الحدث- هداية الصعيدي
بحزن تستذكر الغزية فريـال الخيسي، وهي تستقبل أقاربها خلال أيام عيد الأضحى، طقم الكنب الخاص بها، والتحف الفنية، التي تتوزع داخل غرفة استقبال الضيوف، في بيتها.
فلم يعد لتلك الغرفة من أثر، سوى كومة من الحجارة والأثاث المعطوب، عقب استهداف آلة الحرب الإسرائيلية لمنزل الخيسي خلال حربها على قطاع غزة، في يوليو/تموز الماضي.
ولم تجد الخيسي (43 عاما)، التي ما زالت تقطن في جزء من منزلها المقصوف، مكانا لاستقبال الضيوف، سوى وضع عدد من الكراسي البلاستيكية البيضاء، بشكل دائري بجوار الركام.
وتقول الخيسي، الأم لـ10 أبناء، "إنها تشعر بالحزن كلما طرق أحد الأقارب بابها مهنئًا بحلول العيد، فهي تتمنى أن تكرم زائريها على أكمل وجه، وأن يكون لديها بيت آمن يأوي عائلتها".
وتعرض منزل الخيسي، في حي الشجاعية، شرق مدينة غزة، لقصف من الطائرات الإسرائيلية، أثناء حرب الـ 51 يومًا، مما أدى إلى ألحاق أضرار جسيمة في المنزل، جعلته غير صالح للسكن، كما تقول صاحبته.
ووفق الخيسي، فقد سلمتها الجهات المختصة شهادة تفيد بخطورة السكن في المنزل، وأنه آيل للسقوط في أي لحظة، مضيفةً "زوجي عاطل عن العمل ولا نملك أي مكان آخر نسكن فيه، لذلك لن نستطيع مغادرة ما يسمى بالبيت، أو استئجار شقة، رغم انه خال من أي أثاث".
وتسببت الحرب الإسرائيلية بتدمير نحو 9 آلاف منزل بشكل كلي، و8 آلاف آخرين بشكل جزئي، وفق إحصائيات رسمية لوزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية.
وبين أنقاض الركام، كانت تبحث الفلسطينية، ختام نصر، عن بعض الثياب لأبناءها، وتقول للأناضول "انظروا إلى بيتي، الحجارة في كل مكان وجزء من الأثاث احترق، بسبب القذائف الإسرائيلية، فكيف نفرح بالعيد وهذا حالنا".
وتضيف: "في مثل هذا الوقت العام الماضي، كنت استقبل ضيوفي المهنئين بالعيد، واليوم أبحث بين الأنقاض، عن أي شيء سليم، وبعض الثياب لأسرتي".
وكانت تتمنى نصر، الأم لأربعة أبناء، لو أنها تمتلك بيتًا لأسرتها، قائلة "أشتاق لصناعة حلوى العيد برفقة نساء الحي، وأرى البسمة على وجوه صغاري، ونحن نعلق البالونات والزينة في المنزل، لكن الجميع الآن يشعر بالحزن، أمام هذا الدمار".
وتشتكي نصر من عدم وجود مأوى تستقر فيه عائلتها، فهي تتنقل من بيت إلى آخر، بعد أن يطلب صاحب المنزل منه تركه، لعدم قدرتهم على توفير تكلفة الاستئجار، وندرة توفر الشقق السكنية الشاغرة.
وأمام 9 قتلي سقطوا من عائلته في الحرب، لا يجد الحاج نصر شمالي، أي مظهر من مظاهر العيد في منزله والحي الذي يقطن فيه.
ويقول شمالي (58 عاما) وهو يشير بيده إلى البيوت المدمرة للأناضول:" انظروا إن الدمار يحيط بنا من كل مكان في حي الشجاعية، لم يسلم أي بيت هنا، وهذا يذكرنا باستمرار بالحرب دوما، ومعظمنا فقد أفرادًا من عائلته".
ويضيف: "الحياة صعبة جدًا هنا، الجميع مازال يعاني آثار نفسية من الحرب، فكيف لنا أن نفرح بالعيد أو نعيش أجواءه، ونحن أصلا لم نستعد لاستقباله".
الأناضول