الثلاثاء  26 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

السبت المشؤوم/ بقلم: سامي عيساوي

2016-10-03 12:42:14 PM
السبت المشؤوم/ بقلم: سامي عيساوي
سامي عيساوي

 

(1)

أنا سامح صاحب بوتيك ستاتي في شارع العدل، عمري 45 سنه، مصاري معي والحمد لله، صحتي تمام، بدخن مارلبور، بشرب 4-7 فناجين قهوة باليوم، من جديد صرت أسافر على تركيا والصين أجيب بضاعتي بايدي، الحياة في البدايه كانت صعبه، بس هلأ الأمور كتير منيحه، مرتي ست طيبه وحلوه ومتدينه، بس أنا لأ، يعني الصلاة بطنشها كثير، كثير مرات بجمع الظهر والعصر، أو العصر والمغرب. الصبح لما أصحى بصليه،  مرات الساعة 9 أو 10، ومرات ما بصلي الصبح نهائي.

 

على المستوى العاطفي علاقتي بمرتي عاديه جداً، فيها برود مرات، أنا بحب المغامرات وهي متحفظه كثير، بس كمان صابره على نزواتي.

 

مرتي من نوع الستات اللّي بغارو كثير، لمّا تجوزنا كنت بشتغل في محل ستاتي، أصل  تعارفنا كان في البوتيك، كلمه من هون كلمه من هناك تعرفنا على بعض وصار النصيب.

 

بعد سنه من زواجنا اخذت ذهب مرتي مع شوية مصاري كنت أنا محوشهم وفتحت بوتيك سامح للسيدات، في بداية حياتنا الزوجيه كانت سوسن تعلق على شغلي، وإنّه أنا بعرف كل نسوان البلد، وإنّه عيني زايغه، وتذكرني بطريقة تعارفنا على بعض، وكيف مسكت إيدها في المحل، وكيف كنت أعطيها هدايا، وبعدين صار النصيب، بس بعد هيك صار شغلي في البوتيك سبب رئيسي لعيشه النكد في البيت، تعليقات وتلميحات عن علاقاتي  مع الستات، بس كانت الأمور تمر والمسكينه تنسى أو تتناسى. كنت أقولها أنها من لمّا عرفنا بعض وهي  بتعرف طبيعة شغلي في البوتيك، هذه مهنتي وهذه حياتي وما بعرف غيرها، ومش مستعد أتعلم إشي تاني، بعد ما عرفت أسرارها وأسرار التعامل مع الحريم في البلد، شو اللّي بحبوه وشو اللّي بكرهوه.

 

كنت معروف إنه لساني متبري منّي، وأنه لساني هو رأس مالي الحقيقي، هذا لأني بعرف كل وحده شو بدها  تسمع واسمّعها إياه، وكثير من نسوان البلد بيجو على المحل بس علشان يسمعوا كلامي عنهم، وهذا كلّه بعتمد على السِّت، ممكن غزل صريح، وممكن مجرد مجامله صغيره ومرات مع بعض النسوان صمت تام وطاعة عمياء.

 

هذا الإشي كان  قاهر كثير من جيراني، وعاملهم عقده نفسيه، أمّا مرتي فكان موقفها معقد، كانت عارفه إنه لساني سبب نجاحي، وبنفس الوقت كانت تتمنى إني أخرس أو أحول، أو أي إعاقه تصيبني حتى أظل من نصيبها وما يشاركها فيّه حدا.

 

أختها سناء، كانت أوعى منها؛ تقولها ما دام الزلمه آخر النهار برّوح على داره وبنام في حضن مرته وجايبلها متطلباتها ومش مقصر معها ما تخاف منه، تهدى  مرات، وتولع مرات، وكانت عارفه وما توقف تعليقات، وأنا مرّات ازعل واصيح، ومرات أعمل حالي مش سامع ومطنش، بس علاقتي مع ستات البلد كانت تزيد وتجارتي تكبر.

 

أغلب الستات اللّي بزوروا المحل متجوزات، والستات المتجوزه أغلبهم بدوّرا على اللّي ناقصهم واغلبهم ناقصهم الكلمه الحلوه، الإبتسامه الناعمه، الغزل الخفيف، من نوع بعدك شباب، كل ما كبرتي بتحلوي، أو بعد غيبه للست عن المحل، عندي إلك قطعة بتستناكي، شو هالكسمات، يسلملي هالخصر، بس هذا الكلام مش لجميع الستات، كل ست الها مودها وهواها وثقافتها وجرأتها وذوقها واحتياجاتها، المطلوب من الواحد ما يخلط الحابل بالنابل، حتى في ستات متدينات، كانوا يحبو يزورا المحل علشان بلاقو وجه بشوش وبضاعه مميزه.

