الثلاثاء  26 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

عمالة بالفطرة/ بقلم: أحمد زكارنة

2016-09-22 12:13:08 PM
عمالة بالفطرة/ بقلم: أحمد زكارنة
أحمد زكارنة

 


المسافة بين المغامرة والمقامرة، تشبه كثيراً رحلة المرء بين المهد واللحد، من جهة خروجنا من المهد بأرواح ناصعة البياض، وتحوّلها السريع إلى أرواح تحمل بعضها من الشر أضعاف ما تحمل من الخير، بينما الناس في تزكية أنفسهم كل حسب جهده واجتهاده، مرة أمام الناس، وأخرى أمام الله.

 

يجملها في الأولى، وتفضح في الثانية. فهناك من يغذي بقاءه بالنفاق والدجل والمكر والجشع والكذب، وهناك من يسيج وجوده بالمحبة والتواضع والرحمة والجرأة في الحق، والأرض دائمًا عطشى للحرث وإن أصابها داء التنافر.

 

من هنا علينا التمييز بين كل المتناقضات، بين الحق والباطل، بين المحب والحاقد، والمغامر والمقامر، والمنافس والعدو، والفاسد والمصلح، خاصة فيما يخص الذاكرة الجماعية في حضرة صراع ما زال مشرعاً على كافة أسئلة المسألة الوطنية سياسيا وثقافيّا واجتماعيّا.

 


فأن تكون فاعلا، يعني أن يكون لك أعداء، وأن تصبح مؤثراً يعني أنك ستجد من يضع العصا في الدواليب، أن يراك الآخر قوياً، سيحاول أن يغدر بك ضعفاء النفوس، أن تعمل للكل، ستجد سهام الخيانة من الفرد، محاولاتك أن تكون وطنياً لا ترى فصيلك أو حركتك إلا من خلال الوطن، فاعلم أن تلك المحاولات تستفز كل العملاء، والعمالة نوعان، الأول عميل مباشر للاحتلال وهو العميل الظاهر، والآخر عميل بالفطرة تصرفه لا يخدم إلا الاحتلال، وهو العميل الباطن، الأسوأ والأضر في آن.

 

هنا عليك إما أن تصمد فتبقى أنت كما أنت، وتربح وطنيتك وإنسانيتك، وإما أن تكون من المشبه بهم رجالا كانوا أم نساء... فاختر أين تكون.