الحدث- أحمد بعلوشة
أثار فيديو قيام شبان بقتل كلب في مدينة رفح جنوب قطاع غزة غضباً واسعاً بين أوساط مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، وكان أربعة شبان من حي السلطان قاموا بقتل كلب مستخدمين أدوات حادة، والتقط أحدهم مقطع فيديو لعملية قتل الكلب التي كانت مؤذية وشرسة حيث قام أحدهم بربط الكلب من خلال حبل، ومن ثم الانقضاض عليه مستخدماً "بلطة"، ما أدى إلى مقتل الكلب على الفور.
انتشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً "فيسبوك"، وكان واضحاً من بين الردود وعمليات التفاعل مع الفيديو مدى الاستهجان والغضب لدى المشاهدين الذين عبروا عن استيائهم من أن يتم الاستهانة بأرواح الحيوانات بهذا الشكل، وقتلها بصورة لا تمت للإنسانية بصلة، وأكدوا أنها ليست مجرد حادثة قتل كلب، بقدر ما هي تغير وانحدار في القيم والمعايير التي تنظم حياة الناس.
المواطن سعيد الطويل، عبر عن استيائه من مشاهدة هذا الفيديو، وفي إفادته لـ "الحدث"، قال الطويل: "هذا العمل مشين ولا يعبر عن أي قيمة إنسانية أو تربوية لشعبنا، ومناف لما ورد في كل النصوص ومخالف لديننا أيضاً". مضيفاً: "لقد تباهوا بقتل الكلب دون أي مبرر وهذا أمر مزعج أيضاً".
أما المواطنة إيمان خلف، فترى أنَّ الحادثة تعبر بالضرورة عن وجود مشكلة حقيقية وضغط قد يجعل من المواطن مجرماً، وتابعت خلف: "انزعجت من الفيديو لدرجة أنني لم أستطع إكماله حتى النهاية لما فيه من وحشية. أما عن الأسباب التي قد تدفع هؤلاء الشبان لارتكاب مثل هذا الفعل فهي متعددة ما بين التربية المغلوطة والتفسيرات الخاطئة للدين، إضافة لربط نظرة أنَّ الكلب نجس بفكرة أنه لا يستحق الحياة".
وتضيف خلف حول قصة حقيقية أخرى حدثت مع أحد طلبة المدارس: "قام الطفل بعرض صوره مع كلبهم الخاص في البيت لزملائه في المدرسة، ليتفاجأ بعد ذلك بأنَّ المعلمة قالت للطفل: ما تيجي عالمدرسة إلا لما تتخلص من الكلب لأنه نجس، وقالت لأهل الطفل أيضاً: ابنكم نجس الآن. وهذا يعبر بالتأكيد عن نظرة هؤلاء الناس للحيوان وطريقة تعاملهم معه". واختتمت خلف: "هذه نماذج بسيطة عن التربية الجتمعية التي تأخد الناس بشكل عام إلى منطقة التعامل مع الكلاب بقسوة، واعتبار قتلها طاعة أو جزءً من الدين".
تواصلت "الحدث" مع الناطق باسم الشرطة في غزة أيمن البطنيجي، الذي أكد أنه تم التعرف على هويات الشبان الذين قتلوا الكلب، مشيراً إلى أنه: "كانت هناك مطالبات من عدة جهات مثل المحكمة الشرعية ومجلس القضاء الأعلى، إضافة إلى السخط الشعبي الواسع وعدم الرضى من المواطنين تجاه هذه الحادثة، وقامت المباحث بالبحث عنهم والقبض عليهم، ومن ثم التحقيق معهم، وسيتم تحويلهم للنيابة"، وبين البطنيجي أنَّ ما حدث هو مناف للعادات والتقاليد والدين".
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي امتلأت بتعليقات ونقاشات تتعلق بالحادثة، ما دفع أحد الشباب الذين قتلوا الكلب إلى الاعتذار عبر إحدى وسائل الإعلام، إلا أن اعتذاره لم يشفع له من مواجهة تهمة قتل حيوان دون سبب وبصورة بشعة.