الحدث- وكالات
أصدرت وكالة الطاقة الدولية تقريرين قبل بضعة أيام، يفيدان بأن الطاقة الشمسية ستغدو أكبر مصدر للكهرباء في العالم خلال العقود القليلة المقبلة.
كما ناقش التقريران حجم التحسينات والسياسات التكنولوجية اللازمة، لجعل الطاقة الشمسية تحتل جزءاً كبيراً من إنتاج الطاقة في العالم بحلول عام 2050. وتصرح الوكالة بأنه في الوقت الذي انخفضت فيه تكاليف تركيب النظم المتعلقة بهذا النوع من الطاقة وتجهيزاتها بشكل ملحوظ في السنوات الـ5 الماضية، فإن استمرار ذلك يؤشر إلى احتمال حدوث هذا التوقع في عام2050.
وتدعو المجموعة أيضاً إلى مجموعة سياسات متسقة، لبناء سوق متكاملة للتقنيات الجديدة.
فيما تستحق التقارير الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية، أن يؤخذ بها على محمل الجد؛ فهي منظمة تمثل 29 دولة، ولديها سياسات واضحة حول تعزيز تنمية الطاقة النظيفة. كما أنها تقدم من خلال برامجها نوعين من تقنيات الطاقة الشمسية، يمكن أن يشكلان معاً 27٪ من إنتاج الكهرباء في العالم بحلول المدة نفسها. فالتقنية الأولى عبارة عن مجموعة من أشباه الموصلات، لتحويل ضوء الشمس إلى كهرباء.
وهي على شكل ألواح شمسية كالتي نراها اليوم على بعض أسطح المنازل.
أما التقنية الثانية، التي تسمى الطاقة الشمسية الحرارية المركزة، فتستخدم المرايا أو العدسات لتركيز أشعة الشمس المباشرة وتسخين السائل– الذي قد يكون ماء أو مركباً صناعياً- لتوليد البخار الذي يعمل هذا على تشغيل مولد توربيني لإنتاج الكهرباء. وترى الوكالة أن هذه الرؤية يمكن أن توفر للعالم 4.600 غيغاواط من ألواح الطاقة الشمسية، و1000 غيغاواط من محطات توليد الطاقة الحرارية الشمسية المركزة بحلول عام 2050
. وتعد الألواح الشمسية أكثر شعبية من الطاقة الشمسية الحرارية المركزة، ويعود ذلك جزئياً إلى أنه يمكن وضعها على أسطح المنازل أو في حقل كبير مثلاً، فضلاً عن أن أسعارها باتت مناسبة أكثر، إذ انخفض متوسط سعر الألواح الشمسية منذ عام 2010 بنسبة 64٪ في أميركا، التي تعد أحد أكبر أسواق الطاقة الشمسية، وفقاً لجمعية صناعات الطاقة الشمسية في واشنطن.
من ناحية أخرى، تتوقع وكالة الطاقة الدولية بأن تقنية الطاقة الشمسية الحرارية المركزة، قد تتفوق على تقنية الألواح الشمسية بعد عام 2030. أما الفرضية التي تفيد بأن تخزين الطاقة سيجعل تقنية الطاقة الشمسية المركزة أكثر جاذبية، فلا تعد أمراً جديداً. إلا أن الحاجة لكوكب الأرض وضرورة معالجة الأثر البيئي لتوليد الطاقة الشمسية على نطاق واسع، عن طريق القيام بتحليلات مطولة ومكلفة، وتخصيص الأرض للحفاظ على الحياة البرية- جعلت الطاقة الشمسية الحرارية المركزة أقل استقطاباً وجاذبية للمطورين.