 

بصراحة مرّت سنوات على هذا الحكي، كر وفرّ مرّات تيجي سوسن على البوتيك، وكانت دائما تطلع رضيانه، أعاملها كأنها زبونه إلا إذا صادف وجودها مع وجود ستات من الزبائن الدائمين للمحل، وهون كانت تروح بينا زعل اسبوع، وما ترضي إلاّ لمّا توخد لكل وحده من خواتها قطعه كانت تسمّيها ضريبه أنه وحده مثلها متحمّله  واحد مثلي.

 

الفيس لمّا صار من أشياء حياتنا واحد مثلي كان يعتبره حكي فاضي، وشغل مراهقين، بس من كثر ما  سمعت من جيراني عن الفوائد الدعائيه للفيس، طلبت من نعيم جاري يعملي فيس، وهيك صار عندي بريد الكتروني وفيس بوك، وشوي شوي صار عندي أصدقاء على الفيس وصرت أغلب وقتي قاعد على الفيس، أقلب صفحات، وطبعا صار عندي أصدقاء على الفيس، جيراني أصحاب المحلات، وكمان تجار من الخليل وجنين وطولكرم ورام الله، وحتى من الأردن والخليج وتركيا والصين ومصر، وصرت أنّزل بعض الموديلات على الفيس وهيك صار أكثر أصدقائي على الفيس ستات البلد، يعملوا لايكات وكومنتس، وأكثر الكومنتس أسئله وأجوبه، وأنا صرت مبسوط على هالحكي، دخان وقهوة وفيسبوك وستات وأسئله وأجوبه.

 

طبعا اللّي ما بنحكى وجه لوجه في المحل صار ينحكي على المسنجر، وصار الحكي يكبر ويصير أكثر عن العلاقات العاطفيه والحياة الأسرية والزواج والطلاق والجنس وأشياء الستات الخاصه، وأنا من يوم يومي عيني فارغه. وصار عندي قصص بعدد شعر راسي، وصرت مستشار نفسي واجتماعي وحتى جنسي لكثير من الستات، وبنات الجامعه.

 

مرتي أو اللّي كانت مرتي، زادتها ومش كاينه تفهم أنه الدنيا تغيرت، وكمان آخر أفلامها كان فلم أسمه زهرة البنفسج، طبعا النص والسيناريو والإنتاج والتمثيل والإخراج للمثلة القديره سوسن مرتي؛ أو اللّي كانت مرتي.

 

أطول فلم حضرته بحياتي، تقريباً 3 شهور وهي تمثل وتكتب، طلبت صداقتي على الفيس، وكالعاده قبلت كانت تحكي معي على المسنجر وما تحب تكتب تعليقات، وطبعا كلام عاطفي وغرام، عن مشاكلها وأحلامها وعذابها ومعاناتها، وأنا قلت بتسلى في المحل مثلي مثل غيري، وطبعا كانت هي اللّي شجعتني  نحكي عن كل اشي تقريباً لحدّ ما طلبت تزورني في البوتيك، قلت في عقلي نزوه عابره خليني أشوف لوين بدها الأمور توصل، طبعا ولا في كوابيس الحرب العالميه ولا في خيال اينشتاين خطر في بالي أنه هذا الفلم معد مسبقاً، كتبته وأخرجته وحده تركتْ الدنيا وبنات البلد كلهم علشانها، طبعا كانت سوسن هي الممثله والمخرجه، بس كان فيلم بايخ ونهايته مأساويه.

 

اليوم السبت فتحت المحل بكير؛ طبعا علشان متواعد مع صاحبة الصون والعفاف زهرة البنفسج، وطبعا بعد ما أسرفت في تقديم مشاهد إغراء ساخنه في حواراتنا على المسنجر، وتفاجأت إنها زوجي، وأنا طول عمري ما بحب المفاجئآت وبعتبرها سبب أساسي للجلطات القلبيه والدماغيه، ومصدر أساسي لردات الفعل الغبيه والغريبه.

 

زوجتي المصون ما اكتفت إنها ضحكت علّي طول المده السابقه، كمان اليوم بهدلتني ولقنتني درس في الأخلاق والوفاء والسلوك. وأنا بعد هيك مش رح أقدر أحط عيني في عينها ولا أتنفس في وجهها، علشان هيك أنا رميت عليها الطلاق، وصارت حياتي وحيات أولادي في مهب الريح.

