الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ويبقى " عكاظ " منارة للثقافة والمثقفين/ بقلم زيد السربل

2016-08-24 01:52:44 PM
ويبقى
زيد السربل

عكاظ أو بالأحرى  سوق عكاظ، هو اسم لمحطة تاريخيةٍ هامةٍ اقترنت بالجزيرة العربية، وتحديداً في منطقة الحجاز بالمملكة العربية السعودية.

 

فظهر سوق عكاظ منها قبل حوالي ألف وأربعمائة عام  تقريبا أو أكثر، وتفاعلت عبرها الأجيال جيلا بعد جيل حتى أصبح منارةً  للثقافة الإسلامية  في العصر الحديث، ولايزال اسم عكاظ شامخا ومتداولا في كنف السعودية، وسيبقى فيها كذلك مع استمرارية العطاء الثقافي  المواطن العربي  من المحيط إلى الخليج، صغيره قبل كبيره، وتتعدى شهرته حدود آفاق الأمتين العربية والإسلامية لتصل للعالم بأسره، وكتب لهذا الاسم النجاح  عاما بعد عام؛ ليصبح  الوجهة الثقافية لأهل الشرق والغرب، وأهل الشمال والجنوب، وموطناً للأدب والثقافة والفن، وأضحى عكاظ مكاناً لتجارة رائجة وناجحة منذ أن بدأ بشكل محدود، حتى أصبح  اليوم  مركزاً عالمياً يواكب المتغيرات الحديثة  في العالم، ولعل أهمها  العولمة وحداثة التقنيات. .                                   

 

وطرحت في هذا العام مبادرة مصرية تبنتها الإعلامية المرموقة مروى نايل وفريقها؛ لتعيد الوهج لاسم عكاظ وتخرج هذا المشروع العربي الإسلامي من جلبابه إلى خارج الحدود السعودية.

 

وتحتضن القاهرة، مشروع مهرجان عكاظ العربي للفنون في نسخته الأولى؛ لتسجل ضربة معلم في قرارها الجريء وحنكتها ورؤيتها الثاقبة في اتخاذ مثل هذا القرار الذي يعد فريداً من نوعه، وخطوة مستقبلية للمحافظة على هوية عكاظ التاريخية، وتعزيز دوره في الانتشار؛ ليصبح عكاظ سفيراً فوق العاده للثقافة العربية في كل أرجاء العالم.        

 

لقد أخذت نايل على عاتقها تحريك الركود الثقافي الرهيب، الذي عجز عن تحقيقه آخرون  لديهم كل مقومات وإمكانيات النجاح، لكن العبرة تبقى في نوع المبادرة ونجاحها في الشكل والمضمون، واختيار التوقيت والمكان المناسبين، ناهيك عن الأفكار والرؤى ودورهما في إثراء الحدث وإضفاء بصمة النجاح عليه، ولقد نجح فريق نايل بامتياز منذ الوهلة الأولى لتبني مشروع مهرجان عكاظ العربي للفنون بحلته الجديدة، وكتب حروفه الأولى من ذهب، وسيقرأ  كل من يتابعنا في الأيام المقبلة عن إنجاز فريد، ونقلة ثقافية نوعية عندما تبدأ فعاليات المهرجان في  ١٨ أكتوبر المقبل ولمدة أسبوع.

 

ويحدونا الأمل أن يكون حجر الأساس للمشروع صلباً ليكتمل البناء وفق المنظور المخطط له، وثقتنا أن يبقى اسم عكاظ منارة للثقافة والمثقفين وشعلة مضيئه لاتنطفي بجهود وعطاء القائمين عليه .