الثلاثاء  26 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

باسم خوري: العتب على قد العشم

2016-09-08 11:11:20 AM
باسم خوري: العتب على قد العشم
باسم خوري

 

بقلم: باسم خوري *
 

في ظل هذه الأجواء المفجعة المضرجة بالدماء المخيمة أو بالأصح المطبقة بالكامل على منطقتنا، وفي ظل مشاهد قطع الروؤس لأسباب مذهبية ودينية، تحلم فئة وأنا منهم بالدولة العصرية، دولة القانون والحداثة، ولتحقيق هذا الحلم نعقد أملنا على الحركات والأحزاب التي تستقي وجودها وديمومتها من اللاطائفية ومن الدعوة إلى الحداثة والدولة المدنية.

 

إن ما تقدمه الحركات الدينية اليوم عبر لعبها لجميع أوراقها وخصوصا في عالمنا العربي الذي دخل وبقوة في نفق حالك الظلمة من مشارقه إلى مغاربه نتيجة الحروب الدينية والمذهبية والتي بمحصلتها تدمر أو بالأصح دمرت عالمنا العربي والإسلامي، هذه الهرولة نحو الهاوية تتيح للحركات العلمانية فرصة جديدة لتقديم البديل الذي يتوق إليه الجمهور، من هنا تأتي مأساوية تصريحات قيادي في حركة يعتبرها الكثيرون وتقدم نفسها على أنها ضمير ونبراس الوطن.

 

أنا لست فتحاويا ولكني أعتقد أن موت فتح بتحولها عن علمانيتها ونضالها من أجل الحداثة هو الطلقة الأخيرة في رأسها وفي رأس المشروع الوطني الفلسطيني.

 

من هنا فإن عتبي ليس على جبريل الرجوب الفرد فالانسان خطاء بطبيعته البشرية، عتبي على جبريل القائد وعلى قيادة فتح وقيادة الحركة الوطنية الفلسطينية لتعاملها الخاطئ مع هذا الخطأ. فبدلاً من اعتذار بسيط وتصريح واضح يعيد البوصلة ويعيد توجيه الصراع نحو العدو الرئيسي للحقوق الوطنية والمدنية للشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، نرى تصريحات تقول لنا "بأننا فهمنا خطأ".

 

وهل من حق أي شخص مصادرة حق أي كان بالاختيار لمن يصوت له مسيحياً كان أم مسلماً؟

 

هل هزيمة فتح في غزة أو الخليل كان بسبب الصوت المسيحي؟

 

نحن الآن على أعتاب انتخابات محلية في الضفة وغزة، وخلال الأشهر الماضية عملت حركة فتح على لملمة صفوفها وطرحت نفسها كإطار جامع.

 

فهل المطلوب بقصد أو بدون قصد هو تكرار ما حصل عام 2006 عندما لم يجد غالبية الشعب الفلسطيني بفتح عنواناً مناسباً ليتخذه.

 

 

 

* لاجئ من قرية المجيدل الجليلية و مواطن مقدسي