المبادرات الأخرى تحتاجني ولا تصل إلا من خلال مبادرتي، وهذه نقطة القوة في مبادرتي".

 

المرحلة القادمة هي محلة العرش الملكي وستصور الحلقات في القاهرة، حيث ستتأهل إحدى عشر مشاركة من ثلاثين وصلن خلال المرحلة الثانية من البرنامج، وسيقوم اتحاد المنتجين العرب بدعم الملكة والوصيفتين، تقول الأسعد لـ"الحدث": "سيكون هناك دعم مادي ومعنوي للمشاركات، ونحن جميعا لم نسأل عن قيمة الدعم المادي لأننا نهتم بالدعم المعنوي، الذي سيساعد المبادرات لإيصال رسالتها لمجتمعها المحلي".

 

ستكون الحلقة النهائية لبرنامج الملكة في بداية شهر تشرين الأول المقبل، وتأمل الأسعد أن يساندها كل من يستطيع، وهي متفائلة بفلسطين، وتأمل أن تحصل على اللقب لفلسطين، وحول ذلك تؤكد الأسعد: "أتمنى الفوز باللقب، وأن يكون لدي هذا المشروع القائم ومن ثم الحصول على اعتماد مسمى فنان تشكيلي كمسمى وظيفي، إضافة إلى أنني أسعى لأن يكون هنا كمقر المبادرة كنفساتي في مدن فلسطين المختلفة بدءاً من رام الله ووصولاً إلى غزة"، واختتمت الأسعد حديثها بالقول: "الحضارة الإنسانية عامة ساهم في بنائها الفن بشكلٍ أو بآخر، فهو الذي يُخلِّد الحضارات دوماً، وهو الرسالة التي ستصل إلى الشعوب، والتي نثبت من خلالها أننا كنا وما زلنا وسنبقى موجودين، لأنَّ الفن هو ثقافة البقاء".

 

الجدير بالذكر أن روان تمتلك شخصية قيادية تحمل أفكارا إبداعية، يلاحظها المحاور لها من الوهلة الأولى، كما أنها مؤمنة بشكل عميق بأن فلسطين تملك بين أبنائها الكثير من المبدعين في مجالات شتى، وما على المجتمع وقيادته إلا البحث عنهم وعن مواهبهم التي يمكننا الاستفادة منها على كافة الصعد، وأهمها الصعيد السياسي والفكري والثقافي، لنحمل معا فلسطين رسالة وقضية، نؤكد من خلالها أن هذه الأرض إنما كانت وما زالت لأصحابها الأصليين من الكنعانيين، ولذا أنهت حوارها معنا بالقول: " فلسطين تملك كل مقومات الحياة، واللقب نستحقه لأننا نستحق الحياة".