السبت 21 كانون الأول 2024
الحدث- رام الله
من السهل لأي شخص أن يقنع نفسه أنه لا يحتاج أن يكون محبوبا، ولكن الحقيقة هي أن حتى الشخص الأكثر انطوائية في العالم يريد أن يكون محبوبا، ولو من شخص واحد فقط، وإلا سيصبح العالم مجرد جحيم تتعذب فيه وحدك.
وإذا وجدت أنه لا تتم دعوتك إلى أي من لقاءات الأصدقاء المرحة أو خروجات زملاء العمل غير الرسمية، فلابد أن تراجع نفسك قليلا لتكتشف أين الخلل.
وهناك بعض العادات التي يتميز بها الشخص المحبوب، فإذا أردت أن تكون جديرا بمحبة الآخرين فالتزم بها دائما.
لا تحاول القفز على النقاش وتتصرف كما لو أنك تعرف كل شيء، بل عليك أن تستمع إلى الآخرين، ثم تستفهم عما تريد بطريقة لائقة. إذا جعلت الناس يشعرون بمزاج جيد، فتأكد أنهم سينجذبون إليك وسيستشيرونك في أمورهم أو حتى يحبون الحديث معك وحسب.
ليس تكبرا، ولكن حرصا على مشاعر الآخرين، حاول ألا تتدخل في شؤون أحد الخاصة، إذا لم يكن من تدخلك فائدة. فهل تجد من اللائق مثلا أن يسترق زميلك السمع إلى مكالمتك الهاتفية ثم يعطيك رأيه حول المكالمة دون طلب منك؟
عليك أن تعلم أي الأوقات يجب التدخل وأيها يجب عدم التدخل. وفي كل الأحوال، إذا رأيت نفسك حائرا بين الأمرين، فإما أن تطلب الأذن من صاحب الشأن أو تصمت.
دع الأمور تمر مرور الكرام، خصوصا إذا كان النقاش غير مجدٍ. عليك أن تتعلم أن كسب الناس خير من كسب المواقف. والشخص المحبوب يكون سجله مع الآخرين مشرفا وخاليا من الأحقاد والأغلال.
وليس من المناسب بالطبع أن تكون خصما ضعيفا في كل النقاشات والمواقف، ولكن إذا أخطأ أحدهم في حقك، فعليك أن تنبهه إلى ذلك وتعاتبه، ثم تغفر وتصفح، وتحمل الحقد عليه في قلبك على المدى البعيد.
بالتأكيد تعلم جيدا أن كل شيء في الحياة يأتي بالتعلم، ولذلك عليك أن تعطي الفرصة للآخرين للنمو والاستفادة من التجارب، وأيضا الفرصة للخطأ. هذا يجعلك شخصا محبوبا، ويدفع الآخرين للوثوق بك، ويجعلك يقصدونك دائما لتساعدهم في مشاكلهم وتقترح عليهم الحلول.
الشخص المحبوب دائما ما يلاحظ التقدم والإنجازات التي يحرزها كل من حوله، فهو ليس متمركزا حول ذاته. ولذلك تجد الناس يقابلونه ويبتسمون له بصدق، لأنهم سعداء برؤيته. والإطراء والمجاملات التي تقدمها للآخرين تترسخ في عقلهم الباطن، ما يجعلهم يحبونك ملء قلوبهم. ولكن تذكر ألا تبالغ في المجاملات واحرص أن تكون صادقة ومستحقة، وإلا ستفقد معناها تماما.
أحيانا يكون من الصعب التعامل مع أناس بشخصيات متنوعة، خصوصا إن كانوا مختلفين عنك تماما. ولكن الشخص المحبوب يحرص على رؤية الخير الكامن في كل شخصية والتركيز على الإيجابيات لا السلبيات التي تميزها.
لا شيء أكثر إزعاجا من شخص يتفقد إلى المعلومات والحقائق ثم تراه يقفز على النتائج ويخرج باستنتاجات لا أساس لها. ولذلك عليك أن تركز على التفاصيل وأن تزن كل الحقائق بمقياس العقل وأن تتخلى عن التحيز والجور. فالناس بطبيعتهم يحترمون ويقدرون الشخص الذي يأخذ وقتا في التفكير وتحليل المسائل قبل إصدار الأحكام.
من الصعب هذه الأيام أن تجد أشخاصا يتحلون بالصدق والأصالة. وإذا وُجدوا، فإن الناس يتمسكون بهم إلى أقصى درجة. والشخص المحبوب لا يتصنّع ولا يحاول جذب انتباه الآخرين بأي طريقة. فقط عليك أن تكون نفسك وتعيش حياتك وفقا لما تؤمن به. وإذا انتقدت شخصا أو شيئا، احرص أن يكون النقد صادقا وبناءً لا لمصلحة. وإذا شكا إليك أحدهم ظروفه الصعبة، فحاول أن تتفهم الأمر وأن تعيش التجربة بصدق دون ادعاء زائف بالتعاطف.
البخل من أكثر الصفات المنفرة. ولهذا لن تجد شخصا محبوبا من الجميع إلا وهو يتميز بالكرم. فإذا قابلت متجرا يعرض تخفيضات جيدة، تبادر بإبلاغ أصدقائك. وإذا ذهبت لقضاء العطلة أو المصيف في مكان ما، تحرص على جلب بعض الحلوى –أو أيا ما يتميز به هذا المكان- إلى معارفك. الشخص المحبوب يقدم المساعدة متى احتاج لها أحد دون أن يشعر بأي نوع من الكبر أو الفخر.
عادة ما يعتمد جميع الناس على ذلك الشخص المحبوب لحفظ أسرارهم، فهم يأتمنونه على كل أمر لا يحبون إفشاءه. وهو بدوره لا يخون ثقتهم فيه أبدا، بل يمكن أن نطلق عليه لقب «كاتم الأسرار». وهو يعرف جيدا مدى حساسية المعلومات التي لديه ويعرف التفريق بين ما يمكن قوله وما لا يمكن قوله.
