ترجمة - أحمد بعلوشة
تستطيع إسرائيل أن تأخذ بعض استنتاجات من تصرف لاعب الجودو المصري إسلام الشهابي الذي رفض أن يصافح خصمه الإسرائيلي في ألعاب الأولمبياد، وقد تم توبيخ المصري من اللجنة العالمية للأولمبياد وأعادته السلطات المصرية لمصر، إلا أن الرد الرسمي والإعلامي للموقف كان سطحياً.
وفقاً لللجنة الدولية للأولمبياد، فإن اللاعب المصري قد خالف قواعد اللعب النظيف وكان تصرفه ضد روح الصداقة التي تتجسد في القيم الأولمبية، دون أي إضافة. أما بالنسبة للإعلام، فإن الأمر بدا كأنه مثال جديد لحالة الغليان في الشرق الأوسط، مثل حادثة منع الفريق اللبناني عدد من اللاعبين الإسرائيليين الصعود على نفس الباص، كذلك التقارير الغير مؤكدة حول لاعب الجودو السعودي جواد فهمي، الذي تعمد خسارة لعبة ليتجنب قتال خصمه الإسرائيلي في المباراة القادمة.
هناك وفرة في التوترات الدائرة حول العالم وتحديداً في الشرق الأوسط الذي يعتبر بؤرة الصراعات، لكن بحثاً أعدته لجنة متخصصة في الأولمبياد، ورد فيه عدم وجود أي حالات أو حوادث تهين الإسرائيليين من العرب.
اليمن لا تقاطع السعودية
لا يوجد أي حالة إهانة من الإسرائيليين للعرب، كما لا يوجد أي يمني يهين السعوديين الذين يفجرون بلادهم. كذلك لا يوجد احتجاجات ضد السوريين الذين يذبحون بعضهم بمساعدة بعض الدول العربية، ولا يوجد حوادث ما بين إيران وروسيا، اللتان تلعبان دوراً رئيسياً في إراقة الدم السوري مع أي أحد من العرب.
بالتأكيد هناك لوم على عنصرية إسرائيل مع العرب، لكن قليلاً من يتحدثون عن العنصرية ضد الإسرائيليين، هذا بالضبط ما يراه الإسرائيليون، ليس فقط في الأولمبياد، ولكن في سلوك العالم العربي كله تجاه الإسرائيليين بشكل عام.
إن الموقف العربي العنصري تجاه إسرائيل من النوع القائم على كره عميق تجاه جميع الإسرائيليين الذين ينطوون في وجهة نظر العربي تحت مظلة الوحشية والعنف تجاه الأشخاص الذين لا يستحقون العيش في المناطق الإسرائيلية، إذن عليهم أن يبتعدوا ويتركوا الإسرائيليين وشأنهم.
مواقف شخصية ومسيئة
إن مناهضة العنصرية الإسرائيلية قد ذهبت لما بعد المناهضة الشرعية والانتقاد العادل، أو حتى الإدانة في تعامل الإسرائيليين مع الفلسطينيين، بل وصلت للمستوى الشخصي في رفض الاتصال المباشر مع الإسرائيليين أو حتى قبول البقاء في وجودهم.
أما بالنسبة للشهابي وقائد الفريق اللبناني، فإن تعليقهم على تلك الحوادث لم تكن العنصرية هدفها. وادعى مدير الفريق اللبناني أن الأمر كله سوء تفاهم. واقتبس الشهابي قولاً بأن: "لا مشكلة لدي مع اليهود أو أي ديانات أخرى أو معتقدات"، وقال أيضاً: "إن مصافحة يد الخصم ليست التزاماً مكتوباً في قواعد الجودو، مشيراً أنها تحدث بين الأصدقاء، ولم يكن الإسرائيلي صديقي".
في الحقيقة، مصافحة الأيادي شيء اعتيادي تفعله عندما تقابل شخصاً لأول مرة كما يفعل آلاف الرياضيين في الأولمبياد ومناسبات أخرى ليكونوا أصدقاء وخصوماً جيدة قبل الانخراط في اللعب، لكن شهابي أراد أن يوصل رسالة لكل الكارهين الذين يشاهدونه، رغم أنه لا يريد أن يشاركها بشكل صريح، لكنه يقول: "نعم أنا اعلم ما أقوم به". العنصرية العربية ضد إسرائيل أصبحت تحمل آثاراً أعظم لإسرائيل أكثر من مجرد المناسبات الأولمبية، لقد أصبحت تمس مكانة إسرائيل في الشرق الأوسط.
يمكننا أن نوقع معاهدات سلام، كتلك التي وقعناها مع دولة الشهابي، لكن يبدو أنه نسيها، ويمكننا أيضا أن نشكل حلفاء استراتيجيين، كما نفعل مع السعودية، لكن هذه العلاقات لم تخترق الاهتمامات السياسية المرجوة.
مثل العائلة السوداء التي امتلكت الشجاعة للانتقال لحارة يسكنها البيض، نحن يمكننا أن نشتري الملكية برمتها ونجعلها بيتنا، لكننا لن نكون جزءاً من المنطقة إلا إذا تغير سلوك جيراننا معنا. إسرائيل تمتلك الكثير من الفرص لتحسن معاملتها مع الفلسطينيين، لكن المشكلة الرئيسية في اشمئزاز العالم العربي ليس فقط تجاه إسرائيل، بل الإسرائيليين ككل.