الحدث- هبة بربار
ازرقت شفاه الأسير مالك القاضي البالغ 20 عاما وبردت أوصاله و"قرقرت" معدته واخترقت أنابيب العلاج القسري جسده النحيل، وهو بالكاد يستطيع التقاط أنفاسه ,يتنفس اصطناعيًّا، وأمه تنتظر بأن ينتفض اصبعه بحركة؛ لتدرك أنه مازال على قيد الحياة.
الأسير مالك المضرب عن الطعام لليوم 75 على التوالي، استفاق من غيبوبته بعد ثمانية أيام على أمل الانتصار في معركة الأمعاء الخاوية.
"أستمد قوتي من ابني مالك".هكذا عبرت يسرى محمد القاضي والدة الأسير مالك القاضي، ووصفته بالإنسان الهادئ، الشجاع، الصبور.
وأضافت القاضي بأن ما يميز مالك "كل الصفات الطيبة، فهو مطيع لربه أولا و من ثم لوالديه، ويحترم الجميع".
وفي قرية هندازة شرق مدينة بيت لحم عاش الأسير مالك القاضي الذي مازال في ريعان شبابه وتعلم في مدرسة ذكور العبيات الثانوية، ليلتحق في جامعة القدس أبو ديس ويتخصص الإعلام .
47 يوماً تفصل بين اعتقاله الإداري الأول واعتقاله الإداري الثاني، حيث اعتقل في المرة الأولى لمدة 4 أشهر، وأعادت قوات الاحتلال اعتقاله للمرة الثانية في 22 مايو من العام الجاري، ليتم تحويله للاعتقال الإداري دون أن توجيه أي تهمة له.
و بحسب أطباء مشفى ولفسون فإن الأسير يعاني من ضعف عام في جسده وبالتحديد ضعف في عمل عضلة القلب ولا يستطيع الكلام إلا بصعوبة بالغة، وأنه مهدد بالدخول في غيبوبة مجدداً بسبب الضعف في عمل عضلة القلب.
وأكدت محامية الأسير أحلام حداد في بيان صحفي وصل لـ"الحدث" نسخة منه في وقت سابق، أن مالك لا يزال يمتنع عن أخذ الأدوية والعلاجات، الأمر الذي يفاقم من حالته الصحية، إذ يعد من أصغر الأسرى الذين يخوضون معركة الإضراب عن الطعام، ولعل خلف إضرابه عن الطعام حرية تنهي إضرابه وتكسر تعنت الاحتلال؛ ليعود مستكملاً حياته بصورة طبيعية.