الحدث - مصطفى حبوش
توجه الآلاف من الفلسطينيين في أنحاء قطاع غزة، فور الانتهاء من صلاة عيد الأضحى، صباح اليوم السبت، إلى المقابر لزيارة قبور ذويهم الذين قتلوا خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع، بحسب شهود عيان.
ويحرص المئات من الفلسطينيين في قطاع غزة، على زيارة المقابر خلال أيام العيد، حيث تبدأ الزيارة من ساعات الصباح الباكر، وخصوصاً بعد صلاة العيد ''مباشرة''، حيث يتوجه الرجال والنساء والأطفال لقبور فقدائهم لقراءة القرآن الكريم عليها.
ولكن المقابر في غزة ازدحمت هذا العام بشكل غير مسبوق، بسبب رغبة آلاف الفلسطينيين زيارة قبور ذويهم الذين قتلوا خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة.
وتوصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي في 26 أغسطس/آب الماضي إلى هدنة طويلة الأمد، برعاية مصرية، أنهت 51 يوما من الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي تسببت بمقتل 2159 فلسطينياً، وجرح أكثر من 10 آلاف آخرين، وتدمير نحو 9 آلاف منزل بشكل كلي و8 آلاف منزل جزئيا.
وفي جولة لمراسل "الأناضول" على مقابر القطاع، قالت الفلسطينية فاطمة عبد الخالق: "جئت هنا لزيارة قبر ابني محمد الذي استشهد في الحرب الأخيرة، فهذا هو العيد الأول الذي يمر علينا وهو غير متواجد بيننا".
وأضافت عبد الخالق "أشعر بحزن بالغ لحلول عيد الأضحى دون أن يزورني ابني الأكبر محمد ويهنئني بالعيد، لذلك جئت لزيارة قبره لقراءة القرآن والدعاء له".
أما الفلسطيني، زهير الهندي الذي جاء لزيارة قبر والدته التي قتلت في الحرب الإسرائيلية الأخيرة، فيعتبر زيارة قبر والدته في العيد نوعا من البر لها، قائلا "منذ الصباح الباكر تجهزت لزيارة قبر والدتي لقراءة القرآن والدعاء لها فهذا نوع من البر بالإضافة إلى كونه عادة قديمة لدى الفلسطينيين".
وعلى صخرة صغيرة قبالة قبر والدها جلست الطفلة هبة سعيد (8 أعوام) ترفع يديها إلى السماء تدعو الله أن يجمعها به.
وتقول سعيد لمراسل "الأناضول": "لن أحتفل بالعيد هذا العام فلم يشتر لي بابا ملابس جديدة وهدم منزلنا لذلك جئت إلى المقبرة لزيارة قبره وقراءة القرآن والدعاء له لعل الله يجمعني به في الجنة".
وهذا العيد الأول الذي يمر على الفلسطينيين في قطاع غزة بعد الحرب الأخيرة، ولم يكن بوسع سكان القطاع الاحتفال بعيد الفطر، الذي تزامن قدومه (في 27 يوليو/ تموز) مع الحرب الإسرائيلية.
وأطلق أهالي قطاع غزة مصطلح (عيد شهيد) على عيد الفطر؛ لقسوة الحرب الإسرائيلية، آنذاك، والتي أحالت المدن والشوارع، إلى أماكن مهجورة.
الأناضول