الثلاثاء  26 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

أمامنا طريق طويل/ بقلم: سامي سرحان

2016-10-11 11:47:49 AM
أمامنا طريق طويل/ بقلم: سامي سرحان
الحدث

 

ما يزال الطريق طويلا أمام النضال الوطني الفلسطيني لإنجاز هدفه الصريح والواضح والمحدد في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية التي احتلت في الرابع من حزيران 1967 وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس.

 

وكلما بدا هذا الهدف قريب المنال تبدد كالسراب، ولكن الحقيقة الأكيدة أن الشعب الفلسطيني وقيادته المناضلة الواعية والمدركة لموازين القوى المحلية والإقليمية والدولية لم تتوقف ولن تتوقف عن النضال بكل أشكاله قبل أن بحقق هذا النضال هدفه.

 

وكلما بدا لدولة الاحتلال أنها في طمأنينة  وأمن وغلبة وتفوق تبددت هذه الطمأنينة وعادت بها الذاكرة إلى نكبة الشعب الفلسطيني عام 1984 التي لم تجرؤ حكومات إسرائيل المتعاقبة حتى اليوم فتح ملفاتها وما ارتكبته العصابات الصهيونية من جرائم وتهجير للشعب الفلسطجيني من وطنه وهدم مدنه وقراه وإقامة دولتهم على أنقاض وطن الفلسطينيين التاريخي والأزلي الثابت والراسخ رسوخ جبال الجليل والخليل والقدس ونابلس.

 

ليس في وارد إسرائيل إيجاد حل لصراعها المفتوح مع الشعب الفلسطيني وهي ماضية في استراتيجيتها القائمة على الاستيطان والإحلال ونفي وجود الآخر. وبات من المستحيل تطبيق حل الدولتين الذي أجمع عليه المجتمع الدولي كحل للصراع الممتد منذ سبعة عقود. إذ أصبحت البلدات والمدن والقرى الفلسطينية كالثقوب في قطعة الجبن بعدما كانت المستوطنات في هذه الحالة. وأرجأت اتفاقية اوسلو بحث موضوع الاستيطان والقدس لإسرائيل حتى تضاعف استيطانها في الضفة إلى نحو 600%.

 

لقد بدا أن حل الدولتين سيكون بداية لإنهاء الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وأنه بمثابة الفرصة الأخيرة لتسوية هذا الصراع قبل أن تعود الأمور إلى مربعها الأول الذي يقول إن فلسطين هي وطن الشعب الفلسطيني من البحر إلى النهر ولا وجود لكيان على هذه الإرض غير كيان الشعب الفلسطيني ما ينذر بصراع ممتد لسبعين سنة قادمة وهو ما لا يرغب فيه المجتمع الدولي الذي أعياه البحث عن حل لهذه القضية التي رافقت نشأة الأمم المتحدة التي شاخت وباتت قراراتها لا تساوي الحبرالذي تكتب به.

 

لقد بات جليا للدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة أن حكومة نيتنياهو اليمينية في إسرائيل تتبع سياسة فرض الأمر الواقع  في الضفة الغربية مما يحول دون قيام دولة فلسطينية متواصلة وقابلة للحياة يعيش فيها الشعب الفلسطيني بحرية وكرامة واستقلال وحسن جوار وتمعن الحكومة اليمينية أيضا في  اضطهاد الشعب الفلسطيني وإذلاله والتضييق عليه في كل مناحي حياته ما يدفع أبناء هذا الشعب إلى التضحية بأرواحهم فداء لحريتهم وكرامتهم.

 

والحال هذه، فلن يقف الفلسطينيون مكتوفي الأيدي ولن يكلوا عن مسعاهم السياسي الدبلوماسي أيضا في دفع دول العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا التي ساهمت في إقامة دولة إسرائيل وأمدتها بكل مقومات الحياة حتى اليوم من الاعتراف الكامل بدولة فلسطين التي نص عليها قرار التقسيم رقم 181 والذي أقيمت إسرائيل بموجبه والزام إسرائيل بالانسحاب من الأرض الفلسطينية التي احتلت عام 1967 لتمكن الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في الاستقلال والسيادة على جزء من وطنه وحقه التاريخي في فلسطين.

 

ومن مهازل القدر والسياسة الدولية معا أن يتعرض تاريخ فلسطين وتاريخ شعب فلسطين إلى عملية تشويه وطمس للحقائق الثابتة على أيدي حكومة نيتنياهو التي يحاصرها المجتمع الدولي فتهرب إلى الأمام بتزوير تاريخ فلسطين الثابت قبل اليهودية والمسيحية والإسلام، مما يشي بأن الطريق ما زال طويلا أمام الشعب الفلسطيني حتى يصل غلى حقوقه المشروعة وأن حكومة نيتنياهو تدير الظهر لكل جهد أو بارقة أمل في إحلال السلام العادل على هذه الأرض التي تستحق أن تكون أرض السلام.