الحدث- روان سماره
أجمع سكان أهالي جنوب شرقي بيت لحم على أن من أهم ما ينقصهم هو البنية التحتية من كهرباء، وماء، وشبكات صرف صحي، حيث تفتقر هذه المنطقة لكافة الخدمات الأساسية التي من شأنها أن تعزز صمودهم، في منطقة تشهد ضغوطات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي.
يقول خالد الرشايدة أحد مواطني قرية الرشايدة لـ"الحدث": "نعاني من نقص الخدمات الرئيسية كالاتصال وشبكات الصرف الصحي، وكنا قد حصلنا على الكهرباء في العام 2009، أما الماء فنحن نستفيد من البئر الذي يضخ لكل من الخليل وبيت لحم، ولا ندفع الفواتير، ما جعل المجلس القروي للرشايدة مديونا بمبالغ طائلة لسلطة المياه".
ولا يقتصر أمر المديونية العالية على مجلس الرشايدة وحسب، فنظرا للأوضاع المالية السيئة التي تعاني منها المجالس في هذه المنطقة سواء من بلدية أو قروية، فقد تضاعفت مديونية هذه المجالس لصالح شركة الكهرباء، وسلطة المياه.
وأكد حاتم صباح رئيس بلدية تقوع لـ"الحدث" أن الخدمات الأساسية في معظم البلدات والقرى متوفرة، لكن معظم هذه المناطق تعاني من تردي الطرق، ما يعني حاجتها لإعادة تأهيل شبكة الطرق الفرعية والرئيسية، وهو ما يعني حاجتها لممولين للقيام بهذه المشاريع التي لا تكفي موارد البلديات لتغطيتها.
وأشار أحمد الرشيد رئيس مجلس الخدمات المشتركة في لقاء مع "الحدث" إلى أن المنطقة بحاجة لفتح مشاريع تشغيلية لتشغيل القوى العاملة فيها، حيث يصل عدد السكان لـ65 ألف نسمة، ينتشرون في 12 تجمعا سكنيا بين قرية وبلدة، ومعظمهم ما زال يعتمد على العمل في الرعي وتربية المواشي، بالرغم من تزايد نسبة المتعلمين والخريجين في هذه المناطق، إلا أن محدودية فرص العمل، وندرتها جعلت معظمهم يتجهون للعمل في المدن في الداخل الإسرائيلي والمخاطرة في الذهاب دون تصاريح.
من جهته قال حسين غزال رئيس بلدية كيسان إن شبكات الصرف الصحي، وما يواجهه المواطنون من صعوبات نتيجة لهذا الغياب هو من أهم المشاكل التي تواجه المجالس، وهي بحاجة لحل جذري، ولكن الحل لا يمكن أن يأتي من المجالس وحدها، بل هو بحاجة لتكاتف كافة الجهات ذات العلاقة لتحقيق احتياجات المواطنين ومطالبهم.
يعتمد سكان التجمعات السكنية في منطقة جنوب شرقي بيت لحم والذين يبلغ عددهم 65ألف نسمة على الثروة الحيوانية كمصدر رزق أول، وهو ما يجعل من المواشي والجمال التي يمتلكونها رأس مالهم الوحيد، يقول فواز الرشايدة لـ"الحدث": "نحن مغيبون عن خطط وزارة الزراعة، فهي لا تلتفت لاحتياجاتنا، ولا تحاول مساعدتنا حتى في تأمين العلاج في حال تعرض حيواناتنا للأمراض أو الأوبئة، فقد عانت الجمال في منطتنا خلال الفترة الماضية من مرض "الجدري" وتوجهنا لوزارة الصحة مرارا لكنها لم تؤمن لنا العلاج المطلوب، ما أجبرنا على جلب طبيب بيطري على حسابنا الخاص، ومن ثم شراء الدواء من الأردن على نفقتنا الخاصة أيضا".
وزارة الزراعة ليست وحدها المقصرة في حق أهالي جنوبي شرقي بيت لحم، فالمنطقة التي تعتمد على السياحة في موسم الربيع هي متجاهلة من قبل وزارة السياحة، يقول الرشايدة: "لا يوجد اهتمام من وزارة السياحة، ولا تلتفت لنا، بالرغم من أن المنطقة في الربيع هي منطقة سياحية بامتياز، إلا أننا لم نشهد أي مشروع سياحي من الممكن أن يقام على أرضنا وينعش الحركة السياحية فيها".
في جولتنا التي كانت يوم السبت رأينا غيابا واضحا للحدائق العامة، والملاعب، والمكتبات، وكان من الواضح أن هذه هي أمور كمالية في حال قمنا بالنظر للاحتياجات الإنسانية لأهالي المنطقة، الذين تحاصرهم مناطق التدريبات العسكرية من كل صوب.