الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ذلك الخيط/ بقلم: نجاة نصر فواز

2016-09-30 01:02:08 PM
ذلك الخيط/ بقلم: نجاة نصر فواز

 

ذلك الخيط الذي يتدلى من طرف ثوبي أُمي.
هو كسرة الخبز الباقية من رائحة الوطنِ.


خذه لتصنع منه خيوطا لطائرة صغيرك الورقية
أحمله عني، وأربط به الطائرة.


أصعد سطح الجيران،
أُنثر الورق صوب الريح.


أجمع عن وجهها الرحيل.
وألقي القبض على الصمتِ.


أُكتب رسائلكَ من عطر حبيبتك.
وأبتسم، أبتسم لصفير الريح.


قُل لها ": خذي رحيلك وأرحلي.
أرحلي أيتها الريح فلا بذار عندي تكفي.


أو قُل لها": لا ماء بالبئر.
تُصدق الريح رواية العشاق وتخجلْ


تُحبُ الريح حكايات العشق وتخجلْ
أنهض سريعا، وأصعد التلة البعيدة


أنتظر الريح دُلها على دربك
أنفض عنكَ غُبار الفرح المؤجل وأفرح
الريح ستحمل عنك الحكايات.


حكايات الخبز ونار التنور
عطر أُمك وثوب أُمي.


أُمكَ جارة النافذة وأبنة الريح
وأُمي وسادة الأرض
هل تنام الأرض؟


تفترش الأرض الفضاء وتحلمُ
تحلمُ بالطائرة الورقيةَ


تحلمُ الأرض بقصص الصغار
والفرح المؤجل وحكايات العشاق


لا تزالُ أُمك تسكنُ النافذة
وتفترشُ الأرض، وتتغطى بغيمة عابرة


لا تزالُ أُمي تشدُ لقلبها الخيط المتدلي
وتُمسكُ الطائرة الورقية حلما بالأرض


قُل للريح": خُذي رحيلكِ وأرحلي
أجمع عن وجهها الحكايات والذكريات


وأنثرها صوب الفضاء
حيث أُمي تُمسك خيط الطائرة


وأُمكَ تُعدُ قهوة الصباح من تراب
وتحرسُ كسرة الخبزِ وتبتسم


قُل للريحِ": خُذي رحيلك،
وأعيدي لي حلمي وصغيري
وقهوة أُمي والنافذة


لا بذار عندي تكفي ولا ماء
وأصعد صوب التلة البعيدة


أُنثر حكايتك حلما وطائرة ورقية
خيطها يتدلى من طرف ثوب أُمي
وهو يرتشفُ قهوة أُمكَ، ويبتسمُ.