في ختام الفصول الدراسية، وليس في جامعاتنا فحسب بل أظنه يحدث في جامعات العالم أجمع، يأتي الطلبة بأعذارهم الواهية لتجاوز خيبتهم عند قرب إعلان النتائج الأكاديمية في المساقات والمواد التي يدرسونها.
هذا لم يتمكن من تسليم مشروعه النهائي.
تلك صادف زواج أختها ليلة الامتحان النهائي.
ذاك، يعاني من انفصام في الشخصية، ظن أن الامتحان للديناميكا بدل الستاتيكا.
ذاك لم يستعد للامتحان لتزامنه مع آخر مبارات الكلاسيكيو، أو تصفيات دوري أبطال أوروبا، أو كأس الملك فهد، أو كأس تصفيات أسيا أو إفريقيا أو الغربان السود.
تلك لها طفل رضيع بقيت طوال الليل تطبب سخونته.
ذاك الموبايل خانه وفقط جابي الكهرباء هو من أيقظه من نومه بعد مرور الوقت.
ذاك وتلك... تلك وذاك..
لكن هناك فرقا ملحوظا بين الإناث والذكور، بين الطالبات والطلاب.
طبعا لا أقصد طول الشعر وجمال العيون، ولم يخطر ببالي رقة صوت الإناث وخشونة كلمات الذكور، كَلا ولا اهتمام الإناث بطلاء أظافرهن وشفاههن، وعبثية الذكور في تسريحة الشعر، أو طريقة قصه، أو تشذيب لحاهم، أو ترك شواربهم تنمو فوق شفاههم كنباتات برية.
كما أنني لن يخطر ببالي الفرق فيما بينهم في الرائحة والتركيز، ومواعيد النوم والصحو، والأكل والشرب، والمنطق، والحب، والبغض، والغباء، والقوة، والضعف، ما خطر ببالي هو فقط الدموع.
كيف يمكن للإناث استحضار دموعهن في رمشة عين، وكأن الإناث مزودات بجهاز خاص يحتفظن به في مكان خاص لا يعلمه حتى أزواجهن فيما بعد. جهاز سري يمكن الأنثى من استحضار دمعها في أي وقت وكل مناسبة، كأن تَقوم بالضغط على رز خاص يعمل على تشغيل مجاري الدمع فتفرز سائلاً شَفافاً لّونه بلون الماء له بعض الملوحة، لكن تأثيره وأثره لا يضاهيه سوى الماء الثقيل للمفاعلات النووية للاستخدامات غير السلمية.
وكأن الدمع هو سلاحها الفتاك الذي تدربت على استخدامه منذ الأزل، وانتصرت في جميع معاركها، متجاوزة الحجر المشطوف، والرماح والسيوف، والسهام، والبارود، والمدافع، وراجمات الصواريخ، والمدافع العملاقه وأخيرا الصواريخ العابرة للقارات، والصواريخ الكتف والصواريخ الحاملة للرؤوس التقليدية والرؤوس النووية، إنّه سلاحها الأقوى والأشد فتكاً تعلمته من جدتها حواء، وعلمته لبنات جنسها منذ الأزل إلى قيام الساعة.
وكأن الدمع هو مخزونها الاستراتيجي الذي لا ينفذ، تحتفظ منه المرأة بالكثير، أكثر بكثير من المخزون الاحتياطي النفطي لدول منظمة أوبيك مجتمعة، دون تكلفة استخراج، وأثره لا يتغيّر بتغير أسعار صرف العملات، ولا الاحتباس الحراري، ولا تقلبات الجو.
وتذكرت القول المأثور:
أمران لا تصدقهما أبداً: دموع النساء وقلوب الرجال
وأمران لا تكذبهما إبداً: قلوب النساء ودموع الرجال.