متابعة "الحدث" | المواطنون يخافون من "شارع الكفاح" المعتم

 

الحدث-ريم أبو لبن

 

"شارع العتمة"، هو الاسم الوهمي الذي يعرف به "شارع الكفاح" حالياً، والذي يقع مباشرة أمام بلدية البيرة. 

 

بين كل خطوة وخطوة عليك قراءة المعوذات حماية لك، لاسيما وأن عيناك تنشغل بالتلفت يميناً ويساراً؛ لرصد الأفراد المارة والكلاب الضالة،  فكيف لك أن تخرج من منزلك الواقع في شارع " الكفاح" دون أن تتأكد من اكتمال شحن بطارية هاتفك الذكي، فقد تحتاج للإنارة عند العودة ليلاً، فالطريق معتم وبلا إضاءة، ولا تكاد تبصر الشخص القادم من بعيد حتى تتعرقل قدميك بمطبات "حمراء" دائرية وضعت على طول الشارع الواصل ما بين المسجدين في مدينة البيرة، المسجد الكبير "جمال عبد الناصر"، ومسجد العين القريب من بلدية البيرة.

 

 

 

"شارع مرعب"

 

"بعد الساعة 8 يبدأ الرعب في الشارع" هكذا وصفت المواطنة بنان القاسم الحالة التي تصيبها عند المرور من شارع الكفاح للوصول إلى بيت صديقتها الواقع في منتصف الشارع، وتقول لـ"للحدث": "استخدم إضاءة الهاتف الخاص بي عند عبوري الشارع، فلا يوجد إنارة، وقد أتعرض للسرقة في أي لحظة، حتى أنني أتسابق مع الضوء في خطوات سريعة حتى أصل المنزل، ودائما أقول لصديقتي لن أعيد الكرة وأمر من هنا ثانية".

 

ويقال أن العتمة ملاذ للسارق، فقد سرقت العديد من السيارات الخاصة، ولوحات التسجيل "النمر" المخصصة لها، والتي كانت تصطف على جانبي الشارع، حسب ما ذكر سكان المنطقة، وهذا ما أكده عبد الجابر نبوت وهو من سكان شارع " الكفاح". " لقد علقت أمام المنزل عدة كاميرات لرصد حالات السرقات التي كانت تحدث نتيجة عدم وجود إضاءة في الشارع، وقد لقطت عدسات الكاميرا 4 حالات لسرقة السيارات، وهذا أمر كارثي ويدلل على انعدام الأمن والآمان في الشارع، كما أن العديد من الأشخاص تم الإمساك بهم في الأماكن المعتمة، وهم يتعاطون المخدرات، وهذا الأمرقد تكرر لأكثر من مرة".

 

وأضاف نبوت: "لقد تم تعطيل وسرقة الآلة المخصصة لوقوف السيارات عدة مرات، والتي توضع على الطرف الأيمن من الشارع أي الطرف المقابل للمنازل، حيث تصطف السيارات على جانبي الطريق لتزيد الأزمة أزمة".

 

 

 

" ضوء واحد معطل"

 

بالحديث مع مدير بلدية البيرة زياد الطويل، فقد أوضح " للحدث" في اتصال هاتفي أجريناه معه للمرة الثالثة للتأكد من صحة المعلومات التي وردت على لسان أبناء المنطقة، وبعد التقصي الذي أجراه عمال البلدية بعد الاتصالات المتكررة: "لا يوجد أي مشاكل تذكر في إنارة الشارع سوى أن ضوء" كشاف" واحد لا يعمل،   وعدا ذلك فالإضاءة جيدة، وسنقوم بإصلاح الضوء المعطل".

 

" الشارع موقف للفوردات"

 

" الشارع ليس موقفا للسيارات"، هذا ما اتفق عليه سكان شارع الكفاح، فقد ازدادت أزمة الشارع من وإلى المسجدين، مروراً بالشارع المؤدي  إلى مسجد جمال عبد الناصر، بسبب وقوف سيارات نقل الركاب "الفوردات"، والعاملة على خط منطقة سطح مرحبا على رأس الشارع، وقد تظهر هذه الأزمة بشكل واضح أثناء الأعياد والعطل، وكذلك أثناء موعد صلاة الظهر، حيث يتوجه كل من سكان المنطقة لقضاء صلاة الظهر في المسجدين، وهذا ما أكده المواطن جاد جدالله، يقول: "هذه الأزمة هي نتاج إغلاق موقف السيارات قديماً، والذي كان يقلل من أزمة السيارات في الشارع، ولذا من المفضل عمل موقف للسيارات في الساحة الكبيرة المقابلة للمنازل،  بدلاً من استخدامها لرمي النفايات على جوانب الشارع وحرقها".

 

مشهد آخر قد يظهر أمامك عند مرورك من الشارع، هو الدخان المتصاعد من الحاوية والقريبة من السيارات التي تصطف على جانبي الشارع. وقد يستهزئ البعض: "هي تحرق لتنير طريقنا ليلاً".

 

"وفق الاتفاقية الموقعة مع شركة بريكو، فقد تم استئجار الأرض من صاحبها، ومن المقترح وفق الشركة عمل موقف للسيارات وهذا قيد الدراسة"، وقد جاءت هذه الخطوة بالاتفاق مع صاحب الأرض بعد هدم منزله القديم لبناء الموقف، وهذا ما أكده الطويل.

 

"هذا المقترح هو مقترح قديم وليس جديدا، ولم ينفذ بعد"، هذا ما أشارت إليه المواطنة رنا عاهد، وهي صاحبة صيدلية رنا المقابلة لموقف سيارات نقل الركاب "الفوردات"، حيث أبدت اعتراضها على الأزمة التي تحدث أمام الصيدلية، وقالت: "المشكلة في شارع الكفاح، أنه شارع في اتجاه واحد، لذا فالجميع يتخطى القانون ويسارع في النزول من الشارع باتجاه الشارع الرئيسي أي بلدية البيرة، دون رقيب أو حسيب مما يؤدي الى وقوع الحوادث، فهو يسير بعكس السير، وقبل قليل وقع الحادث".

 

كيف لشارع العشاق أن يتحول إلى شارع معتم، وكيف للكفاح أن يحرك بلا نور يرى، وقد يقول البعض، هذا الشارع هو ممر رئيسي للمشاة من الجيش الإسرائيلي المترجل من مستوطنة بيسجوت، ولذا فنحن نحتاج للنور لمجابهة العدو.

 

ويذكر أنه بعد إجراء مقابلات التقرير، وبعد أسابيع من إجراء مقابلة مع مدير بلدية البيرة زياد الطويل، سارع موظفو البلدية في ظل انتخابات البلدية الحالية إلى إصلاح الإضاءة في شارع الكفاح، ولكن ليس بالشكل الكامل، وهناك ما هو معطل، وقد وعد الطويل في وقت سابق بإصلاحه، وبذلك لم تزول العتمة.