الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص "الحدث"| بعد التأجيل المتكرر هل تُنفذ الانتخابات المحلية في الضفة دون غزة؟

2016-09-26 02:57:28 PM
خاص
صورة ارشيفية

 

الحدث- محاسن أُصرف

 

بعد أن ساور الأمل الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية بإيجاد حالة من اللحمة السياسية بتنفيذ الانتخابات المحلية في شطري الوطن خلال الثامن من تشرين أول/ أكتوبر القادم، جاءت الطعون التي قُدمت في قوائم فتح في قطاع غزة لتقصف جبهة الأمل بالوحدة وعززتها تاليًا المحكمة العليا في رام الله بقرار في 8 أيلول/ سبتمبر بوقف إجراء الانتخابات وتأجيلها قليلًا لحين إعادة النظر في القرار يوم 21 من ذات الشهر، لكن جاء القرار بما لا تشتهي الأنفس وأُرجأ النظر في قضية إجراء الانتخابات إلى 3 تشرين أول/ أكتوبر القادم، الأمر الذي يستحيل معه إجراء الانتخابات في موعدها المحدد خلال الثامن من الشهر ذاته، وأفضى التأجيل المتكرر لإجراء الانتخابات المحلية إلى إثارة حديث في الأوساط الفلسطينية بإمكانية إقدام الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس على إصدار قرار بتنفيذ الانتخابات المحلية في الضفة الغربية دون غزة، أملًا منه في ترسيخ شرعيته السياسية هناك، وأكد محللون سياسيون أن الأمر غير مستبعد ومتوقع لكن نتائجه لن تكون مقبولة لدى الفلسطينيين في قطاع غزة، باعتبارهم حرموا من التعبير عن رأيهم ولم يتمكنوا من اختيار من يُحقق مصالحهم.

 

ويُشير "طلال عوكل" المُحلل السياسي من قطاع غزة إلى أن إمكانية إجراء الانتخابات المحلية في الضفة الغربية بدون غزة واردة، مؤكدًا أنها في العام 2012 جرت منفردة في الضفة، وبالتالي "لن تكون بدعًا جديدًا" حسب قوله، وأضاف أنه في استمرار التأجيل لقرار المحكمة العليا بشرعية القضاء في غزة من عدمه والقبول بالطعون المُقدمة في قوائم حركة فتح هناك احتمالان إما أن تُقر المحكمة العليا بعدم شرعية القضاء، وبالتالي تُجرى الانتخابات في الضفة دون غزة، أو أنها تعمد إلى تأجيل إجراء الانتخابات حتى إشعارٍ آخر لحين تحقيق خطوات إيجابية على طريق المصالحة الوطنية وتشكيل حكومة موحدة، ويرى "عوكل" أن القرار أيا كان سيكون محط اعتراض من قبل الفصائل الفلسطينية والقيادات التي ترى بأن إجراء الانتخابات خطوة حقيقية على طريق إعادة لحمة الوطن، وفيما يتعلق بالمواطن الغزي، أكد "عوكل" أنه يبدو غير مكترث كثيرًا بالانتخابات ولا نتائجها مُرجعًا ذلك إلى حالة الحصار والانقسام الموجودة والتي لن تُمكن المواطن من الحصول على خدمات أفضل من التي كانت بل ستزداد سوءًا- وفق تعبيره-.

 

الأفضل انتخابات موحدة ويُفضل المواطنون في قطاع غزة إجراء الانتخابات بالتوافق بين الضفة العربية وغزة والقدس الشرقية أملًا منهم في الحفاظ على الوحدة الجغرافية للشعب الذي ذاق ويلات الانقسام على مدار عقد كامل من الزمن وما زال يرنو إلى بصيص حرية يلئم جرحها النازف، ويقول المواطن أحمد عدنان 37 عامًا :"كفانا انقسام وكفى الفصائل الفلسطينية تجاذب سياسي يهدر حقوق المواطن وينهي أي أمل بالإصلاح" ، وتابع أن إنجاح الانتخابات يتطلب أولًا نزع ثوب الانقسام ولبس ثوب الوحدة ومن ثم الذهاب إلى انتخابات شاملة رئاسية ومحلية وتشريعية من شأنها أن تُعيد بناء الوطن الفلسطيني وتُنهي ندباته.

 

وفيما يتعلق بتنفيذ الانتخابات في الضفة دون غزة، أكد الرجل أن الأمر غير مستبعد لكن نتائجه وخيمة – وفق قوله- وأضاف أن تنفيذه سيعمل على تعميق الانقسام ويُمكن أن يُفضي بقيادة حماس في غزة إلى فرض سيطرتها وتعيين قوائمها المرشحة. ويتمنى الرجل ألّا يحدث ذلك، وأن تُقر المحكمة العُليا إجراء الانتخابات بالتوافق بين غزة والضفة الغربية، أو تأجيلها لحين تحقيق المُصالحة الوطنية. شدٌ وجذب واعتبرت حماس فرضية إجراء الانتخابات المحلية في الضفة الغربية فقط دون غزة، أمرًا في غاية الخطورة وينسف كافة الجهود الرامية للمصالحة وتحقيق الوحدة الوطنية، وفي هذا السياق يقول فايز وردة ممثل حركة حماس في لجنة الانتخابات المركزية أن إجراء الانتخابات منفردة في الضفة سيُعزز الانقسام وأكد أن حماس لن تُشارك في انتخابات الضفة دون غزة، ويرى بضرورة تأجيل الانتخابات لحين توافر الظروف المناسبة لإنجاحها من حيث التوافق الوطني والوحدة.

 

فيما اعتبر أمين مقبول أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح أن إجراء الانتخابات المحلية في الضفة منفردة بعيدًا عن غزة أمرًا عاديًا ووارد جدًا تنفيذه، مستبعدًا أن ترسخ الخطوة الانقسام بين الضفة وغزة باعتبار الانتخابات محلية وليس تشريعية أو رئاسية، وشدد على ضرورة أن تلتزم حماس في غزة بقرارات المحكمة العليا وعدم القيام بتعين قوائمها في الهيئات المحلية لأنها غير معترف بها من قبل السلطة الفلسطينية.