ترجمة الحدث - أحمد بعلوشة
بحسب موقع BBC فإن البنوك التقليدية في إفريقيا تعجز بنسبة 80% عن امتلاك الأشخاص حسابات بنكية للمعاملات المالية الرسمية، لذلك فإن خدمات الهواتف المحمولة ومواقع الويب تكثف جهدها لملء هذه الفجوة. والأكثر من قضية الخدمات المالية الإفريقية، هناك "M-Pesa"، المنصة التي انتشرت بنجاح في خدمات "الموبايل البنكي" والتي أًطلقت عام 2007.
على سبيل المثال، فإن "المقرض البنكي الاجتماعي" ينظر لصفحات المستخدمين الإلكترونية لتقييم جدارتهم الائتمائية. واحدة من المشاكل التي يواجها المقرضون هي استحالة الحصول على معلومات كافية عن الناس، إذاً فإن الهواتف والويب أثبتت أنها جمعت ذلك بوسائل جيدة.
ويستخدم "المقرض الاجتماعي" خوارزمية محددة لتخصيص نقاط لسمعته عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي يهتم بأن تصل لكل مستخدم، حيث يتصرف كحكم للتحقق من مصداقيتهم.
وتقول "مؤسسة المقرض الاجتماعي" فيث أديسموا بأنه تم تصميم هذه الحالة لسد الفجوة للأشخاص الذين يمتلكون وصولاً محدوداً للخدمات الائتمانية الرسمية، حيث تمنح القروض المضمونة للمستخدمين عبر حساباتهم الشخصية وشبكة الإنترنت الخاصة به، ما يسمح للمستخدم بالاقتراض من البنوك أو المؤسسات المالية الأخرى، بناءً على سمعته الإلكترونية.
ويتملك المقرض الاجتماعي أكثر من 10.000 مستخدم مسجلين يحصلون على قروض بقيمة تبلغ 10 آلاف نايرا، بفائدة إضافية لا تصل إلى4%. ويمكن للمستخدمين سحب القروض بواسطة الحسابات البنكية أو الهواتف.
ويضيف أديسموا بأنهم قد أصلحوا مشكلة التكاليف الباهظة لخدمات السوق، التاريخ المالي الغير مؤهل، بطاقات الائتمان التي لا يعتمد عليها، إضافة لعدم وجود ضمانات لأولئك الذين يساهمون في المؤسسات المالية التي تخدم هذا السوق.
وتساعد الهواتف وتكنولوجيا الويب أكثر من 30 مليون إفريقي يعيشون في الخارج على إرسال الأموال إلى بلادهم بشكل أفضل، حيث يرسل المغتربون من الأفارقة أكثر من 40 مليار دولار لبلادهم سنويا، لكن المقابل ليس جيداً، حيث قرر البنك العالمي أن على الأفارقة دفع 9.74% ضريبة على كل عملية تحويل للأموال مثل "ويسترن يونيون" و"موني جرام".
ويحدث تحدٍ الآن بين هذه الشركات العملاقة وشركات ناشئة تتميز بسرعتها، ومنهم شركة ريدكور الأوغندية التفاعلية، والتي تمكن الناس من إرسال أموالهم للأقارب والأصدقاء في أوغندا وكينيا وروندا بضغطة زر على هواتفهم المحمولة.
ويقول مؤسس الشركة بأن إرسال الأموال من وإلى إفريقيا مكلف للغاية، لكننا قمنا بحل المشكلة ببناء مثل هذه الشركات، والتي تجعل أنظمة تحويل الأموال عبر الهاتف أكثر قابلية في جميع أنحاء القارة.
ويبدو أن نماء هذه الشركات يشكل تهديداً للبنوك التقليدية في أفريقيا، لكنها لا تبدو كنتيجة مكلفة لذلك. وبالتحدث إلى رجال الأعمال، فإنهم سيقولون بأن عمل هذه الشركات يعد مكملاً للبنوك التقليدية المعمول بها، ولا يشكل تهديداً لهم، في الواقع، العديد من البنوك يساهمون في نشأة هذه الشركات ومساعدتها.
هذا هو التفاعل بين التكنولوجيا الجديدة والشبكات المصرفية القومية والتي تمكّن ملايين من الأفارقة من الوصول للخدمات المالية التي هم بأمس الحاجة لها.