الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

نباتات غزة العطرية.. تداوي أوروبيين وأمريكيين وتعالج بطالة المئات بالقطاع

2014-04-21 00:00:00
نباتات غزة العطرية.. تداوي أوروبيين وأمريكيين وتعالج بطالة المئات بالقطاع
صورة ارشيفية

الحدث – الأناضول:

تجتمع الفلسطينية فتحية شاهين برفقة خمس سيدات حول منضدة فوق سطحها أكوام من البصل الثومي الأخضر (رفيع الأوراق)، وتلتقط كل واحدة منهن حزمة صغيرة من تلك الأوراق الخضراء وتصففها بعناية فائقة، استعدادا لرحلة تصديها عبر معبر كرم أبو سالم، جنوبي قطاع غزة، لأسواق أوروبية وأمريكية.
ولم تكن أوراق البصل والريحان والنعنع المعروفة باسم "النباتات العطرية" المصدّرة من قطاع غزة، محل ترحاب في السوق الأوروبية والأمريكية فحسب، بل شكلت زراعة هذه النباتات وتجهيزها للتصدير مصدر دخل لمئات الأيدي العامة العاطلة عن العمل بسبب ظروف الحصار المشدد على القطاع منذ 2007.
ومنذ عام تقريبا تمكّنت الفلسطينية شاهين من الالتحاق بالعمل في "الجمعية التعاونية الزراعية" لتصدير الخضروات والزهور من قطاع غزة، وبذلك وفرّت لأطفالها السبعة مصدر دخل ثابت لهم بعد وفاة والدهم.
وقالت شاهين لوكالة "الأناضول" للأنباء، وهي منهمكة بقص أطراف حزمة من البصل، إن "عملي في تجهيز النباتات العطرية للتصدير إلى الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية جعلني مطمئنة على حياة أبنائي ومستقبلهم بعد وفاة زوجي وسيتمكن اثنين منهم من إكمال تعليمهم الجامعي".
وسمحت السلطات الإسرائيلية منتصف العام الماضي 2013، بتصدير شحنات من "النباتات العطرية" لأول مرة منذ ستة أعوام، لتصبح أول منتج زراعي يصدَّر إلى سوق الولايات المتحدة الأمريكية.
وتستخدم هذه الأصناف من النباتات في أوروبا وأمريكا كأعشاب طبية، وتستخرج منها بعض شركات الأدوية زيوت التجميل والمركبات المستخدمة في العلاج، إضافة لاستخدامها في إعداد وجبات الطعام في الفنادق والمطاعم، حسب أبو النجا.
وتعتبر السوق الأمريكية ثاني سوق عالمي بعد أوروبا تستقبل هذه الأنواع من المنتجات الزراعية لقطاع غزة.
واضطر الشاب حمزة الجمّالي (25 عاما) وهو خريج جامعي للعمل في قص وغسل وتصفيف تلك "النباتات العطرية"، بعد أن فشل في العثور على وظيفة تناسب تخصصه.
ويشعر الجمّالي بالسعادة رغم أن مهنته التي لا توافق مجال دراسته، كمدرس لغة عربية، فالأهم بالنسبة له مساعدة والده في توفير لقمة العيش لأسرته.
وبلغت نسبة البطالة في قطاع غزة 39% في الربع الأول من العام الجاري 2014، بحسب وزارة الاقتصاد في حكومة غزة المقالة.
وتخرج مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية سنويا حوالي 30 ألف طالب وطالبة، وتبلغ نسبة العاملين منهم 25%، والعاطلين عن العمل 75%، وفق إحصائيات مركز الإحصاء الفلسطيني (مؤسسة رسمية).
وقال رئيس الجمعية التعاونية الزراعية لتصدير الخضروات والزهور، جمال أبو النجا، إن "فتح باب التصدير أمام نباتات غزة العطرية وفّر فرص عمل للعشرات في جمعيته، وبعضهم من حاملي الشهادات الجامعية، في ظل قلة فرص العمل".
ويمنع ضعف البنية التحتية وقلة الإمكانات من زيادة المساحات المزروعة وتنوعها وإضافة أصناف جديدة شأنها أن توفر المئات من فرص العمل الأخرى، كما يقول أبو النجا.
وأوضح أن جمعيته بدأت بتصدير الأصناف الثلاث من النباتات العطرية (الريحان والنعنع والبصل الثومي الأخضر) كمرحلة أولى، وسيسعى لزراعة وتصدير أنواع أخرى إن تمكن من توفير الإمكانيات اللازمة لذلك.
وأضاف: "بدأنا في زراعة هذه الأصناف لأن المناخ مناسب لها والتربة كذلك، بالإضافة إلى أنها تحتاج إلى أيدٍ عاملة وهي موجودة بفعل قلة فرص العمل".
وأشار أبو النجا إلى أن هذه الأصناف تزرع على مدار العام، وغير مكلفة في عمليتها الإنتاجية فهي لا تستهلك كميات كبيرة من المياه، بالإضافة إلى أنها تحظى بقبول واسع في السوق الأوروبية والأمريكية.
ولفت إلى أن جمعيته تصدر أكثر من 700 كيلوجرام أسبوعيًا، ولقلة الإمكانيات وضيق المساحة فإن تجهيز الشحنة الأسبوعية يستغرق ثلاثة أيام.
ويشتكي من سوء تجهيزات النقل عبر معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي، بقوله "هذه النباتات تحتاج لثلاجات لحفظها إلا أنها تبقى على المعبر لساعتين أو ثلاث دون تبريد مما يؤثر على جودة المنتج"، وفق قوله.
وفي حال أغلقت السلطات الإسرائيلية المعبر التجاري الوحيد لقطاع غزة فإن مصدري النباتات العطرية يتكبدون خسارة تصل نسبتها إلى 100%، لأن تلك النباتات لا يوجد سوق محلي لها في القطاع.
ويخضع قطاع غزة لحصار فرضته إسرائيل منذ فوز حركة "حماس" في الانتخابات التشريعية عام 2006، وشددته عقب سيطرة الحركة، على القطاع في صيف العام 2007.