الحدث- غزة
انتشرت مؤخرًا في قطاع غزة، ملاعب معشبة صناعيًا، أعادت البريق للحياة الرياضية التي تعاني كثيرًا جراء الحصار والحروب الإسرائيلية المكررة.
وعلى ملعب اكتست أرضيته بالعشب الصناعي في نادي الهلال الرياضي، غربي مدينة غزة، يستعد لاعبو كرة القدم، بخفة ومهارة، لخوض إحدى المباريات الودية.
مدير النادي مؤيد أبو عفش، يقول إن "الأندية في قطاع غزة، باتت تعتمد كثيرًا على الملاعب المعشبة صناعيًا".
ويضيف أبو عفش، أن "الملاعب بغزة تفتقد إلى المواصفات الرياضية المطلوبة، لهذا باتت الملاعب المعشبة بطريقة صناعية الأفضل للتدريب، خاصة للمبتدئين، مثل الأطفال والناشئين، إذ يتيح لهم العشب الصناعي تعلم اللعب بشكل احترافي".
ويؤكد أن الملاعب المعشبة صناعيًا، تتميز بسهولة تناقل الكرة بين أقدام اللاعبين، مقارنة بالملاعب الصلبة (الأسمنتية أو الأسفلت)، أو الطينية، لافتًا أنها "أكثر أمانًا، خاصة للفتية الذين يتخذون من الساحات والشوارع ملاعب لهم".
وفي شوارع قطاع غزة المحاصر إسرائيليًا منذ عام 2006، لا يكاد يخلو مشهد لفتية وأطفال وحتى شبان، وهم يتناقلون بين أقدامهم "الساحرة المستديرة" و"معشوقة الجماهير"، كرة القدم.
محمد المطاوع (25 عامًا)، شاب يجد في لعب كرة القدم متنفسًا للهروب من أجواء الحصار، وغياب وسائل الترفيه.
ولطالمًا لعب برفقة أصدقائه في الشوارع، والساحات الرملية، غير أنه تعرّف على الملاعب الصناعية التي قال إنها تبدو أكثر أمانا ومتعة، مضيفًا للأناضول: "أن تركل الكرة على ملعب معشبًا صناعيًا، يبدو وكأنك في ملاعب عالمية".
وإلى جانب تميز الملاعب الصناعية بأنها توفر الأمان للاعبين أثناء اللعب، تتمتع بمزايا اقتصادية، إذ لا تحتاج إلى الريّ واستهلاك المياه، التي يعاني قطاع غزة من شح كبير في كمياتها.
أحمد أبو عومير (24 عامًا)، يرى هو الآخر في الملاعب الصناعية، "فرصة للعب بصورة أفضل بعيدًا عن الشوارع، وأماكن الخطر".
يضيف أبو عمير "لقد أعادت لنا الحيوية (..) بدأت في الآونة الأخيرة تنتشر الكثير من الملاعب المعشبة، أسعارها استئجارها جيدة تناسب الجميع، الساعة بنحو 20 دولارًا، نقوم بتقاسم المبلغ على كافة المجموعة".
وبدأ رجال أعمال في إنشاء ملاعب صغيرة معشبة صناعيًا، وفتح أبوابها بأسعار رمزية أمام الهواة واللاعبين لقضاء أوقات فراغهم.
وتقول الأمم المتحدة إن 80٪ من سكان قطاع غزة يعتمدون في معيشتهم على المعونات، وأن نحو 43٪ يعانون البطالة من إجمالي عدد السكان الذي يقدر بنحو مليوني نسمة.
وعلى العشب الصناعي يؤكد أنه يلعب برفقة أصدقائه براحة، ويجد متعة أكثر في ساعات الليل حيث يتم اللعب تحت الأضواء الكاشفة.
ويتابع أبو عمير بالقول "ننطلق بكل ما لدينا من طاقة وحيوية، دون خوف أو إي إصابة تحل بنا، تعرضت للإصابات كثيرًا أثناء لعبي على ملاعب رملية، ولكن اليوم لا للإصابات على الملاعب المعشبة صناعيًا".
ويصف إبراهيم أبو سليم، نائب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، الملاعب المعشبة صناعيًا بأنها "سابقة نوعية".
ويقول: "كثير من الأندية بدأت تتجه نحو الملاعب المعشبة صناعيًا، ومن شأن هذه الظاهرة النهوض بكرة القدم، وتوفير الفرصة للفتية والناشئين لإظهار مواهبهم الكروية".
وأكد أبو سليم أن قطاع غزة، يحتاج إلى تطوير في البنية الرياضية، ومساعدة الأندية، وتطوير القدرات الفنية للاعبين، لافتًا أن "الفيفا قام بتمويل 20 ملعبًا معشبًا صناعيًا، ونأمل أن يتم إنشاء مدارس كروية مجهزّة بكافة المستلزمات الرياضية والفنية".
وأنشأ الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، عقب الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة صيف 2014، 20 ملعبًا معشبًا بطريقة صناعية، بمبلغ مليون دولار أمريكي.
ويوجد في غزة 5 ملاعب رئيسية تعرضت خلال الحروب المتكررة الإسرائيلية (3 حروب خلال 6 سنوات) للتدمير والأضرار الجسيمة.
وخلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة صيف 2014، دمرت (إسرائيل) 30 منشأة رياضية (ملاعب، أندية، وصالات رياضية) بشكل كلي، وفق وزارة الشؤون والرياضة الفلسطينية.
وتقول أندية ومؤسسات رياضية، إن من بين شهداء الحرب الأخيرة على غزة ، 32 رياضيًا، وتجاوزت الخسائر التي لحقت بقطاع الرياضة 3 ملايين دولار، وفق إحصائيات رسمية.
ويتهم مسؤولون رياضيون فلسطينيون، السلطات الإسرائيلية بعرقلة الأنشطة الرياضية في قطاع غزة، إلى جانب استهداف الملاعب والأندية. -
المصدر: وكالة الأناضول