الحدث- الأردن
معرض فن لـ غزة، الذي افتتح في بيت الفن-ضاحية الامير راشد في عمان، الذي يضم اعمال 16 فنانا وفنانة من الشباب، بالرسم والصوره والجرافيك، التي من خلالها يتم التعبير فنيا، عن العدوان الصهيوني الاخير على غزة، ويقول المصور عامر سويدان، ان الفكرة بدات اثناء العدوان على غزة، وعن الوسيلة التي يمكن ان نشارك بها، وبالطبع فان الفن هو احد وسائل التعبير والاحتجاج والمقاومة، وان لدينا الايمان بالقدرة على التغيير، ومن هنا تم البناء على الفكرة، والتواصل مع الفنانين، لجمع اللوحات، وبيعها لصالح غزة.
المعرض بمجمل لوحاته، يعكس رؤية كل فنان لما دار في غزة، حيث كل فنان استخدم ادواته الابداعية، لتحقيق شمولية الدلالة للمعرض، حيث ان الاعمال المعروضة، تم انجازها خصيصا لمعرض فن لغزة.
الفنانة نور الطاهر، عبرت عن غزة من خلال عيون ووجوه الاطفال، ورؤيتهم، وانفعالاتهم، حيث استخدمت الخطوط البسيطة، والعفوية والمعبرة.
اما ياسمين عياشي، فقد اعتمدت المزج ما بين الهندسة الافريقية المعروفة، مع الزخارف الفلسطينية، فيما عبرت فرح حجازي عن حالات من الفرح والامل، وان هناك فضاء لايزال لنا، برغم كل قتامة الحاضر.
مايك دردريان، الذي يوقع باسم سردين، استخدم تقنية جديدة، تتمثل بتوظيف اسكتشات المكان في غزة، من بيوت وعمارات، ومساجد وكنائس، والعاب اطفال، وصياغتها بشكل حروف يجمعها، لتكون مفردة ذات دلالة، حيث لوحتين، الاولى باسم غزة، والثانية باسم فلسطين، واللوحات تحمل دلالات ثبات المكان، وبقاء الانسان، والجذور العميقة للانسان الفلسطيني في ارضه، من خلال رص هذه المداميك المتماسكة، التي تشع فيها الحياة، وان كل هذا الاحتلا هو طارئ، على الارض الفلسطينية، وهو حتما الى زوال، وله لوحة اخرى، مزج فيها ما بين خارطة فلسطين، وشخصية اسطورية، جسدتها السينما، تحمل دلالة ان هناك في الافق، من هو قادم لتحرير فلسطين.20141001
اما تسنيم العمري، ومن خلال ثلاث لوحات، فانها تحاول ان تعطي دلالة للنظرة، نظرة واثقة، تحمل داخلها روح التحدي، وعدم الخوف، برغم كل هذا الدمار الذي يحيط بالمكان، فهذا الطفل الذي ينظر بثبات الى ما خلفته الحرب، من قتل وتشريد، ودمار، لكن المنظر لا يرعبه من الداخل، وهو يحمل الارادة والاصرار، التي تدفعه للانطلاق للمستقبل.
حسام دعنا، يلامس الموضوع، ولكن باسلوبه، وبثلاث لوحات، فهناك لعبة اطفال"دبدوب"، وبندقية، ونصف صورة لشاب، من ضحايا الحرب، قطعت ذراعه، وبالتالي كانه يقدم دورة لحياة في غزة، اطفال، يكبرون، يحملون البدندقية بوجه الاحتلال، وحكما هم انفسهم، ضحايا للاحتلال البغيض.
بسمة حمدالله، لها لوحات بعنوان انماط من الوجود، ومبدأ عملها قائم على الفك والتركيب، الامر الذي يحيل المتلقي الى فضاءات التأويل، فهي تاخذ واحدة من المفردات الفلسطينية التي لها علاقة بالهوية الفلسطينية، وهي المطرزات، والكوفية، حيث تقوم بتفكيك العناصر الاساسية، المتعارف عليها، ومن ثم اعادة تركيبها ضمن عدة مقترحات فنية، وخلق انماط جديدة، مختلفة في التشكيل، وتنتمي الى روح المفردة الاصلية.
ليلى دمشقية، ومن خلال لوحتيها، تمزج فيهما ما بين الصورة والرسم، حيث صورة مقلوبة من غزة، ويحتل الطفل، وسط اللوحة، هؤلاء الاطفال الذين يمارسون طفولتهم، ويلهون بالعابهم، -كما هو مفترض-، الا ان الطفل الفلسطيني، سرق الاحتلال طفولته، وضيق عليه مساحته، وجعله دائما مشروع شهيد، فهو لا يعيش حياته العادية، اسوة باطفال العالم، لان الاحتلال الصهيوني، جعل حياة الاطفال كوابيس متلاحقة، والدم والدمار والقتل، حالة دائمة تحت نظر الطفل في غزة غزة، طوال الوقت.
شادي عيدة، يوثق للشهداء الاطفال من غزة بطريقة مبدعة ومؤثرة، في خمس لوحات، باسماء خمسة شهداء، حيث بحث عن اخر قطعة ملابس كان يرتديها الاطفال الخمسة، وبحث عن قطع مشابهة، وصمم لوحاته بحيث تكون هذه الملابس التي يفترض ان يفرح ويلعب ويلهو بها الطفل الغزي، هي اخر مالامس جسده قبل ان تصله رصاصة صهيونية حاقدة، او شظية، او يتهدم عليه بيت، او مدرسة، ويوثق اسم الطفل الشهيد وعمره، وعنوانه، وهو بذلك يطرح سؤالا جارحا، ومليئا بالمرارة، عن مفهوم الحياة، والطفولة.
اما بشار علاء الدين، في لوحاته فيسقط الضوء على جوانب من الكوفية الفلسطينية، حيث اللون الاسود يجلل اللوحة، لكن الكوفية تمثل اضاءات فيها.
وتشارك ناديا بسيسو بخمس لوحات فوتوغرافية من مخيم البقعة، فيما يشارك ليث المجالي بلوحة، لرجل يجلس الى جانب شواهد قبور، مرقمة، وكل شاهد مكتوب عليه غزة. وكذلك رنيم الداوود تشارك بصور فوتوغرافية من مخيم الزعتري، لنماذج وحالات انسانية تعيش في المخيم، كنوع من مقاربة الحال مابين اللجوء السوري، والحياة في غزة.
المصور عامر سويدان، في لوحاته يمزج صور اشخاص، مع صور ماخوذة من الدمار الذي خلفه الصهاينة في غزة، مع التركيز على منطقة الرأس في اللوحة، وهو يراعي توزيع الصور، كل واحدة بما تحمله من دلالات على الرأس، وهو جهد كبير، ورؤية ابداعية، تضيف شيئا جديدا للفن.
المعرض، بيعت منه لوحات كثيرة، والريع كاملا لاهل غزة، ولا بد من الاشارة الى انه لو لم تتم اضافة بعض اللوحات، من خارج اطار العنوان، لكان ذلك افضل، لانه ليس هنا مكانها تماما، واقصد تلك الصور من مخيم البقعة والزعتري، التي جاءت خارج السياق، حتى لو راى بها بعضهم، صلة مابين حياة غزة، وبعض المواقع في الخارج.