من سقيفة بني ساعدة إثر موت الرسول محمد، حيث تم وضع البذرة الأولى لللعنة الأبدية التي ستضرب المسلمين والعرب، ولا تزال حتى الآن.
لعنة سني/شيعي
وهي كلمة السر والعنوان للأحداث الدموية الرهيبة التي اندلعت في بلاد العرب منذ سنوات ولا تزال، الحروب أساسها مذهبي وتحول إلى سياسي بسبب كراهية مزمنة بين العرب والإيرانيين، وتعود إلى تاريخ قديم بدا منذ احتلال العرب لبلاد فارس.
حروب أساسها مذهبي قومي
وهذا حدث في أوروبا أيضا، حيث استمرت مئتي عام بين الكاثوليك والبروتستانت، وهي طائفة برزت في أوروبا إثر تغيرات نوعية حاسمة فرضت ظهور هذه الطائفة الجديدة، والتي أعادت إنتاج جوهر العقيدة المسيحية من أساسها الأصولي الكاثوليكي، وهو أن المسيحي الحق هو من يتشبه بالمسيح، في المعاناة والمحبة، والمسيحي الحق هو من يعمل وينتج.
حدث هذا التحول الجوهري لسببين، الثورة الصناعية، وحركة الاستيطان والاستعمار الأوروبية، والتي خلقت طبقات جديدة أخذت تنافس الطبقات القديمة وهي الكنيسة الكاثوليكية، والملكيات المستبدة، والإقطاع.
استمرت هذه الحرب مئتي عام، وراح ضحيتها عشرات ومئات الآلاف، ولكنها انتهت أخيرا، ولم تعد مرة أخرى، أما نحن فاستمرت 1500 سنة وتزداد تجذرا وشراسة.
سني/ شيعي
فشل رجال الدين، المتنورون، والمثقفون، والجميع في العالمين العربي والإسلامي في تجاوز هذه العقدة حتى الآن، ولو تم تجاوزها وتمت مصالحة تاريخية بين المذهبين لما رأينا كل هذه المآسي، وكل هذا الدمار.
تجاوزنا التصفية
السنوات الخمس الماضية كانت الأكثر صعوبة في تاريخ الشعب والثورة الفلسطينية، تعرضنا فيها للتهميش وحتى للنسيان، وتعرضنا لما هو أخطر، التصفية والشطب، وكان هذا احتمالا قائما لكننا استطعنا احتواء هذه الضغوط الرهيبة، واستطعنا بصمود أسطوري أن نتجاوز خط التصفية، والآن علينا أن نناقش بهدوء كيف نضع خارطة جديدة لطريق نضالنا، وأخشى أن الانتخابات لم تكن هي المدخل الموفق.
العرب كنت ساخطا عليهم بسبب غبائهم وقلة عقولهم، لكن في الأيام الأخيرة تغيرت مشاعري إلى الشفقة والرثاء، وصارت مشاعري كمن يرى مسكينا معاقا.
الثلاثي غير المرح الإسرائيليون، الإيرانيون، الأتراك ثلاثي تجمعهم الكراهية العميقة للعرب، فالعرب كعكة جاهزة سيتقاسمونها بهدوء.