 

مين المسؤول؛ مش عارف بس أكيد مش الفيس بوك، ومش أنا لحالي ولا هيّ لحالها.

 

(2)

أنا سوسن، مرت سامح صاحب بوتيك سامح للسيدات، أكيد سمعتوا منّه؛ وأكيد فهمتوا منّه إنّي وحده ما بتستاهل النعمه، ناكره الجميل والعشره، بس لازم تسمعوا منّي كمان، لازم أحكي وتسمعوا منّي.

 

أنا سوسن، ولدت في عيله وضعها المادي عادي إلى أقل من عادي، بيتنا إيجار، وبابا بيشتغل فرّاش في مدرسه حكوميه، ترتيبي الأولى بين أخوتي وخواتي، طموحاتي كبيره؛ كانت كبيره، بس أبوي الله يسامحه رفض أدرس في الجامعه  لأنه ما في دخل يكفّي  للجامعه ومستلزماتها رغم أنّه معدّلي في التوجيهي 88.4، كثير من زميلاتي في المدرسه سجّلوا في الجامعه، هندسه وعلوم وفنون وصيدله وتمريض، وانا قعدت في الدار أجلي الجليات وأستنى العريس الموعود.

 

أمّي كان مضروب في جمالها المثل، وأنا كنت طالعه عليها، مع اللبس الحلو والموضات كنت لسّا أحلى منها، وأكثر شيء كان لافت هو عيوني، مثل عيون الجمال كيف كانت تحكي ستي لأمي أم جمال، سوادهم من اللّيل وبياضهم من الحليب، مليانات حُب وشغف للحياه، حضرت كل المسلسلات التركيه والمكسيكيه والسوريه والخليجه، كنت حاسه بدّي اختنق، ستي أم جمال قالت لأبوي:

 

_تعليم ما علمتها وقّعدتها بالدار، كيف الناس بدها تشوفها وتعرفها، خلّيها تروح وتيجي خلّي الناس تشوفها وتعرفها، علشان يجيها نصيبها.

 

خالتي ورده اقترحت اتعلم كوافير ستاتي مثل جارتها ساندي، لكن أبوي رفض، فتحول الموضوع إلى سكرتاريه وكمبيوتر، وفعلاً رحت اسأل المعاهد في البلد، وسجّلت في دورة سكرتاريه وكمبيوتر في مركز التدريب المهني، وصرت كل يوم أروح على البلد أدوام في المركز.

 

هناك تعرفت على بنات وأولاد كثير، الأولاد ما في حدا نزلي من زور، بس في بنتين علاقتنا صارت بسرعة قويه وصرنا نروح ونيجي مع بعض، ولمّا نخّلص دوام المركز نروح نتمشى في البلد.

 

ومّره رحت على السوق نشتري لبسه لعايده، وفتنا على بوتيكات كثيره، ومنها كان بوتيك بيشتغل فيه واحد إسمه سامح اللّي هو جوزي.

 

كان شب لطيف ولسانه حلو، يعني الوحده إذا فاتت عنده مش ممكن تطلع بدون ما تشتري، هو كمان عليه شويه حركات ممكن أي وحده تتمناه، وما بعرف كيف حسيت أنه الصناره غمزت، طول الوقت ما رفع عينه عني، وطلب منّي أرجع على البوتيك لأنه في بضاعة جديده رح تنزل الأسبوع الجاي، وفي أشياء حلوه وأسعارها طريّه.

 

الوحده منا حتى لو كانت خبرتها معدومه، بتقدر تعرف الذَكر اللّي قدامها شو بدّه منها، أنا عن نفسي روَّحت وبقيت صورته عالقه في راسي.

 

الأسبوع الثاني، كنت بتمشى أنا وعايده ونهايه في السوق، ومرقنا جنب المحل، كان نفسي أفوت بس مصاري ما كان معي وكان حيكون الموضوع محرج، وكمان ما بدّي أبيّن أني متعمده، بس هو لمحنا من جوّا المحل وطلع مثل المجنون.

 

_تفضلوا البضاعة الجديده وصلت.

 

وشوي بدّه يمسك إيدي علشان افوت على المحل.

 

اعتذرت أنه مش حاسب حسابي.

 

بس هو أصّر وقال:

_ما في مشكله، المصاري مش مشكله، سددّي أي وقت.

