الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

المصالحة.. توجس مشوب بالحذر

2014-04-29 00:00:00
المصالحة.. توجس مشوب بالحذر
صورة ارشيفية

 فيعيونغزة

غريبعسقلاني
تمت المصالحة، بأسرع من توقعاتنا.. لم يهدر الوقت في التجاذبات والمماحكات والتحفظات، والمستدركات.. لم نحبس الأنفاس بين مد وجزر ومراوحة في المربعات الأولى، ما وضعنا كجمهور، ننتقل من مربع التوجس إلى تفاؤل حذر، انعكس على تساؤلات الدهشة، عن حدوث أمر ترسخ في وعي الجمهور، أنه بعيد المنال، ووضعنا في ساحة التأمل والانتظار.
لكن الأمر سرعان ما جاء من الطرف الآخر عبر تصريحات البيت الأبيض وتهديدات نيتنياهو، ما فرض الالتفاف على القرار الفلسطيني، وقذف المصالح الذاتية والفصائلية خلف ظهورنا، وقد تجلت الحقيقة واضحة للأعمى والمتعامي والبصير، أن الاتفاق على مصلحة الوطن والقضية والدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف هو حجر الأساس، وأن منظمة التحرير هي الوعاء الجامع الضامن للحق، والحامي لتضحيات الشعب بجميع أطيافه، بعيدا عن عبث المفرطين والمتشيعين لغير الشعب الواحد بجميع أطيافه والوطن والواحد، ولا بديل.
إن أي أجندة خارجية أو عربية أو فلسطينية، لا تعمل من أجل الشعب والأرض، ولا تستوعب الحق الفلسطيني في سياقه التاريخي والمرحلي هي معول يدمر الثوابت الفلسطينية، ولعل سنوات الانقسام المقيتة قد أعطتنا الدرس الكافي وألحقت بنا من الخسائر التي شوهت جلودنا وحفرت في اللحم عميقا، وكادت تصيب العظم بالوهن.
على الجميع المراجعة وتقييم الأداء السابق، بكل أمانة وانتماء، لأن معارك كثيرة قادمة، ولأن المتربصين بنا كثر، سيبتكرون الوسائل ويضعون العقبات كما هو دينهم وديدنهم تجاهنا.
العودة إلى شرعية القرار الفلسطيني يستحق كل تضحية، والاستفادة من الأخطاء فضيلة، والصراحة والوضوح نبراس الشعوب، والزحف تحت الترب مقتلة.
الشعب في غزة كما الشعب الفلسطيني في كل مكان، فرح بحذر، ومتشائم بقدر أيضاً، وهو على أحر من الجمر لتلمس النتائج مهما كانت بسيطة على أرض الواقع، فالشعب أينما وجد يسترشد ببوصلة الضمير الجمعي ويرفض كل صوت نشاز.
السؤال الآن
كيف سيتم ترميم منظمة التحرير؟
وكيف سيكون دخول القوى غير الممثلة فيها؟
وماذا اعددنا لانتخابات المجلس التشريعي؟
أيها القابضون على القرار:
الشعب ضحى وصبر، وقدم الشهداء فاستغفر وغفر، وجاع وما فرط.. تذكروا أن الحاضنة الشعبية هي الأبقى، وأن الذاكرة الجمعية لن تُسقط سطرا من حياة شعوبها، وتحفظ لكل ذي حق حقه
الحقيقة تتجلى في غزة، وبكل وضوح، ولا إغراق في التفاصيل، ماذا عن خطوة ما بعد الإعلان.. لسان حال الناس يقول: ننتظر بتوجس مشوب بالحذر.