الحدث- غزة
فاقمت الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة من الأزمة المائية الحادة التي يعاني منها سكان القطاع نتيجة انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة وتدمير عشرات الآبار والبنى التحتية جراء القصف الإسرائيلي الذي طال مناطق واسعة من القطاع.
وتوقفت محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة عن العمل بشكل كامل، بعد أن استهدفت الطائرات الإسرائيلية خزان وقودها الرئيسي خلال الحرب التي استمرت لـ51 يوما.
وأدى استهداف محطة الكهرباء الوحيدة بغزة إلى انقطاع المياه عن معظم مناطق القطاع، نظرا لتوقف عمل آبار المياه، القائم على الكهرباء.
وفي تصريحات للأناضول، قال مدير مصلحة مياه بلديات الساحل منذر شبلاق، إن نسبة وصول المياه في قطاع غزة إلى السكان "منخفضة" وإن هناك العديد من المنازل لا تصلها المياه؛ بسبب انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة عن معظم مناطق القطاع.
وأوضح شبلاق أن "انقطاع التيار الكهربائي عن قطاع غزة سيسبب كارثة بيئية ومائية"، داعيا المجتمع الدولي "للتدخل العاجل لحل تلك الأزمة بشكل نهائي".
وأشار شبلاق إلى أن الحرب الإسرائيلية فاقمت من أزمة المياه والصرف الصحي في غزة، لافتا إلى أن خسائر قطاعي المياه والصرف الصحي بلغت 34 مليون دولار جراء الحرب.
وبين أن إسرائيل خلال حربها على قطاع غزة استهدفت11 خزانا للمياه و26 بئرا، إضافة إلى ثلاث محطات تحلية وعشرات خطوط الصرف الصحي.
ومضى شبلاق قائلاً: "أجبرنا خلال الحرب وبعدها على تصريف المياه العادمة إلى البحر بشكل مباشر دون معالجة، ما سيوقع القطاع في كارثة صحية كبيرة".
ونوّه شبلاق إلى أن 95% من المياه الجوفية في قطاع غزة غير صالحة للشرب، إضافة لوجود عجز كبير في الكميات الموجودة، مشيرًا إلى أن القطاع لا توجد به مصادر للمياه، وأن الدعم الدولي لمشاريع المحطات المتخصصة في تحلية مياه البحر، ومحطات توقف بعد الحرب الإسرائيلية.
ووفق الدراسة التي نشرتها مصلحة مياه بلديات الساحل في ديسمبر/كانون أول العام الماضي، فإن قطاع غزة يعاني من أزمة مياه شديدة تزداد حدتها على المستوى الكمي والنوعي كل عام، فيما وصل انخفاض المياه في الآبار الجوفية إلى أكثر من 12 مترًا تحت مستوى البحر.
ومنذ سبع سنوات يعيش سكان قطاع غزة، وفق جدول توزيع يومي بواقع 8 ساعات فصل للتيار الكهربائي، وفي حال نفاد الوقود تمتد ساعات القطع اليومي إلى أكثر من 12 ساعة.
ويحتاج قطاع غزة لطاقة بقوة 360 ميغاواط لتلبية احتياجات السكان، لا يتوفر منها سوى قرابة 200 ميغاوات.
ويحصل قطاع غزة على التيار الكهرباء من ثلاثة مصادر، أولها إسرائيل، حيث تمد القطاع بطاقة مقدارها 120 ميغاوات، وثانيها مصر، وتمد القطاع بـ 28 ميجاوات، فيما تنتج محطة توليد الكهرباء في غزة ما بين 40 إلى 60 ميغاوات.