 

عجبتني تنوره كروهات مديل السنه، بس كمان ما بقدر أروحها معي على الدار، لأنه ببساطه ممكن أبوي يعلن الحرب العالميه الثالثه، وأخسر المعهد وارجع للجلي والمسلسلات.

 

أخذت التنوره وقلت إنها من خالتي ورده، وهو سجّل اسمي ورقم تلفون البيت وأنا كنت في منتهى الإحراج. بس وللمره الثانيه تأكدت أنه نظرته إلي غير وإنه الصناره غمزت.

 

 بعد اسبوعين سامح سأل عني وعن العيله والبيت وبعت خواته يخطبوني.

 

أبوي نصب تحقيق في الدار من وين بعرفه، ستي أم جمال كالعاده وقفتله في الباع والذراع.

 

_مثل ما كلّ الناس بتعرف بعض وبتسأل عن بعض، في الأخير اقتنع ووافق على سامح، وكان بالنسبه للعيله مكسب كبير،  سند جديد إلي ولخواتي وأمي.

 

اتجوزنا؛ سامح بجد لسانه حلو وشاطر، بس كمان لعوب وصعب تفهم عليه  خصوصا في موضوع الحريم والعلاقات العاطفيه، كان مثل الزئبق صعب تمسكه، يلف ويدور ويلعب بالحكي، ويطلع في الأخير منتصر.

 

أنا ما كان فارق معي منتصر ولا ناصر، كان بهمني هوّ ما يكون بضحك عليّ، وطبعاً واحد مثله تقريبا شغله يوم يوم مع الستات، يعني زي اللّي بشتغل في النار أو الحجار، إلا ما ينكوي اصبعه أو أيده أو يوكل ضربه حجر أو حتى يجي بعينه غبره.

 

بس أنا كمان ما كنت بعرف أي شيء محدد، غير أنّه لسانه حلو وبعرف تقريبا كل ستات وبنات البلد.

 

طبعاً ما كان الموضوع يخلى من مناوشات وتعليقات، وأحيانا زيارات مفاجأه على البوتيك، ومرات لّما كنت أصادف ستات في المحل أرجع على الدار بطوشه، وهيك مرتّ الحياه، صحيح  هو ملبّي كل طلباتي، وما في بنفسي إشي ما جابلي إياه، بس مرات كثيره بتمنى جوزي يكون حجار، نجار، عتال، مصلح بسكليتان، بنشرجي، ميكانيكي سيارات، بياع خضره، شفير كبينه، ولا يكون صاحب بوتيك ستاتي.

 

أختى سناء بتحسدني على سامح، يعني على ظروفه الماديه، بس أنا شايف الموضوع بطريقه ثانيه، وهي كمان ما بتعرف مشاعري والنار المشتعله في صدري.

 

بقي الموضوع كرّ وفرن يوم زعلانه وعشره صابره وراضيه، بس لمّا وحده من معارفي القديمه، وبالصدفه العميا، حكتلي عن مغامرات سامح على الفيس، تغيّر كل شيء، أنا في الأول كنت رافضه الفيس ومش داخل دماغي، كنت بعتقد إنّه فضايح ومضيعة وقت، بس كلام صاحبتي خّلى الفار يلعب في عبّي، عملت فيس باسم مموه، زهرة النفسج، وصرت اتابع مغامرات جوزي سامح على الفيس، طبعاً في البدايه ما كنت فاهم كيف الفيس بشتغل، بس شوي شوي تعلمت، وبمساعده صاحبتي نهاية.

 

الشيطان، إبليس، القرود، الإنسان، صاحبتي، كيف بدكم تسموه سّموه، قالّي اطلبي صداقة سامح على الفيس، وبالإسم المموه، وهو بنفس اليوم قبل صداقتي، وكان حالي مثل واحد فتح بوابه مسكره من سنين، وفجأه اندلق عليه وسخها وترابها وريحتها وذكرياتها القديمه.

 

تقريباً سامح مش مخلّي ست في البلد تعتب عليه، أغلب بوستاته موديلات من المحل ومن صور المجلات، بس المصيبه في التعليقات المكتوبه، في الحوارات بينه وبين الستات.

 

ومره اخرى الشيطان، إبليس كيف بدكم تسموه سمّوه، بلشت إبعتله رسائل خاصه على المسنجر، وهو زي كأنه  بدّه فرصه علشان يرغي مع أي وحده. بس مش أي حكي ومش أي كلام. بلشت كلام حب وغرام ومشاكل عاطفيه، وطّورت الموضوع بحبك، وبموت فيك، وهو في البدايه كان متحفظ  وردوده حياديه، بس بعد هيك فتحت شهيتّه، لحد ما طلب منّي أزوره في البوتيك يوم السبت، بكير يعني على الساعه 8 الصبح، وقال إنه محضرلي مفاجأه.

