الثلاثاء  26 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

سيلفي والقيادة خلفي/ بقلم أحمد زكارنة

2016-08-16 11:59:55 AM
سيلفي والقيادة خلفي/ بقلم أحمد زكارنة
أحمد زكارنة

"المسؤول بده حمار يركبه، مش غزال يطارد وراه".. طرح هذه القاعدة أحد المسؤولين الكبار في معرض رده على سؤال المعيار الذي يتم بناء عليه اختيار قيادات هذه المؤسسة أو تلك.

 

هذه القاعدة تحيلنا مباشرة لما قد يشكل سمة من سمات صفحات بعض مسؤولي الحكومة والسلطة على حد سواء، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد التقاط البعض لصورة شخصية تجمعه والنخبة من قيادة هذه البلاد.

 

الأمر لا شك يحتمل أكثر من رؤية، إحدى هذه الرؤى تؤكد فكرة أن النخبة من القيادة تحاول القول بشكل مباشر أو غير مباشر، أنها إنما تتواجد بين الناس هنا وهناك في الأماكن العامة والخاصة.

 

ولكن الرؤى الأخرى تطرح عدة أسئلة من قبيل، وهل لدى المسؤول ما يكفي من الوقت لالتقاط مثل هذه الصور، خاصة وأنها تأتي في الكثير من الأوقات مع شريحة بعينها تسمها الكثير من فئات المجتمع باسم "السحيجة"؟ وماذا عن هذا السحيج ونحن نراه أصبح بين ليلة وضحاها أحد قادة هذه المؤسسة أو تلك، علما بأنه لا يمت لهذا التخصص أو المهنة من قريب أو بعيد بأي صلة تذكر؟

 

رد بعض الوزراء والمسؤولون على فكرة عدم ردهم على هواتفهم النقاله، أن مسؤولياتهم كبيرة إلى درجة عدم تمكنهم من الرد على صحفي يريد الاستفسار عن سؤال أو معلومة بعينها، وربما على مواطن لديه حاجة لدى هذه الوزارة أو المؤسسة، والسؤال هنا: كيف يستقيم الأمر وهو يجد متسعاً من الوقت لهذه الصورة المصحوبة بالابتسامات العريضة لهذه اللقطة المعبرة أو تلك، ولا يجد القليل القليل من الوقت لأصحاب الحاجة والاختصاص لهذا الصحفي أو ذاك المواطن؟

 

الأدهى والأمر أن مجتمعنا الفلسطيني ممتلئ بالمواهب والمبدعين في كل المجالات تقريبا، وهؤلاء لا حظ ولا نصيب لهم إلا إذا قدم من الخارج للداخل، لا العكس، علماً بأننا وإن نظرنا من حولنا سنجد الكثير مما يمكننا تقديمه ليس فقط للمجتمع المحلي وإنما للإقليم وربما للعالم أجمع، وخذوا مثال المعلمة "حنان الحروب" كنموذج لم ننتبه له إلا بعد ما انتبه له الآخر في الخارج، ولن ننتبه لأمثاله إلا إذا نزل علينا من سماء الخارج، إنها المأساة بعينها حينما نهمل مثل هذه الكوادر البشرية المبدعة لصالح فئة من أصحاب مقولة "سلفي والقيادة خلفي" وهلا عمي على رأي أحد الأصدقاء.