 

طبعاً لمّا كان يرّوح على البيت، كنت أنا ألبس قناع التمثيل، قناع المره اللّي بتحب جوزها وبتقدّر تعبه ووقفته في البوتيك، وبالتالي لعبت دور البطوله في فلم من إنتاجي وإخراجي، وتمثيلي، بس كانت الموسيقى التصويريه نشاز، طبعاً كل هذا وأنا من داخلي بيغلي، كنت في اللّيل أفكر إني أخنقه، أسممه، أدير عليه ميّه بتغلي وهو نايم، أطعنه في سكين المطبخ وهو سارح،  بس لأ، كنت حابب أشوف في عيونه خيانته، كنت بدّي ما أحرم نفسي من منظره وهو بعترف أنه واحد ناقص ووسخ، وما بستاهل وحده مثلي، كنت بدّي أحرقه واحرق بوتيك الستاتي تاعه.

 

طبعا أنا نفسي كنت مستغربه من حالي ومن قدرتي على التمثيل لحد ما وردلي خاطر،  لو عُرض عليّ بطوله فيلم مع عادل إمام أو حسين فهمي كنت رح اعمل دور ما حصل، ورح أكون أشهر واشطر من فاتن حمامه أو مرفت أمين.

 

وأجا يوم السبت المشؤوم.

 

لبست أحلى لبس، كنت حاكي ما صاحبتي نهايه تكون جنبي بس مش معي.

 

يوم السبت الموعود، وعلى غير العاده، صحي الصبح  بكير.

 

_وين ما مسهل؟

 

سألته..

 

_زي ما إنت عارفه؛ اليوم السبت وفي جماعه بدهم يجو من الجولان وصّوني على بضاعه لازم أحضّرها قبل ما يوصلو..

 

بس عيونه ما قابلت عيوني، حلق  وجهه، أخذ دوش، تعطّر، ولبس وقال يا الله، أنا مباشره جّهزت حالي على اعتبار أني وحده من دروز الجولان وبدهم بضاعه.

 

الساعه 8 و 10 دقائق كنت على مدخل المحل، طبعا لا في دروز جايين ولا ما بوذين، كانت المدينه بتمسح غبار أحلامها اللّيليه، تقريبا ما في محلات فاتحه،  شويه عربايات للقهوة والشاي والكعك بسمسم، وطبعا شوية عاطلين عن العمل واقفين على دوار الشهداء، بدخنوا وبنتظروا حصولهم على عمل يسدوا فيه جوع أولادهم.

 

كان ظهره للباب، لمّا دخلت،

 

_صباح الخير..

 

أكيد عرف صوتي، ولمّا لف راسه كان صار الدم ملّون وجهه، وتغيرت ملامحه، كأنه الموت صبّح عليه وسأله عن إسمه.

 

رد:

_صباح النور، شو جابك، الدنيا الصبح.

 

طبعا حاول يعمل توازن للون وجهه وحركة عيونه، بس ما قدر.

 

ومره وحده وبدون مقدمات، ومع سبق الإصرار والترصد، قلت..

 

_أنا زهرة البنفسج.

 

هو ما تمالك نفسه وقعد على أقرب كرسي، حسيت أنّه عمره قفز 30 سنه مرّه وحده، حسيت أنّه ندمان على إنها أمه حملت فيه وجابته.

 

حط راسه في الأرض، وما نطق بكلمه، بس ولّع سيجاره وتركني أسب عليه،

 

ما خليت مسبه ما حكيتها، ووصفته بكل الأوصاف والتهم الوسخه اللّي في الدنيا.

 

وبسخريه وعلى مسامعه حكيت  مقتطفات من حواراته معي، عفواً مع "زهرة البنفسج"  الساخنه على الفيس، بس ما قدرت اشوف انفعالاته لأنه طول الوقت كان راسه في الأرض.

 

تركني أحكي كلّ الكلام، وولع سيجاره ثانيه.

 

طبعاً أنّه ندمان هاي كانت مجرد انطباع شخصي، لأنه بس خلّص السيجاره  الثانيه، رماها وداسها بكندرته كأنه داس على صرصور فات عنده على المحل.

 

ولأول مره بشوفه بالمنظر هذا، ما حكى ولا كلمه بس رمى عليّه الطلاق.